سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يونيو 1967.. عبد الحكيم عامر يهدد بالانتحار.. وعبد الناصر يعنفه: "لا تُضِف الفضيحة إلى المصيبة"

الأحد، 08 يونيو 2014 09:09 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يونيو 1967.. عبد الحكيم عامر يهدد بالانتحار.. وعبد الناصر يعنفه: "لا تُضِف الفضيحة إلى المصيبة" عبد الحكيم عامر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضعت دراما نكسة 5 يونيو 1967 الكل فى ذهول كامل، وظهر ذلك فى مساء مثل هذا اليوم "8 يونيو 1967"، ويروى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل جانبا من هذه الدراما فى كتابه "الانفجار"، والتى دارت وقائعها فى مكتب المشير عبد الحكيم عامر بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وكان قائدها الأعلى.

أعلن "عامر" وسط مجموعة من قواده أنه سينتحر، وحمل مسدسه متوجها إلى حمام ملحق بمكتبه مصمما على إنهاء حياته بيده، وعندما تكالب عليه عدد من رجاله ينتزعون من يده المسدس، ارتمى على مقعده، ووضع رأسه بين كفيه، ومال على مكتبه لمدة دقائق ساد فيها قاعة مكتبه صمت رهيب وحزين.

ذهب "شمس بدران" وزير الحربية إلى التليفون يتصل بـ"عبد الناصر" قائلا: "المشير مصمم على الانتحار"، فأسرع "عبد الناصر" إلى مركز القيادة العليا، ليجد "عامر" كما يصف "هيكل" قد ضيع أعصابه تماما، وراحت أحواله النفسية تتأرجح من النقيض إلى النقيض، بالحديث تارة عن خيانات حوله، ثم يقفز إلى الاعتراف بمسئوليته، ثم ينتقل بعدها إلى أن الموقف ليس ميئوسا منه بعد، وأنه يفكر فى خطة جديدة لمواصلة القتال، ثم يعاوده خاطر الانتحار، ويلوم الذين منعوه من التنفيذ.

قال "عبد الناصر" لـ"عامر" بصوت مجروح إنه يرجوه ألا يضيف الفضيحة إلى المصيبة، وانفجر "عامر" منهارا بالكامل يوزع المسئوليات على كل الناس ناسيا نفسه، ثم أضاف عبد الناصر: "أى نظام يعجز عن حماية حدود وطنه يفقد شرعيته، وأنه مهما كانت أحزاننا الآن، فإن علينا أن نعرف أن دورنا انتهى نهاية مأساوية، ولم يبق أمامنا إلا مهمة أخيرة هى ترتيب "أوضاع البلد"، بما يمكن معه تحقيق انتقال إلى ظروف تختلف اختلافا بينا عما هى الآن.

اعترت "عامر" نوبة هياج قائلا "إن كل شىء لم يضع بعد"، فسأله "عبد الناصر" بأسى: "ما الذى بقى لم يضع؟"، فرد عامر: "المقاومة الشعبية، ثم راح يتحدث عن توزيع السلاح على الشعب لكى يقاوم".

فى هذا اللقاء، وحسب رواية هيكل، قال "عبد الناصر" لـ"عامر" إنه أصبح مقتنعا بضرورة اعتزاله للحياة العامة، فقد انتهى دوره وانتهت فى رأيه ثورة 23 يوليو، وما بقى منها من مبادئ ومنجزات أصبح فى أيدى الناس، وأضاف، ليس لنا أن نعطل طريقهم فى تدبير أمورهم على النحو الذى يرونه عندما تخف حدة الظرف العصيب الذى تواجهه الأمة الآن، ثم استدرك بملاحظة بدا أن تفكيره انتقل إليها، وهى مشاعر القوات العائدة من سيناء بعد توقف القتال، واحتمال وقوع مشاكل بينها وبين جماهير الشعب التى انقضت عليها نتائج المعارك.

اقترح "عبد الناصر" تقديم استقالته، على أن يكون شمس بدران رئيسا مؤقتا، وكان ظنه أن وجود "بدران" على رأس الدولة وهو وزير الحربية، قد يكون عاملا قادرا على تفادى احتمال الصدام بين الشعب والجماهير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة