يراهن الكثيرون بتوقعاتهم المختلفة على التوجهات المنتظرة من الرئيس الجديد «عبدالفتاح السيسى» تجاه المحاور الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية ويحسب الكثيرون مدى نجاح تلك السياسة بقدرة «السيسى» وإدارته الجديدة فى تحديد مسار مختلف للعلاقات المصرية ــ الأمريكية خصوصا بعد 3 يوليو 2013، فقد حرص «عبدالفتاح السيسى» طيلة عمله وزيرا للدفاع على التواصل المنتظم مع «البنتاجون» فى ندية مكنته من أن يشرح طبيعة الأوضاع الجديدة فى «مصر» للطرف الأمريكى من خلال وزارة الدفاع التى بدت متفهمة لما يجرى فى «مصر» بل ومتعاطفة معه وذلك بخلاف مؤسسات سياسية أمريكية أخرى كان موقفها ولا يزال متحفظا حول ما جرى فى «مصر» بصورة سلبية فيها تباكٍ مصطنع على الديمقراطية الشهيدة وحقوق الإنسان الضائعة.
ولعل مستشارة الأمن القومى الأمريكية «رايس» هى نموذج للموقف الأمريكى المتشدد من التطورات المصرية فى العام الأخير، ولا بد أن أعترف هنا أن حصافة «السيسى» مكنته حتى الآن من إدارة علاقة «القاهرة» «واشنطن» بشكل مقبول رغم حساسية الظروف وصعوبة الموقف، جدير بالذكر أن زيارة «السيسى» «لموسكو» لم تكن تعبيرا عدائيا تجاه «الولايات المتحدة الأمريكية» ولكنها كانت محاولة لتوسيع دائرة الحركة أمام «مصر» وكسر طوق العزلة التى حاول البعض فرضها على سياسات «القاهرة»، ولن تلعب «مصر» على الخيط الرفيع الذى يربط بين «موسكو» و«واشنطن» فقد انتهى الزمن الذى كانت تستغل فيه ما تسمى بـ«دول العالم الثالث» أجواء الحرب الباردة من أجل اللعب على الحبل بين القطبين الكبيرين، فلقد تغيرت الدنيا وتحول العالم ولم يعد ممكنا السماح باستغلال ذلك فى العلاقات الدولية الحالية، إن علاقة «السيسى» بالأمريكان تحتاج إلى رصد أمين ومتابعة واعية فقد يعطى الرجل نموذجا مختلفا للعلاقة المتوازنة ذات الطابع الاستراتيجى مع «واشنطن».
د. مصطفى الفقى يكتب: السيسى قادر على إعادة التوازن للعلاقات المصرية الأمريكية.. هناك عدد من المؤسسات فى واشنطن مازالت متحفظة تجاه التطورات بالقاهرة.. ونحتاج إدارة أكثر انفتاحا لسياستنا الخارجية
الأحد، 08 يونيو 2014 08:54 ص
الرئيس الجديد «عبدالفتاح السيسى»