الدكتور حسين كامل بهاء الدين، رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال صاحب المواقف الشهيرة والمتعددة قبل وأثناء وبعد توليه وزارة التعليم فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فخلال فترة دمج وزارتى التربية والتعليم مع التعليم العالى دافع عن حق الأستاذ الجامعى فى العمل بعد سن الستين وحارب الدروس الخصوصية وبعد تركه الوزارة بدأت خصخصة التعليم من خلال صعوبة الامتحانات ولجوء الطلاب إلى الجامعات الخاصة للحصول على الشهادة التى يريدونها.
وبعد اندلاع ثورتى يناير ويونيو عاود بهاء الدين الظهور على الساحة، لكن فى ملف شؤون الطفل وساعده عمله كأستاذ طب أطفال فتولى رئاسة الجمعية المصرية لطب الأطفال، وشارك فى مناقشات لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وطالب بتغيير صياغة العديد من المواد والنص على حقوق جديدة للطفل.
وفى حواره لـ«اليوم السابع» رفض «بهاء الدين» الحديث عن التعليم أو السياسة وناقش ملف الطفل وكيفية الارتقاء به بتنشئته اجتماعيا بصورة صحيحة من البداية.
وسألناه بداية.. ما دور الجمعية المصرية لطب الأطفال؟
- فأجاب الجمعية دورها تدريبى، فهى تدرب الأطباء على مستوى الجمهورية على طرق الإفاقة بعد الولادة لأن هناك العديد من الأطفال يموتون سنويا بعد الولادة مباشرة بسبب عدم الإفاقة، كما تدرب الأطباء على طرق تقليل العدوى، إضافة إلى تدريب المشرفات بمراكز الطفولة المبكرة، وتدريب فوج من الإعلاميين لاعتبارهم حجر الزاوية فى مجال الطفولة.
ما أبرز المراكز المتعاونة مع الجمعية فى الفترة الأخيرة؟
- الجمعية تتعاون مع كل الجمعيات والمراكز المتخصصة فى مجال الطفل، ولعل أبرز جهة تتعاون معها بصفة واضحة ومستمرة فى الفترة الأخيرة هى المجلس القومى للأمومة والطفولة خاصة بعد الطفرة التى شهدها المجلس فى الشهور الماضية من ناحية الاهتمام والدفاع عن حقوق الأطفال بعد تولى الدكتور عزة العشماوى أمانته.
ما الأسباب التى أدت لتزايد العنف ضد ومن الأطفال؟
- هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى تزايد أشكال العنف ضد الأطفال منها إساءة معاملتهم وضربهم والتفكك الأسرى وغيرها من الأسباب التى تؤدى إلى إصابة الطفل بعدة أمراض، منها نقص المناعة ضد العنف حيث أصبح الطفل لا يميز بين العنف واللاعنف وأصبح يتعامل معه على أنه ظاهرة طبيعية، وللأم دور من خلال الرضاعة الطبيعية لأن ذلك يغذى الذكاء والنماء العاطفى ويخرج جينات جيدة إضافة إلى الرعاية اللصيقة ومشاركتها له فى ألعابه، كما للأب دور أساسى أيضا، إضافة إلى مشاركة المؤسسات الخاصة أو المتخصصة فى رعاية الطفولة.
وعن دور المدرسة نجد المعلم إحدى الركائز الأساسية التى يعتمد عليها السلوك، فمعاملة الطفل معاملة حسنة تجعله سويا وتوبيخه وضربه فى حالة ارتكابه خطأ داخل المدرسة يحقق نتيجة سلبية لأن الإقناع أفضل بكثير من العقاب.
هل للإعلام دور مؤثر مثل الأسرة والمدرسة على الأطفال وخاصة فى المراحل العمرية المبكرة؟
- دور الإعلام مهم ومؤثر جدا لأنه ينقل المعلومة إلى الطفل، ويمكن أن يرسخ فى عقليته فكرة ما تؤدى به إلى ارتكاب أى من أشكال العنف، مثل مشاهد القتل والاغتصاب وغيرهما وأنا هنا أشيد بموقف الحكومة مؤخرا من فيلم «حلاوة روح» نظرا لما يتضمنه من مشاهد خارجة ومعاشرة طفل لجارته وهذا يزيد من كوارث الاغتصاب الذى يعد بمثابة الإيدز المنتشر فى المجتمع.
هل أنت من أنصار تغليظ العقوبة على الأطفال للحد من جرائمهم؟
- تغليظ العقوبة ليست حلا للمشكلة، فالأطفال مرتكبو الجرائم هم ضحية المجتمع من خلال المؤسسات السابق ذكرها وهى الأسرة والمدرسة والمجتمع إضافة إلى ما تشهده المجتمعات حاليا من حروب وصراعات عرفية وعمليات إرهابية، ناهيك عن خطر الألعاب الإلكترونية الكبير جدا على الأطفال، وعموما أنا مع إعادة تأهيل الأطفال بدلا من القسوة عليهم وعقابهم.
كيف تنظر إلى استغلال الأطفال فى التظاهرات والدعاية الانتخابية وغيرها خاصة لو كان استخدامهم من قبل دور رعاية أو مؤسسة تحتضن الأيتام؟
- أى استغلال للأطفال لأى غرض جريمة عظمى يجب ردعها، وبدا هذا واضحا فى استخدام الإخوان للأطفال فى تظاهراتهم خلال الشهور الماضية، وعلى وزارة التضامن اتخاذ إجراء حاسم فى هذا، وبالنسبة لاستغلال الأطفال فى الدعاية الانتخابية، فعلى اللجنة العليا للانتخابات اتخاذ إجراءات حاسمة وإذا ثبت تبعية الأطفال لدار رعاية فعلى وزارة التضامن أن توقف نشاطها فورا.
ما هى مقترحاتك لحل ظاهرة أطفال الشوارع؟
- ظاهرة أطفال الشوارع تحتاج حلولا سريعة ومبتكرة فأى مكان فى مصر أصبح يوجد به طفل يقيم أسفل كوبرى والجدية والاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة، وإيجاد مأوى للأطفال الحاليين حتى لا يستغلوا فى أعمال منافية للقانون يرتقى بالمجتمع وينهى هذه الظاهرة.
فى اعتقادك لماذا رفض عبدالله عصام الملقب بـ«المخترع الصغير» العودة والبقاء فى أمريكا؟
- المخترع الصغير لم يلق اهتماما خلال مرحلة الطفولة المبكرة تسببت فى اعتناقه أفكارا متطرفة ولو لقى اهتماما ما كان هذا مصيره.
حسين كامل بهاء الدين: لست مع تغليظ العقوبة على الأطفال..و دور الأسرة والمدرسة والإعلام أساسى فى مجال الطفولة المبكرة..«المخترع الصغير» ضحية الإهمال والأفكار المتطرفة
الأحد، 08 يونيو 2014 09:31 ص
د.حسين كامل بهاء الدين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة