قال الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق، إن جماعة الإخوان لن تستقبل فترة حكم المشير عبد الفتاح السيسى بسهولة بعد الخسائر التى لحقت بهم، وتابع قائلًا: "أتوقع الكثير من المضايقات فى المستقبل، ومن يتوقع عكس ذلك فهو يخدع نفسه"، لافتًا إلى أن هذه المضايقات ستزيد من صعوبة الأمر على البلاد.
وأضاف "الببلاوى" خلال حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى ببرنامج العاشرة مساءً المذاع على قناة دريم2، أن مضايقات الإخوان فى المستقبل ستكون قليلة بسبب الخسائر التى تكبدتها فى مقابل ارتفاع الدعم الشعبى للنظام الجديد، وتابع قائلًا: "من السخافة أن يشكك أحد فى أن ما حدث لم يكن ثورة شعبية أو أنه حكم خارج القانون، ومن يقول إن الانتخابات الرئاسية شهدت نوعا من العزوف والمقاطعة فهو يتلكك ومثله مثل عواجيز الفرح الذين يشوهون العروس مع أن الفرح تم".
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استقرارا أكثر رسوخًا عما كانت عليه فى السابق، بالإضافة لتغيير نظرة العالم لنا الآن بعد وضوح الرؤية فى البلاد، وهناك أسباب كثيرة تدعو للأمل، لافتاً إلى أنه لا يوجد ما يسمى العصا السحرية، مشيرا إلى أن البلاد تنتقل الآن من مرحلة انتقالية، إلى وضع طبيعى بعد انتخاب رئيس للبلاد حاذ على أغلبية شعبية بشكل لائق ونظيف، مشددا على ضرورة بدء العمل الحقيقى فى بناء مستقبل واعد لمصر.
وشدد رئيس الوزراء السابق، على أن مصر تواجه مشاكل كبيرة وتحديات ضخمة، تتطلب عملا جادا وشاقا لعشرات السنوات، بالإضافة إلى التحلى بالتفاؤل، لافتاً إلى أن جماعة الإخوان لن تكون سعيدة بتقدم البلاد على يد من تعتبرهم أعداء، مشدداً على أن "القلق" سيستمر فى المستقبل على يد الجماعة، واستطرد، قائلاً: "أعيش الآن فترة استراحة محارب، والعودة إلى ممارسة حياتى الطبيعية بعد مرحلة العمل التنفيذى"، مؤكداً أن نجاح مصر مع الدول الخارجية مرهون باستقرار وإصرار البلاد على النجاح داخليًا، مشيرًا إلى أن كل المؤشرات تقول بتحسن ملحوظ فى علاقات مصر مع العالم الخارجى، وتابع قائلًا: "العالم سيتلاءم ويتعامل مع الوضع الجديد بمصر شرط تمسكنا بالنجاح الداخلى".
وأضاف "الببلاوى" أن جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى يوجد لديهما رغبة فى الثأر من النظام الجديد ولديهما حالة من عدم السعادة بسبب التطورات التى تمت فى مصر مؤخرًا، إلا أن استقرار البلاد الآن مع تآكل شعبيتهم وارتفاع شعبية النظام الجديد عوامل قوية تضمن بناء مستقبل واعد لمصر.
واسترجع رئيس الوزراء السابق قائلاً إنه فى حال فشل فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كانت ستنهار البلاد، الأمر الذى تطلب الإعداد الجيد ودراسة شاملة لتوقيت الفض حفاظاً على أرواح المواطنين الأبرياء، وسد الباب أمام أية ادعاءات مُغرضة، مشدداً على أن الحكومة لم تتأخر فى فض الاعتصامين كما يردد البعض، ولكن تحينت الوقت المناسب لمثل هذه العملية بالغت الخطورة والأهمية.
وقال "الببلاوى" إن ما تفعله قطر تجاه مصر لا يشكل خطراً على البلاد، وهناك من يبالغ فيه كونها تتبع خططا قصيرة الأجل، ولن تستطيع أن تقنع العالم بتغيير وجهة نظرهم تجاه مصر، كونها هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تعادى كل جيرانها، مشيراً إلى أن هذا الهجوم يعد مشكلة لقطر نفسها، وتابع قائلاً: "مشكلة قطر فى نفسها ولنفسها ولا يمثل خطرا على مصر".
وأكد رئيس الوزراء السابق، أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لم يوافق على حصار اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فقط نظراً للبعد الأمنى الذى يتطلب الفض لحظة المحاصرة، وتابع قائلاً: "وزير الداخلية قال ماذا سوف أفعل إن أطلقوا علينا النار مع بداية الحصار"، مشيراً إلى أن الدكتور محمد البرادعى الوكيل السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هو الوحيد الذى طلب أن نمهلهم وقتاً قبل عملية الفض، ولكنه وافق فى اجتماع مجلس الوزراء بتاريخ 30 يوليو على الفض.
وأضاف "الببلاوى" أنه كان فى غاية القلق عندما تأخر فض اعتصام رابعة العدوية، خاصة بعد أن تم فض اعتصام النهضة فى أقل من ساعة خوفاً على انهيار قوات الشرطة مع نهاية اليوم دون إتمام العملية، وتابع قائلاً: "مدرك حجم المسألة أن كان مر اليوم دون فض اعتصام رابعة العدوية".
وشدد رئيس الوزراء السابق، على أن أول من أطلق النار هم المعتصمون فى رابعة العدوية والنهضة بعد حصار الأمن لهم وأن أول الإصابات وقعت فى صفوف الشرطة، لافتاً إلى أنه لا يلتفت إلى ادعاءات جماعة الإخوان التى تحمله فاتورة الدماء التى سالت فى هذه العملية كونه فضل مصلحة الوطن على الجميع، وتابع قائلاً: "أنا مرتاح الضمير مائة فى المائة لعملية الفض".
الببلاوى: السيسى سيتعرض لمضايقات لإفشاله وشعبيته ستساعده فى تخطيها.. وتقدم البلاد مرهون بالعمل الشاق.. ولو فشل فض رابعة والنهضة لانهارت الدولة.. والبرادعى وافق على الفض.. والإخوان أشبه بعواجيز الفرح
الأحد، 08 يونيو 2014 03:20 ص