أكد وزير الاستثمار السودانى مصطفى عثمان إسماعيل، أن شعب مصر العظيم يخطو خطوات واثقة للأمام نحو تطبيق خارطة الطريق للمستقبل، منوها بأن عودة الاستقرار لمصر سيجعلها تتبوأ مكانتها المرموقة وموقعها القيادى والريادى فى المنطقة العربية والإفريقية.
وقال وزير الاستثمار السودانى - فى تصريح له على هامش وضع حجر الأساس لإحدى شركات الأدوية المصرية "إيفا فارما" بولاية الجزيرة السودانية - "إن الشراكة بين مصر والسودان تتميز بعدة أشياء تشمل البنية التحتية، سواء كانت طرق نهرية أو برية أو بحرية، فضلا عن النقل الجوى، موضحا أن السوق المصرية والسودانية يتكاملان مع بعضهما البعض من خلال ما يملكه السودان من منتج زراعى وحيوانى تحتاج إليه السوق المصرية، وكذلك منتجات الأدوية والصناعة والخبرات المتوفرة بمصر والتى تحتاجها السوق السودانية".
وأضاف أن حجم الاستثمارات المصرية المصدقة بالسودان تبلغ حاليا نحو 8 مليارات و700 مليون دولار أمريكى، وهى استثمارات منذ عام 2000 وحتى عام 2014، مشيرا إلى أن ما تم استثماره بالفعل يبلغ نحو مليار دولار فقط، وأن بقية الاستثمارات والمقدرة بنحو 7 مليارات دولار نأمل فى تنفيذها خلال الفترة المقبلة، مما سيشكل قاعدة أساسية لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأكد الوزير السودانى أن هناك منطقة صناعية مصدقة لمصر فى الخرطوم، وهى منطقة صناعية تختص بالصناعات المصرية، وستساهم فى حال عملها فى تغطية السوق المحلى، وكذلك احتياجات التصدير للسوق الأجنبى، كاشفا عن استراتيجية سودانية لإقامة مناطق حرة مع دول الجوار فى جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وإريتريا، مشيرا إلى أن تلك المناطق الحرة ستتيح الفرصة للمصانع المصرية للتصنيع والتصدير للسوق الإفريقية الكبيرة.
كما أشار إلى أنه سيتم إقامة ملتقى استثمارى كبير فى 24 يونيو الجارى بالخرطوم، للوقوف على الرؤية المتكاملة للاستثمارات بالسودان، من خلال تسليط الضوء على أهم المجالات المتاحة بالسودان لتنفيذ المشروعات الاستثمارية المتنوعة فى مختلف المجالات.
وشدد على أن الصناعات الدوائية تعد عامل جذب للاستثمار، منوها بأن السودان قرر تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية خلال السنوات القادمة، وأنه يتم حاليا التمهيد لتصدير الأدوية لعدد من دول الجوار مع نهاية العام الجارى.
ووجه الدعوة للمستثمرين المصريين لضخ استثماراتهم بالسوق السودانى الواعد والأقرب لهم تاريخيا وجغرافيا، معربا عن أمله فى تحقيق حلم الوحدة والتكامل الاقتصادى بين البلدين من خلال مشروعات واقعية تجمع مواطنى البلدين، مقدما التهنئة للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى، الذى سيؤدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد غدا، لافتا إلى أن استقرار الأوضاع فى مصر سينعكس إيجابا على العلاقات الثنائية بين شعبى وادى النيل فى مصر والسودان فى مختلف المجالات.
ومن جانبه، قال السفير المصرى بالخرطوم أسامة شلتوت، "إن وضع حجر الأساس لمشروع مصنع "إيفا سمارت" للأدوية يعد اللبنة الأولى للشراكة فى مجال الصناعات الدوائية، مشيرا إلى أنه سيغطى السوق المحلية، كما سيتيح مستقبلا للتصدير من خلال اتفاقية "الكوميسا" لدول الجوار الإفريقى".
ونوه بأن الاتفاقيات التى تمت خلال زيارة وزير التجارة والصناعة والاستثمار منير فخرى عبد النور للخرطوم مؤخرا، والتى ستساهم فى تعزيز الاستثمارات بين البلدين، لافتا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون خاصة فى مجال الاستثمار، فضلا عن جملة من الحوافز الاستثمارية بالسودان.
وبالنسبة للمعابر الحدودية بين البلدين، أكد السفير شلتوت اهتمام الجانبين المصرى والسودانى بتلك المعابر، مشيرا إلى أن الافتتاح التجريبى لها سيكون منتصف الشهر المقبل، وأن تلك الطرق البرية ستقلل من تكلفة النقل بين البلدين للثلث، مما سيؤثر على حركة انتقال البضائع والسلع بين مصر والسودان، كما سيشجع على التواجد للسلع المصرية والسودانية فى كلا البلدين.
وأوضح أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يبلغ نحو 850 مليون دولار، مؤكدا أنه لا يعكس حجم طموحات وآمال الشعبين، وهناك رغبة أكيدة من البلدين لزيادة حجم التبادل التجارى لما فيه مصلحة شعبى وادى النيل.
وكان وزير الاستثمار السودانى والسفير المصرى بالخرطوم، قد قاما اليوم بوضع حجر الأساس لمشروع مصنع "إيفا سمارت" للأدوية التابع لشركة "إيفا فارما" إحدى كبريات شركات الاستثمار المصرية المتخصصة فى مجال الصناعات الدوائية، وذلك بولاية الجزيرة السودانية.
وقال ممثل مجلس إدارة الشركة هشام عويس "إن استثمارات المصنع، الذى سيتم تصميمه وفقا لأحدث التقنيات العالمية، تبلغ نحو 15 مليون يورو، وأن الإنتاج الفعلى للمصنع سيبدأ فى عام 2016، كما سيوفر المئات من فرص العمل للشباب السودانى".
وزير الاستثمار السودانى: مصر تخطو خطوات واثقة نحو تطبيق خارطة الطريق
السبت، 07 يونيو 2014 05:48 م