مأساة 52 مصريا فى رحلة ضياع بلا عودة.."اليوم السابع" تقتفى أثر مواطنين راحوا ضحايا الهجرة غير الشرعية قبل 10 سنوات..حلم الثراء ضاع بالسجون الليبية.. و"الخارجية" لا تتدخل

السبت، 07 يونيو 2014 09:33 ص
مأساة 52 مصريا فى رحلة ضياع بلا عودة.."اليوم السابع" تقتفى أثر مواطنين راحوا ضحايا الهجرة غير الشرعية قبل 10 سنوات..حلم الثراء ضاع بالسجون الليبية.. و"الخارجية" لا تتدخل جانب من الهجرة الغير شرعية
تحقيق - آية نبيل - صفاء عاشور ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هم للطريق.. هناك من سبقت خطاهم خطاهم.. كما يقرر شاعرنا، محمود درويش فى قصيدته «تُنسى كأنك لم تكن».



اثنان وخمسون مصريا منسيون، كأنهم غبار أو هباء منثور ضاع فى الفضاء، وكأنهم لم يولدوا من قبل، وصاروا «نسيا منسيا».

هاجروا قبل عشر سنوات، فرارا من الفقر والبطالة.. امتطوا ظهر البحر، ومضوا يصارعون الموج على متن زورق واهن، تلهو به الرياح، وتمضغ جسده العواصف، وما أن رحلوا حتى رحلوا للأبد.



لا أحد يعرف عنهم شيئا، والدولة المصرية رسميا وحقوقيا ومدنيا غسلت يديها منهم، إلى درجة أن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان اعترفت بأن سجلاتهم «ربما» تكون قد ضاعت.
لكن.. ما جدوى السجلات وما نفع الأوراق الرسمية فى حين أن البشر أنفسهم بلا أثر؟
إن فى القصة تفاصيل وجع إنسانى، أهم من كل السجلات، ووراء الذين أبحروا يقتفون الخلاص من حياة ليست كالحياة، ماتزال العيون تذرف الدمع حارا أو بالأحرى حارقا، على فراق الذين من لحمهم ودمهم، ممن اقتفوا الحلم وأرادوا الخروج من سجن الفقر، فضاعوا فى بحار المجهول.

هذه الرواية التى لا تحتوى عليها سجلات الدولة الرسمية، التى تحتاج طوابع تمغة وخاتم النسر، رواية الإنسان الذى ضاع، وترك من بعده أمهات وآباء وأطفالا وزوجات تمزق قلوبهم وقلوبهن سكاكين الأسى والحزن.



«ياسر» واحد من الراحلين الغائبين، حسم القرار، سأرحل.. فما من شىء هنا يستحق البقاء، والفقر فى الوطن غربة.

بهذه الكلمات حدثته نفسه المضطربة، بعدما ضاقت حلقات العيش عليه، وأخذ يمنى نفسه بثراء يتنزل عليه من السماء، ففى الأسفار سبع فوائد، هكذا يقولون، لكن بالنسبة لحالته كان للسفر ظلمات التيه والضياع.



ابن قرية البحيرة، الشاب الذى لم يتجاوز الثلاثين، وصل إلى الإسكندرية بصحبة 28 شابا من قرى محافظته، وهناك التقى 24 آخرين من الشرقية، جميعهم يبحثون عن ثقب إبرة للخروج من مدائن الفقر والحاجة واليأس والبطالة.

ليلة السابع عشر من يناير، إنها ساعة الصفر، الجميع يحزمون الأمتعة، وثمة من أخذ معه مواد غذائية تعتبر تقليدية بالنسبة لأبناء فقراء هذا الوطن، على شاكلة «الجبن القديمة»، والخبز المقدد، وقفوا طابورا أمام «السمسار»، فأخذ يملى عليهم التعليمات المشددة «السرية التامة، لا أريد افتعال أزمات، لا شجار مع بعضكم البعض، نحن نفعل أمرا غير قانونى، فلنكن حريصين».



وودعوا الأرض المصرية، بعد أن تركوا كل أوراقهم الرسمية، فمن الممنوعات أن يحمل المهاجر غير الشرعى معه ما يثبت هويته، ومضى المركب يصارع ريحا ويقاوم موجا، وما هى إلا أيام، حتى كانوا قد سقطوا جميعا فى يد السلطات الليبية، وتم إيداعهم فى سجن «التاجوراء» باعتبارهم معتقلين سياسيين.

ورغم مرور عشر سنوات، ما يزال المهاجرون مفقودين، وما يزال آخرون يقتفون خطاهم، وما تزال عيون أمهات تبكى وقلوب آباء تثكل.



«اليوم السابع» ترصد رحلة الذين تاهوا ونسيتهم الدولة المصرية، وتعيد فتح الملف، عسى أن يتوقف الوجع، ويسكن الألم.. عسى أن نستأصل الأسباب التى تدفع الشباب إلى الهروب من الوطن.






موضوعات متعلقة:


10 قرى تصدر المهاجرين للموت..استقلال مراكب صيد مصرية واستبدال «يونانية» أو «إيطالية» بها فى المياه الإقليمية الليبية

أهالى الغائبين يروون قصة فقدان الأبناء فى رحلة البحث عن الثراء الملعون..والد ياسر: دفعت للسمسار 10 آلاف جنيه حتى أحقق حلم ابنى.. وشقيق آخر: حررت له إيصال أمانة.. و الرحلة انطلقت من الإسكندرية فى 2004

العائدون من رحلة البحث عن ذويهم يستغيثون: ابتزاز وخراب ديار..محامى المفقودين: النائب العام الليبى قال لى أفرجت عنهم من سجن الكويفية.. ومدير السجن أنكر وجودهم

المصرية لحقوق الإنسان: «ملفات المفقودين ضاعت»..منظمات ليبية: هناك من يتلاعب بأسر المفقودين.. ومصر لم توقع على اتفاقيات حماية المهاجرين








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة