نعى الشاعر العراقى الكبير محمد مظلوم، رحيل الشاعرة والمترجمة اللبنانية صباح خراط زوين، والتى رحلت مساء أمس الخميس، عن عمر يناهز 59 عاما. تاركة إرثا من سبع دواووين شعرية وأنطولوجيا للشعر اللبنانى.
وقال الشاعر العراقى محمد مظلوم، على الصفحة الشخصية لصباح زوين على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، تعرفت على «صباح زوين» فى بغداد عام 1988، وهى تحضر مهرجان المربد حضوراً مختلفاً، كانت آتية من الحرب! إلى حرب انتهت للتو! ومعها ديوانها الأوَّل بالعربية « كما لو أنَّ خللاً, أو فى خلل المكان» كان ديواناً كالكراس بشكله، زاهدا بطباعته على غير ما اعتدناه من بيروت!، لكنَّه حاشد فى شاعريته، فكتبتُ عنه وقتها مقالة، محتفياً بصديقة فى نزعة المغايرة والاحتجاج اللغوى المشاغب، ومن وقتها جمعتنى بها صداقة وتواصل ومراسلات، وهى تعيد زيارة العراق فى العام التالى، ثم وهى تنتقل من بيروت الحرب إلى كندا الجنسية! ثم تعود مجدَّداً، إلى «خلل المكان».
وأضاف مظلوم، كانت أليفة بقدر اختلافها، ووادعة بقدر شراستها فى الرأى الذى لا تحابى فيه أحدهم أو إحداهنَّ، شعرها خارج التوصيف الجنسانى النسوانى، وفى صميم الشعر نفسه، بجرأة تراكيبه ولعبها الحر، وثقافتها الأخرى الرصينة، كانت تكتب شعرها بالصمت الفاقع والبياض الناصع خلف سواد الحبر، وليس فى تلك الجمل التى ترتبك فترتكب!
وأوضح مظلوم "لاحظت فى العقد الأخير، خلال لقاءاتى بها فى بيروت بعد أن تركت «النهار» الجريدة التى تعلَّمتْ منها الكثير، للكتابة فى «اللواء» أنها مبتعدة عن ما سماه خليل حاوى «الفئة اللبنانية الصميمة» وهو ينصح توفيق صايغ بالابتعاد عنها، كانت صباح مكتظَّة بالأسى وهى تسلمنى مقالة صارخة بحقِّها وتطلب منى نشرها فى مكان آخر!! بعد أن ضاقت بصرختها تلك صحافة بيروت!! بيد أن نبرتها الأسيانة لم تكن انكساراً بل هى من ذلك الأسى المشحون بنبرة الغضب المعهودة وبتمرِّدها وهى ترى الخواء يحيط بكلِّ شىء.
وأشار، لم يكن شعرُها أو حضورها حضور الصالونات! إنها من تلك «الندرة الفخمة» التى تفضل اختيار اللعنة على العلانية، بينما يحتفى خواؤنا الثقافى العربى باستعراض الخواء قريناً له!