هذا ما حكاه سامح إبراهيم أحد المرضى، الذى يعانى من ألم حاد بالظهر والقدم، مما جعله يستغيث بمستشفى الطوارئ, ولما ذهب لم يجد أحداً وبعد محاولات جاءت حكيمة مستيقظة من النوم, وطلبت منه أن يستدعى الدكتور من الدور الثالث، ولما رفض لسوء حالته الصحية تركته وانصرفت, فاستغاث بأحد الحضور وتم عمل محاولات لإيقاظ الطبيب وهو ما لم يحدث, وبعد ساعة جاءه طبيب, وكلمه ويديه فى جيبه بتشتكى من إيه فحكى له ما يؤلمه فكتب له علاج من الخارج, عبارة عن حقنة واحدة ولما أحضرها رفض الطبيب إعطاءها له، وقال له شوف الحكيمات, وتهربت جميع الحكيمات من إعطاء المريض الحقنة، وبعد إلحاح وافق أحد الحضور من باب الشهامة لا غير.
إلى هنا انتهى كلام المريض, ودخلت كاميرا "اليوم السابع" فى نفس التوقيت الساعة السادسة صباحاً لغرف مستشفى الطوارئ، فوجدت جميع غرف الاستقبال خالية والأسرة بها غير صالحة للاستخدام الآدمى، وليس بها مراتب ولا ملايات، وكل الحضور من المرضى من البلطجية وحوادث أبناء الليل.
ومن الواضح أن مستشفى جامعة طنطا بأقسامها المختلفة والطوارئ أيضاً فى مرحلة متدنية من الخدمات بسبب الزحام الشديد عليها، والاعتماد الكلى لكل من ليس له تأمين صحى, وتحولت المستشفى لمولد كبير للغلابة فى الوقت الذى لا توجد به نظافة إطلاقاً ووصلت الحشرات والقطط حتى العناية المركزة.
وتعانى دورات المياه من غرق مستمر وروائح كريهة لا تطاق، وزحام شديد فى الطرقات والشوارع الداخلية من مرافقى المرضى الذين يتجاوز عددهم 20 مرافقاً للمريض الواحد ويتواجدون معه طوال الوقت، لدرجة أنهم ينامون بجوار سرائر المرضى وفى الممرات والشرفات، ويتناولون الأطعمة والمشروبات والتدخين سمة أساسية حتى داخل العنابر.
وأكد الأهالى، أن سوء الخدمة الطبية مبالغ فيها والأسرة بدون مراتب, وغير موجودة، والمريض لكى يتم حجزه يجب عليه الانتظار فى طابور طويل يعانى فيه حتى يخلو أحد الأسرة ولا بد من وجود واسطة حتى يحصل على دوره فى العلاج وأحياناً يموت بعض الحالات الحرجة قبل أن يصل لدوره فى حجز السرير , بخلاف رحلة البحث عن الأدوية والمستلزمات الطبيبة غير المتوافرة بالمرة فى المستشفى, وكله على حساب المريض, من صيدليات يمتلكها كبار الأطباء, كما انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين فى أروقة المستشفى بشكل مبالغ فيه، وتتم عمليات البيع والشراء من خلال المرضى أنفسهم وذويهم.
كما أن المريض لا يستطيع الحصول على أى من منتجات بنك الدم إلا بالواسطة فقط، بينما من لا واسطة له "يخبط دماغه فى الحيط" - على حد وصف المرضى.
وعن قلة عدد الأطباء هو ما كشفه "اليوم السابع" الأسبوع الماضى من قيام المشرفين من التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف للأطباء، رغم وجودهم خارج المستشفى بل والعديد منهم خارج البلاد، حيث نشر "اليوم السابع" بتاريخ 14 مايو الجارى خبراً يقول, فجر عدد من العاملين بمستشفيات جامعة طنطا واقعة فساد وتزوير فى محررات رسمية, وتوقيع لأطباء فى حال غيابهم, بل وبعضهم خارج البلاد.
وتقدم محمد عبد العزيز عبد الحميد، كاتب شئون إدارية، وآخرون ببلاغات رسمية لوزير التعليم العالى والشئون القانونية بمستشفى جامعة طنطا، ضد محمود محمد عبد العزيز شهاب، وتسكينه فنى زراعى، ويقوم بعمل رئيس شئون إدارية، بسكن الأطباء بمستشفى طنطا الجامعى، وبركات النجار ويقوم بعمل مراقب سكن الأطباء بمستشفى طنطا الجامعى.
واتهمت البلاغات المذكورين بالتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف لأطباء امتياز، رغم عدم وجودهم داخل مقر العمل بل وبعضهم مسافر خارج البلاد فترة ثم عاد، مثل الطبيبة "ل.أ"، على حد وصف البلاغ المحرر بالشئون القانونية، والمذكرة المرسلة لوزير التعليم العالى.
وأضاف مقدم البلاغ، أن رئيس الشئون الإدارية بسكن الأطباء تم نقله من عمله، حينما فضح أمرهم وهددهم بإبلاغ رئيس الجامعة وعميد الكلية الدكتور أيمن السعيد, مما دعا المتضرر بتقديم شكوى رسمية للشئون القانونية يوم 3/4/2014 , كما تقدم بمذكرة إلى المشرف العام، ولم يبت فى هذا الموضوع.
وقال البلاغ، "إن هناك العديد من الموظفين تم نقلهم أيضاً حينما رفضوا ما يحدث من توقيعات لأطباء غير متواجدين, مثل ما حدث مع "زينب طلبة"، وغيرها حينما رفضت ذلك تم نقلها تعسفياً.
ويبدو أنها سمة أساسية فى جميع الأقسام بالمستشفى، حيث يعمل الجميع فى عياداته الخاصة, ويكتفى بالتوقيع من خلال المشرفين فى المستشفى, مما أدى لتدهور حالة هذا الصرح الطبى الكبير المتنفس الوحيد للفقراء فى الغربية.










