محمود السيد يكتب: تجارب الشعوب

الخميس، 05 يونيو 2014 06:28 ص
محمود السيد يكتب: تجارب الشعوب صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مر التاريخ تداعت الأقوال المأثورة والحكم والأمثال الشعبية, عبرت عن تجارب الشعوب وما لاقته من أهوال, عبرت عنها فى لوحاتها الفنية وسجلت البطولات, وعن العبر والعظات الناتجة عن مواقف حياتية, عبرت بالمثل الشعبى الموروث كذلك، وهو عبارة مختصرة دالة على الحكمة والدرس المستفاد من التجربة ذاتها, وقد تشابهت تجارب الشعوب فى مختلف بقاع الأرض منذ بدء التاريخ, فترى المثل الشعبى قد ارتبط بحدث ما وقع فى الجزيرة العربية فى سالف الأزمان قد تشابه وربما تطابق فى المعنى لدى شعب آخر لا يتكلم نفس اللغة، ولا يعتقد ذات المعتقد الدينى, وقد اشتركت الشعوب كل فى أمثال بعينها, وقد يتشابه المثل مع قول مأثور أو بيت شعر من قصيدة شهيرة, فيه حكمة ومن تلك الأمثال: من القلب للقلب رسول.. فترى المثل فى العربية والفارسية والتركية وغيرها من الأمثال التى تسجل تجارب الشعوب كما تسجل الملاحم التاريخية بطولاتهم مثل ملحمة الإلياذة والُأوديسا وملحمة جلجاميش, كذلك سجلت اللوحات الفنية وجدران المعابد بطولات الشعوب وانتصاراتهم وطقوسهم وأعيادهم وكل ما يتعلق بحياتهم خلال حقبة تاريخية معينة, والأمثال والحكم والتجارب تنتقل من شعب إلى شعب تأثيرا وتأثرًا عبر الثقافات المختلفة, لكن الحال اختلف كثيرًا فى المشرق العربى , ولسنوات طويلة اقتصرت حركة النقل عن الشعوب الأخرى على الحكم والأمثال والانبهار بالفنون فى ظل حالة من الاعتزاز بالماضى لفترة طالت أكثر مما يجب, اكتفينا فيها بالنقل والاقتباس دون إعمال العقل, بل تخطينا أحيانا كل القيم المتعارف عليها، وسرق بعضنا أجزاء كاملة من قصص لأعمال فنية من دول أخرى دون أن يتحرك لنا رمش, ليتنا نقلنا العلم التجريبى وتجارب الشعوب التى بدأت معنا, ليتنا نقلنا تجربة ماليزيا وسنغافورة والبرازيل والهند وتايوان وكوريا وتايلاند, ماذا لو نقلنا العلم التجريبى حتى ممن نعتبرهم أعداء, نحن نتعلم لغتهم لنأمن شرهم ! هذا ما تعلمناه ماذا لو تعلمنا لغتهم لننقل علمهم، وبذلك نأمن شرهم ونتقدم أيضا بتطبيق العلم فى الصناعة وهو ما يعرف بالتكنولوجيا, لماذا نتوقف عند حدود الألوان ؟ إما أبيض أو أسود.. نحن فى حاجة للانفتاح على العالم أكثر, لا فى الأعمال الفنية ومهرجانات الرقص الشرقى وعروض الأزياء والفنون الشعبية فقد برعنا فيها إلى حد بعيد, ليتنا نبحث عن أشياء تضيف إلينا، ولا تجعل منا سوقا لمن يشترى ومرتادًا لمن يتفرج, الوقت ينساب من بين أصابعنا.. والخطاب هنا موجه إلى الساسة ومن بيده الأمر فالشعوب لن تتقدم بدون قدوة وبلا قائد, الناس تبحث عمن يأخذ بأيديها وفق خطة عاجلة وأخرى آجلة, الناس تبحث عن أمل فى المستقبل القريب يضمن لهم كسرة خبز وكرامة وعدالة وشربة ماء نظيف على أرض لنا فيها جذور ممتدة إلى سابع أرض وأعين ترنو إلى السماء السابعة.. إلى رب غفور ..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة