نجاح السيسى كان متوقعا، وفرح الناس بنجاحه لم يكن ممولا من أحد، أمس الأول عبر الناس بتلقائية عن سعادتهم فى معظم ميادين مصر بعد إعلان النتيجة الرسمية، الذين أحزنهم المشهد المبهج معزولون عن الجمع الذى خرج، هؤلاء الذين تعاملوا مع نجاح المعزول بحزن أقل، وقالوا وقتها «يمكن يطلع كويس»، ولكنهم هذه المرة غير مستريحين للرجل الذى ساعدهم على التخلص من الفاشية الدينية واسترداد وطنهم، أنت لا تعرف ماذا يريد هؤلاء؟، السيسى أصبح رئيسا شرعيا معتمدا رغما عن الجميع، يصدقه الناس ويتوسمون فيه خيرا، والذين أحبطهم وصوله الى الحكم (من غير الإخوان والممولين من الغرب) يعانون من مشكلة حقيقية سببها أنهم يعتقدون أنهم فى مرتبة أعلى من الذين ابتهجوا فى الشوارع، وأنهم يعرفون مصلحة الناس أكثر من الناس، هم غير متأكدين أن مصر أحبطت مؤامرة كونية كبرى كانت كفيلة بأخذ مصر بعيدا عن حدودها ومعناها وهويتها.
الرجل يحتاج أفكارا خلاقة من المتفائلين بمستقبل بلدهم، نريد أن يتوقف الندب ويبدأ العمل والغناء، إذا فشل سيخرج الذين احتفلوا به لإسقاطه، الكل يعرف أن مصر لن تحتمل مستبدا آخر، والرئيس الجديد شاهد مثل الجميع رئيسين فى السجن، علينا أن نساعده لكى يتخلص من الزفة الكذابة التى تتحدث باسمه وباسم الوطن، علينا أن نذكره طوال الوقت بفضل الشهداء عليه وعلينا، وبثورة يناير التى يتطاول عليها كل من هب ودب، علينا أن نذكره بشعاراتها وبأننا لن نتنازل عن الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى، لن يصدقه أحد إذا سمح بغير ذلك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
مقال رائع