اسمح لى أن أقول أخى وليس سيادة الرئيس، فمصر المحروسة تواتر عليها الرؤساء واحدًا تلو الأخر, أما رابطة الإخوة فلا فكاك منها فهى تسرى مسرى الدم فى العروق.
أخى.. أنا مواطنة مصرية شربت من نيل مصر المحروسة وواحدة من ملايين المصريين الذين خرجوا بعد سنوات طويلة مطالبين بأبسط حقوقهم فى حياة كريمة تسير بهم نحو مستقبل أفضل حالاً من حاضر مظلم وماضى شبعنا بكاءً عليه.
أخى..أنا لا أرفع صوتى كى أطالب بمطلب شخصى ولكنى أرفعه بكل ما أوتيت من قوة كى تسمع مطالب شعب خرج من شرنقته، وكله آمل فى أن تختار بطانة صادقة صدوقة لا ترفع شعار أنا أرى كل ماهو وردى..و أسمع كل ما يسعد.. واتكلم بكل ماهو بعيد عن الواقع.
أخى.. افتح ذراعيك لتحتضن فقراء هذا الوطن ولتكن يدًا تمسح دموعهم التى سالت سنوات وأعوامًا.
أخى.. لتكن سلاحًا مشهرًا فى وجه مفسدى هذا الزمان الذين استشرى فسادهم وتباروا فى سحق شرفاء هذا الوطن بأقدامهم ولسان حالهم يقول ليس لهؤلاء الشرفاء مكان بيننا.
أخى.. انزل بنفسك وعش مع أبناء شعبك وابحث عن معاناتهم وصراعهم وهم يجدفون فى بحر الحياة من أجل البقاء فهم لقمة سائغة بين انياب الفقر ومخالب الغلاء وسوء التعليم وقلة المرافق بقدر ما يتيحه لك وقتك فأنت الحاكم والحكم.
اطلب من سيادتك أن تضبط عقارب الحياة وأن تدق أجراس العمل فلا مكان لمن لا يعمل بأجر كبير على أرض هذا الوطن.
نحن نريد إعلامًا نزيهًا شريفًا يتقى الله فى أبناء مصر فلا يكون سببًا فى انحرافه وهروب أخلاقه إلى الأبد.
أخى.. لقد أطلت عليك فأنا أعرف أنك لا تمتلك مصباح علاء الدين ولا عصا سحرية لتغير ما أحدثته دنيا الفساد.
ولكنى أعرف أننا شعب صبور يتمسك بكل قوه بتلابيب الحياة يمد لك يدًا بيضاء ناصعة ليأخذ كل منا الأخر لبر الأمان لنرتاح سويًا على شاطئ مصر المحروسة.
أخى وفقك الله وسدد خطاك
