من تحتمس لـ"خوان كارلوس".. 23 ملكًا تنازلوا عن الحكم آخرهم فى إسبانيا.. الملك الفرعونى يترك عرش مصر من أجل ابنته حتشبسوت.. وملك إنجلترا يتخلى عن عرش بريطانيا من أجل حبيبته المطلقة.. وشجرة الدر الأشهر

الأربعاء، 04 يونيو 2014 07:08 م
من تحتمس لـ"خوان كارلوس".. 23 ملكًا تنازلوا عن الحكم آخرهم فى إسبانيا.. الملك الفرعونى يترك عرش مصر من أجل ابنته حتشبسوت.. وملك إنجلترا يتخلى عن عرش بريطانيا من أجل حبيبته المطلقة.. وشجرة الدر الأشهر خوان كارلوس
كتب محمد سالم آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى موقف مفاجئ للعالم بأسره، أعلن الملك الإسبانى خوان كارلوس، فى اليوم الثانى من الشهر الحالى، تنحّيه عن عرش إسبانيا لولى عهده الأمير فيليب، مؤكّدًا أن ما تشهده البلاد من أزمات وتعقيدات اقتصادية تحتاج إلى إدارة جديدة وشابة.

وعند الاطلاع على ما تخفيه صفحات التاريخ، نجد ما يقرب من ثلاثة وعشرين ملكًا على مرّ العصور تنازلوا عن عروشهم طواعية أو إجبارًا، بداية من الملك تحتمس الأول وانتهاء بالملك خوان كارلوس، مرورًا بالإمبراطور الرومانى "دقلديانوس"، الذى تنازل عن عرشه عام 305 ميلادية، والخليفة العباسى المستعين بالله الذى تنازل عام 875 ميلادية، والخليفة العباسى المطيع لله المتنازل عام 974 ميلادية، والسلطان العثمانى بايزيد الثانى عام 1687، وملك إسبانيا شارل الخامس عام 1555، والسلطان العثمانى محمد الرابع 1687، والسلطان العثمانى مصطفى الثانى عام 1703، والسلطان العثمانى أحمد الثالث السلطان المتنازل عن العرش عام 1730 ميلاديًّا.

وتضم القائمة أيضًا: الإمبراطور الفرنسى نابليون الأول 1815، وسيمون بوليفار محرر أمريكا اللاتينية 1830، وملك فرنسا شارل العاشر 1830، وملك فرنسا لويس فيليب 1848، ملكو هولندا غليوم الأول 1840، وملك سردينيا شارل ألبير 1889، وملكة إسبانيا إيزابيلا الثانية 1870، وإمبراطور ألمانيا غليوم الثانى 1918، وملك بلغاريا "فرديناند" 1918، وملك اليونان "قسطنطين" 1922، وملك بريطانيا ألفونس الثالث عشر 1931، وملك رومانيا "ميشيل" 1948م، وملكة هولندا "فيلهامينا" التى تنازلت عن العرش عام 1948، وفى هذا الملف نعرض لكم أشهر نماذج الملوك الذين تنازلوا عن العرش تحت ضغوط اجتماعية أو دينية أو سياسية أو عسكرية.

تحتمس الأول وحتشبسوت

أنجب الملك تحتمس الأول من زوجته الشرعية وشريكته فى الملك، ابنته حتشبسوت، وأنجب من إحدى محظياته ولدًا دعاه تحتمس، وهو تحتمس الثانى، وبعد أن توفيت زوجته فى العام الخمسين من حكمه، اجتمع كبار رجال الدولة وطلبوا منه التنازل عن العرش، إذ انقطعت الصلة بينه وبين "آمون رع" بموت زوجته.

وكان تحتمس الأول يشرك ابنته حتشبسوت فى الحكم خلال أيامه الأخيرة، وكانت الأميرة على جانب عظيم من الجمال واللباقة والفطنة، فعقد مجلسًا من كبار الدولة وتمّ الاتفاق على تتويج حتشبسوت ملكة، وقال تحتمس الأول: "إننى أتنازل عن عرشى لابنتى حتشبسوت، فهى الآن ملكتكم، تؤدون لها العبادة والطاعة، وهى صاحبة الكلمة العليا ولا رادّ لقولها، من أطاعها فله الحياة، ومن يرفض فليس له سوى الموت، وإنى سأزوجها من ابنى الأمير تحتمس الثانى، ليكون لها عونًا، وليقيم للعرش نسلاً"، وقد استمر حكمها فى الفترة من 1526 إلى 1513 قبل الميلاد.




شجر الدرّ وأيبك

هى زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذى توفّى بشكل مفاجئ فى أثناء الاستعداد للحرب لردّ الغزو الفرنسى، فأخفت شجر الدر خبر الوفاة حتى تحقق النصر للجيش المصرى، لذا فقد توّلت عرش مصر خلال هذه الفترة- تقريبًا لمدة 80 يومًا- بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة، ولكن تصاعدت الأمور وثار كثيرون من الطامعين والمغرضين، فحرّضوا الخلافة العباسية على شجر الدر، وهو ما أدى إلى خروج الشعب المصرى غاضبًا من تولّى امرأة لمقاليد الحكم، وأعلنت الدولتان: العباسية والأيوبية، رفضهما للأمر بشكل قاطع، فاضطرت إلى الزواج من القائد المملوكى عز الدين أيبك التركمانى عام 1249، وتنازلت عن عرش مصر له.



شجرة الدر

فاروق وفؤاد الثانى

فى 26 يوليو سنة 1952 غادر الملك فاروق الأول أرض مصر، من المرسى الخاص بقصر رأس التين بالإسكندرية، على متن اليخت الملكى "المحروسة"، متّجهًا إلى منفاه فى إيطاليا، وذلك بعد أن تنازل عن عرشه إلى ابنه الأمير أحمد فؤاد الثانى، وذلك بعد قيام تنظيم الضباط الأحرار بالثورة على النظام الملكى.

ونجح الضباط الأحرار فى السيطرة على الأمور فى البلاد، والسيطرة على الجيش والمرافق الحيوية، ومن ثم فرضوا على الملك التنازل عن العرش لولى العهد الأمير أحمد فؤاد الثانى، ومغادرة البلاد بشكل نهائى، وفى الساعة السادسة وعشرين دقيقة من مساء 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق على ظهر اليخت الملكى، ليصبح أول ملك يتنازل عن عرش مصر، بعدما استمر لأكثر من 150 عامًا مستقرًّا فى أسرة محمد على.








بياتريكس وألكسندر

"أنا لا أنسحب لأن مهمتى أصبحت ثقيلة علىّ، ولكن لاقتناعى بأن مسئولية بلدنا يجب أن تكون فى أيدى جيل جديد.. بكل الثقة أنقل العرش إلى ابنى ويلام ألكسندر".. بتلك الكلمات أعلنت الملكة بياتريكس، ملكة هولندا، بعد مرور 33 عامًا على حكمها، تنازلها عن العرش لنجلها فى 30 أبريل 2013، ليصبح أول ملك للدولة بعد أكثر من 120 عامًا من حكم النساء، منذ الملك ويلام الثالث الذى حكم البلاد حتى وفاته عام 1890، حيث خلفته وصيّته على العرش، ثم ثلاث ملكات أخراهن بياتريكس.

ولدت بياتركس فى 31 يناير 1938، وجلست على العرش فى 30 أبريل 1980، ولم تكن الأولى فى التنازل عن العرش ضمن الأسرة الحاكمة فى هولندا، فقد سبقتها الملكة فيلهامينا، التى حكمت بين 23 نوفمبر1890 و4 سبتمبر1948، وتنازلت عن العرش لابنتها الوحيدة الأميرة جوليانا، التى حكمت من 4 سبتمبر 1948 حتى 30 أبريل 1980 ثم تنازلت عن العرش لابنتها بيتاتريكس.





إدوارد وسمبسون

فضل الملك الإنجليزى إدوارد الثامن حبيبته المطلقة الأمريدية "واليس سمبسون"، التى كانت تكبره بعامين، على البقاء فى السلطة والحكم، فقرر الفوز بقلبها والتضحية بعرش بريطانيا العظمى، حينما وُضِع أمام الاختيار بينها وبين العرش.

وأعلن إدوارد تخلّيه عن منصبه فى خطبة ألقاها فى 11 ديسمبر عام 1936، مقرّرًا البقاء مع حبيبته، ومؤكّدًا لجميع المواطنين البريطانيين أن حُبّه لتلك المرأة هو السبب الوحيد فى قراره، حتى سُمّى بـ "الملك العاشق".

وفى 20 يناير 1936 بدأت ترتيبات الزواج من الملك، ولكن كان من المستحيل أن يتزوج الملك من مطلّقة، باعتباره راعى الكنيسة الإنجليزية، ليطالب رئيس الوزراء البريطانى الملك بالاختيار بين العرش والزواج من تلك المرأة، لتكون إجابته: "إن العرش لا يعنى شيئًا بالنسبة لى دون وجود واليس إلى جانبى"، وإثر قراره واختياره هذا وقّع وثيقة التخلّى عن العرش فى 10 ديسمبر 1936، وأعلن زواجه من حبيبته فى الثالث من يونيو 1937.





"عمانويل" والجمهورية

"فيكتور عمانويل" أصبح تاريخيًّا آخر ملوك مملكة إيطاليا، وذلك عقب استفتاء شعبى جاء بنتيجة 54% لصالح تحويل إيطاليا إلى جمهورية، وقد تولى "عمانويل" عرش إيطاليا من 1900 إلى 1946، وشهد طوال فترة حكمه الطويلة الحربين العالميتين الأولى والثانية، إضافة إلى صعود وسقوط الفاشية بقيادة بينيتو موسولينى، وصولاً إلى انتهاء الملكية فى بلاده.

وتنحّى فيكتور عمانويل عن العرش، وأقام فى مصر- تحديدًا فى محافظة الإسكندرية التى تضمّ ميدانًا كبيرًا يحمل اسمه فى منطقة سموحة فى حى سيدى جابر- وتوفى فيها عام 1947، ودفن فيها أيضًا، خلف كاتدرائية سانت كاترين.


src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/Elmmalek/7.jpg" />




ألفونسو الثالث والهزيمة

فى عام 1921 مُنى الجيش الإسبانى بهزيمة كبيرة فى الريف المغربى، فقرر الملك تشكيل لجنة تقصى حقائق، وكان من نتائج تلك اللجنة إدانة الملك شخصيًّا وتحميله مسئولية ما حدث، فتولى زمام الحكم أحد الجنرالات، واستمر الملك فى الحكم بشكل غير مباشر، إلى أن تمّ اكتشاف الأمر من قبل الأحزاب بعد سبع سنوات.

وحاول ألفونسو الثالث عشر- الذى حكم إسبانيا بين عامى 1886 و1931- احتواء الموقف من خلال تأليف حكومة جديدة، فى محاولة يائسة لإنقاذ حكمه، لكن الوضع لم يكن يحتمل استمرار الملك لأكثر من ذلك أمام ثورة الشعب المتصاعدة، فوافق على إجراء انتخابات أظهرت نتائجها انتصار الأحزاب التى تدعو للجمهورية، ومن ثم طالبته الأحزاب بالتخلى عن العرش، لكنه رفض الأمر، فجرى إرغامه على مغادرة البلاد فى الرابع عشر من أبريل عام 1931، وصودرت ممتلكاته عام 1932.

الملك ألفونسو الثالث عشر 3 الملك ألفونسو الثالث عشر الملك ألفونسو الثالث عشر 2








خوان كارلوس وفيليب

قرر الملك خوان كارلوس التخلى عن عرش إسبانيا لصالح ابنه وولى عهده، الأمير فيليب، البالغ من العمر 45 عامًا، وذلك فى 2 يونيو 2014، بعد مرور ما يقرب من 39 عامًا على تولّيه مقاليد العرش الإسبانى، تحديدًا منذ 22 نوفمبر 1975، عقب وفاة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو فى يوم 19 نوفمبر 1975، وذلك لإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها منذ سنوات، وقد وجّه الملك خطابًا للشعب أكد من خلاله أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على النسيج الاجتماعى للدولة، وأنه أراد إفساح المجال لمن هو أقدر على ضمان الاستقرار وتجديد دماء إسبانيا، وأنه رأى فى نجله القدرة على إدارة الدولة.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة