تطبيقات طبية وعلاجية عديدة يتمتع بها الروبوت الجديد "متناهى الصغر"، الذى نجح الباحث المصرى إسلام خليل، الأستاذ المساعد بالجامعة الألمانية فى القاهرة من تطويره، بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين المصريين والهولنديين، وهو يتحرك داخل الجسم من خلال التأثير عليه بمجال مغناطيسى خارجى، ليساهم فى علاج العقم والسرطان والعديد من الاستخدامات الطبية الأخرى.
والمثير أن هذه النتائج موثقة ونشرت على الموقع الإلكترونى للدورية العلمية "Applied Physics Letters" فى الثانى من شهر يونيو الجارى، والتى تصدر أسبوعياً فى صورة نسخة مطبوعة.
ويبلغ طول الروبوت الجديد 322 ميكرونا، ويتكون من رأس تم طلاؤها بطبقة سميكة من الكوبالت والنيكل، بينما لم يتم طلاء الذيل بأى مادة، وعندما يتم توجيه مجال مغناطيسى متذبذب للروبوت أقل من 5 تسلا –وحدة قياس المجال المغناطيسى-، يحدث عزم دوران على رأس الروبوت، ثم يصدر الذيل بعض التذبذبات، ويتحرك للأمام، ويستطيع الباحثون بعد ذلك توجيهه إلى مكان داخل الجسم باستخدام المجال المغناطيسى الخارجى.
وأكد الباحث المصرى إسلام خليل، أن هذا الروبوت الجديد يمكن أن يستخدم أيضاً فى توصيل الأدوية الموجهة إلى أى مكان بالجسم، وأيضاً فى عمليات التلقيح داخل المعمل "أطفال الأنابيب" وفصل الخلايا وفى توسيع الشرايين المسدودة نتيجة الجلطات وغيرها، مضيفاً أنه كلما يتقدم العلم كلما تصبح التطبيقات الطبية من أدوات وأجهزة أصغر حجماً، إلا أن تطويرها لتصبح فى طور النانو والميكرو يعد أمراً صعباً ويحتاج لجهود كبيرة.
وأضاف إسلام أن هذا الروبوت المبتكر سيستخدم فى التعامل مع أجزاء الجسم الدقيقة، وكذلك الأدوية متناهية الصغر وتوجيها إلى أى مكان بالجسم من خلال التأثير عليه باستخدام مصدر خارجى للمجال المغناطيسى، ويأمل الباحثون مستقبلاً فى تقليص حجم الحيوان المنوى المغناطيسى.
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، كشف الباحث والمبتكر المصرى الدكتور إسلام خليل، أن الروبوت الجديد الذى نجح فى تطويره برفقة مجموعة من الباحثين المصريين والهولنديين، سيستخدم فى العديد من التطبيقات العلاجية الأخرى بجانب علاج العقم، مثل العلاج الموجه لمرض السرطان، حيث سيقوم "الروبوت" المبتكر بتوصيل الأدوية بصورة انتقائية إلى الخلايا المصابة بالسرطان فقط دون التأثير على الخلايا السليمة، وهو ما يجعله يتفوق على العلاج الكيماوى وجميع العلاجات المتوفرة حالياً، والتى تقضى على كلٍ من الخلايا السليمة والخلايا السرطانية معاً.
وأكد الدكتور إسلام، أن الروبوت الجديد يتميز بأنه لا يحتوى على بطارية، ويمكن التحكم فيه عن بعد باستخدام المجال المغناطيسى، ويستطيع نتيجة لحجمه المتناهى فى الصغر الوصول إلى أى مكان بالجسم عبر الدم، ومن الممكن أن يستخدم فى علاج العديد من الأمراض بخلاف السرطان.
وتابع، أنهم نجحوا فى تحريك الروبوت المغناطيسى خلال التجارب تجاه نقطة محددة من خلال التأثير عليه باستخدام المجال المغناطيسى الخارجى، وذلك حسبما توضح الصور المرفقة، وهو ما يدل على إمكانية تحريكه بنفس هذه الآلية داخل الجسم، لافتاً أنهم يمتلكون القدرة على تصميم أحجام أصغر وأدق من هذا الروبوت المبتكر، كى يتم توجيهها إلى الأماكن التى يصعب الوصول إليها داخل جسم الإنسان، وهو ما يمنح هذا الروبوت ميزة إضافية كبيرة، حيث يمكن علاج الأمراض التى تصيب هذه الأماكن حال تحميلها هذه الروبوتات بالأدوية المناسبة.
وفيما يتعلق بآخر التطورات، أكد المبتكر المصرى أنه توصل بمساعدة الفريق البحثى المشارك إلى نتائج رائعة للغاية، يمكن وصفها بـ"الواعدة"، ويوجد تقدم ملحوظ فى أبحاث الروبوت المبتكر، ومنها نتائج لم تنشر حتى الآن بأى دوريات طبية، مضيفاً أنهم مازالوا فى حاجة إلى المزيد من الوقت قبل البدء فى مرحلة التجارب الإكلينيكية على الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة