أوضحت الدكتورة إيمان أحمد أخصائية العلاج النفسى للأطفال، أنه عادة ما يتسم الأطفال صغار العمر بالعناد والمعارضة داخل إطار الأسرة وبصورة مقبولة إلى حد ما، ولكن إذا استمر الطفل فى القيام بهذه السلوكيات المتحدية بصورة متواصلة داخل إطار الأسرة والمدرسة ومع الأصدقاء، فإنه قد يكون مصابًا بما يُطلق عليه اسم "اضطراب التحدى المعارض"، والذى عُرف فى الدليل التشخيصى والإحصائى الخامس الصادر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسى، بأنه نمط من السلوك الغاضب المستثار الانتقامى الذى يستمر لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
وتشتمل أعراضه على ما يلى: العناد والرفض التام لمطالب الوالدين والمعلمين، وعدم الانصياع أو الامتثال للتعليمات أو الأوامر، وغالبًا ما يستمر هذا الطفل فى رفض كل ما يُطلب منه، كما أنه دائم الغضب والاستياء، والجدال والعدائية تجاه الآخرين، فهو طفل انتقامى ليس لديه أية قدرة على تحمل مسئولية أفعاله ويلقى باللوم على الآخرين ويتعمد إزعاجهم، ولا يستطيع الاحتفاظ بالصداقات، ويعانى من صراعات دائمة مع المعلمين والأصدقاء والأقران، ولديه مشكلات أكاديمية متعلقة بالتحصيل الدراسى، وكثيرًا ما يشعر بانعدام الثقة فى النفس وتقديره الذاتى متدنى.
وتقول أخصائية العلاج النفسى تظهر هذه الأعراض عادة أول مرة فى مرحلة ما قبل المدرسة، ويشيع الاضطراب لدى الذكور بصورة أكبر من الإناث بنسبة بلغت 1.4 إلى 1، ولا توجد أسباب واضحة أو مباشرة لهذا الاضطراب، ولكنه يحدث نتيجة تضافر عدة عوامل (عوامل الخطر) مثل: وجود تاريخ سابق للإصابة بالاضطراب من قبل أحد الوالدين أو كلاهما، ووجود شذوذ فى الفص الجبهى ومنطقة اللوزة (الاميجدالا) لدى الطفل، وتعرض الطفل للإيذاء أو الإهمال، وأساليب التربية القاسية أو المتضاربة، وافتقار الوالدين للتفاعل الإيجابى مع الطفل، والمشكلات الأسرية، والطلاق، والمشكلات المالية.
وينطوى علاج اضطراب التحدى المعارض على تدريب الوالدين على التفاعل الإيجابى مع الطفل، كما يستفيد الطفل كثيرًا من العلاج المعرفى السلوكى وتدريبات المهارات الاجتماعية.