يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية العالمية والمصرية الفيلم الأجنبى الكوميدى الجديد «A Million way to Die in the West» الذى يعد واحدا من الأفلام التى تتناول الغرب الأمريكى الشهير بالصراعات الدرامية والأسلحة، لكن الفيلم يختلف عن سابقيه فى أنه يقدم ذلك العالم العنيف بشكل كوميدى وفانتازى فى كثير من الأحيان على طريقة الفيلم العربى الشهير «فيفا زلاطا» للنجم الكوميدى الراحل فؤاد المهندس وشويكار.
يتعرض العمل إلى مرحلة قديمة وأساسية فى حياة أمريكا عام 1880 والغرب الأمريكى، ذلك العالم الغريب والعتيق فى كل شىء، ويمتلئ بالأكشن والصراعات التى تشتعل فى ثانية، فهو عالم صارم لا يعرف الضحك أو الإفيهات، لدرجة أن الجميع لا يصدق أن هناك رجلا قادرا على أن يظهر مبتسما فى صورة فوتوغرافية، ويعتبرون ذلك من المستحيلات التى لا يمكن أن تتحقق.
تدور أحداث الفيلم حول ألبرت ستارك الذى يجسد دوره النجم سيث ماكفارلين، وهو رجل طيب فى وقت صعب جداً لا يصلح فيه رجال من هذه النوعية، ويعمل فى تربية الأغنام، ويفكر كثيرا فى الهروب إلى خارج حدود الغرب الأمريكى، لأنه لا يستطيع التأقلم معه، حتى إن حبيبته «لويز» أو أماندا سيفريد تتركه وترتبط بغيره بعد تهربه من مبارزة إطلاق نار، ليشعر أنه أحمق ومخدوع ولا يوجد من يحبه، ولكى تزيد مشاعر النقص لديه ويشعر بالاضطهاد أكثر، ترتبط لويز بأكثر رجال القرية نجاحاً وهو رجل الأعمال الأغنى والأنجح فى البلدة «فوى»، والذى يتمتع بجاذبية ووسامة ورجولة تسعى لها كل نساء البلدة. الأمور كلها تتغير فى حياة ألبرت عندما تظهر امرأة غامضة «آنا» والتى تجسد دورها شارليز ثيرون، وتحمل السلاح وتركب الخيل مثل الرجال وجميلة جداً، وتحاول مساعدة ألبرت لإيجاد شجاعته ولكن الأمر كان مجرد بداية ليقع الاثنان فى حب بعضهما، ولكن لا شىء يأتى سهلاً وعادياً فى الغرب الأميركى القديم، فالأمور دائماً معقدة وصعبة، وهناك المزيد من المتاعب فى انتظار ألبرت، وأكثرها هو «كلينش» زوج آنا، ويجسد دوره النجم المخضرم ليام نيسون، وهو رجل سيئ السمعة شرس وخارج عن القانون، ويسعى للانتقام من الرجل الذى يعتقد أنه خطف منه زوجته آنا، ولا يجد ألبرت أمامه سوى التحلى بالشجاعة ليتبادل إطلاق النار مع كلينش.
ويمتلئ الفيلم بالمشاهد الكوميدية، خصوصا فى المشاهد التى تصف بسخرية العنف فى الغرب الأمريكى، وأن الرجال من الممكن أن يموتوا فى أى لحظة سواء أثناء التسوق أو العمل أو السهر فى البارات، فالموت يحاصر الجميع، وإذا تخطى رجل سن الـ35 وهو على قيد الحياة يعد ذلك إنجازا كبيرا.
وجاءت الفكرة الأساسية للعمل عن طريق الصدفة، حيث كان سيث ماكفارلين وصديقاه كاتبا السيناريو أليك سولكين وويليسلى وايلد يضعون اللمسات الأخيرة على أول أفلامهم الروائية الطويلة، والذى صار بعد ذلك من أكبر أفلام الإيرادات Ted، وكانوا فى استراحة من العمل وشاهدوا فيلم كلينت إيستوود الكلاسيكى من الغرب الأمريكى Hang ’Em High، وبدأ الثلاثى يطلقون النكات والإفيهات أثناء المشاهدة، ومن هنا نشأت فكرة غريبة وغير تقليدية.
وحول ذلك يقول سيث مخرج الفيلم وكاتب السيناريو والبطل أيضاً : «كنا نتحدث عن مدى رومانسية هذا العصر فى السينما الأمريكية والأدب، ولكنه كان فى الواقع وقتا ومكانا محبطا وخطيرا بشكل لا يصدق ويصعب العيش فيه، ومن هنا بدأت فكرتنا، واحدة من الأشياء التى كنا دائماً نشعر بها حول الكوميديا، خاصة الأفلام التى تعتمد بشكل كامل على الكوميديا هو أن يكون معك شىء واحد قوى يحرك الأحداث، وتكون باقى الأحداث عادية جداً، وبهذا يبرز هذا الشىء الكوميدى، فى هذا الفيلم هو أن هذا يحدث فى الغرب القديم، وكل شىء آخر يكون عصرياً جداً».
وركز صناع الفيلم على أن تدور الأحداث فى الغرب الأمريكى القديم، إلا أنهم شعروا أنه لابد أن تتماشى الأمور مع العصر الحديث، خاصة بطل الفيلم، وعن ذلك يقول وايلد «كانت هذه فكرة سيث من البداية وهى كيفية الزج برجل عادى فى عالم لا ينتمى إليه وكل شىء حوله رهيب وكابوس، فالبطل هنا يشعر أنه سمكة خارج الماء، فهو يعيش فى كابوس فى الزمان والمكان ومن هنا تنبثق الكوميديا». ورغم أن سيث قضى الكثير من الوقت وراء الكاميرا وعلى دراية بالتمثيل، وقدم بصوته الكثير من الأدوار فى أفلام الرسوم المتحركة، ولكن هذا أول دور تمثيلى له أمام الكاميرا.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مجهول
والله فيلم هابط