فى الوقت الذى يمر به الوطن العربى بمرحلة فى غاية الخطورة، ويحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل الخروج من عنق الزجاجة لبناء وطن عربى قوى قادر على النهوض، تأتى الدراما التليفزيونية خاصة فى شهر رمضان الكريم , لتقدم لنا كافة أطباق الشتائم والبذاءات وكل صنوف العرى والابتذال باسم الواقعية! من قال إن هذا هو واقعنا؟ فإذا كانت لغة السباب والبذاءات والقباحة تمثل فئة ضلت الطريق وخرجت عن الآداب، فليس معناه أن نحكم على مجتمعاتنا بإنها أصبحت على هذه الشاكلة اللاأخلاقية، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
إن ما تعرضه معظم قنوات التليفزيون سواء الحكومية أو الخاصة من دراما , ماهى إلا قضايا تافهة تحض على الإبتذال الغير مبرر لتحقيق الربح على حساب الأخلاق والقيم . ليس من الأخلاق أن تصبح الشتائم بالأم والأب طريقة للتعامل فى حياتنا اليومية , مما لها من تأثير سلبى فى انقلاب المعايير فى تعامل الأبناء مع والديهم , وسنرى قريباً إن الأبن يتحاور مع أمه أو أباه بطريقة فجة لا تخلو من التبجح , خاصة ان الأطفال يتأثرون ويرددون ما يسمعونه من جمل حوارية فى تلك المسلسلات الذميمة , وهذا يتنافى مع كل المعايير الأخلاقية والدينية التى تدعو جميعها إلى احترام الوالدين , قال تعالى: فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً .
إن غالبية ما تقدمه الدراما التليفزيونية ليس فناً، فالفن الحقيقى هو إعلاء قيم الحق والخير والجمال، ومن العار أن نطلق كلمة فن على دراما الشتائم والتعرى والإيحاءات الأخلاقية وحركة اليدين البذيئة.
إنه بمجرد مشاهدة تلك المسلسلات التليفزيونية التى تقتحم بيوتنا، نرى ونسمع حوارات بذيئة لا تخلو من السوقية, لذا ينتظرها الكثير من المشاهدين الذين فقدوا كل معانى الأخلاق والقيم التى تربينا عليها بحجة الحرية المزعومة! وكل من يخالفهم يصبح من وجهة نظرهم رجعى ومتخلف , مرحباً بالتخلف إذا جاء ليصون بيوتنا وأبناءنا من هذا الانحلال الأخلاقى الذى يحاكى مجتمعات الغرب التى تتعامل بتلك البذاءات فى حواراتهم اليومية.
لا ضرر أن ينتهج الفن حرية الإبداع والجرأة فى عرض الأفكار، لكن لا يجب أن تأتى على حساب الأخلاق والقيم, وهناك العديد من القضايا التى تشغل غالبية الوطن الذى يمر بأزمات تحتاج إلى تناولها فى دراما حقيقية للاستفادة والتأثير الإيجابى على المشاهدين .
إن اللغة المتدنية والمبتذلة التى تستخدم فى المسلسلات التليفزيونية باسم الفن والإبداع ما هى إلا معوال هدم لقيم المجتمع وأخلاقياته، ولا عزاء لمن لا يتعظ !
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة