لاقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتبرعه بنصف راتبه الشهرى ونصف ثروته، تأييدًا كبيرًا من قبل غالبية الشعب المصرى، وكذلك التيارات والأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها، حيث أتت هذه الدعوة فى توقيت حرج لتعبر عن روح الحس الوطنى الذى يسيطر على فكر الرئيس وأيضًا لتبعث بعدد من الرسائل المهمة للداخل والخارج منها:
تأكيد القيادة السياسية على مبادئ العدالة الاجتماعية، وضرورة التكاتف فى مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية.
تحقيق الاستقلال الاقتصادى للبلاد وعدم الاعتماد على مصدر خارجى للدعم، ما يتيح مساحة أكبر من التحرك فى مجال التنمية الاقتصادية، كذلك دعوة رجال الأعمال والمستثمرين إلى الاستثمار فى مصر.
تحقيق الاستقلال السياسى للبلاد لأن القوة الاقتصادية تصب فى اتجاه دعم القرار السياسى وتجعله أكثر استقلالية وغير قابل للابتزاز أو للتاثير عليه من قبل الأطراف الخارجية.
رفض الرئيس فكرة التدخل فى شئون القضاء بعد تعليق عدد من الدول الغربية على أحكامه فيما يتعلق ببعض القضايا الجنائية، وتأكيده الدائم على استقلال مؤسسات الدولة.
رغبة الرئيس فى إرساء قيمة الاعتماد على الذات سياسيًا واقتصاديًا لأنها الخيار الوحيد للخروج من المأزق الذى تمر به البلاد، وعدم الاستجابه للضغوط الدولية والتى ترمى إلى التحكم فى مصالحنا والنيل من سيادتنا.
طموح الرئيس وحكومته فى تخطى الأزمة الاقتصادية من خلال البحث عن بدائل للتمويل بعيدًا عن الخارج، وإيجاد حل لأزمة عجز الموازنة العامة للدولة.
إدراك الرئيس أن مصر لن تبنى إلا بسواعد أبنائها وأنه لابد من تضافر كل الجهود لتحقيق الاستقلال السياسى والاقتصادى، فضلًا عن أن هناك دورًا وواجبًا وطنيًا لأبناء مصر وعلى الجميع أن يلتزموا به سواء فى الداخل أو الخارج باعتبارنا جميعًا شركاء فى هذا الوطن.
تأكيد الرئيس على أن مصر لن تكون الضحية أو الحلقة الضعيفة فى المعادلة السياسية الدولية والتى تتحكم بها بعض القوى العظمى، وأن على الخارج أن يدرك أن مصر اليوم تختلف عن مصر الأمس، كذلك رغبته فى قيام شراكة اقتصادية عربية بديلة عن الشراكة الأمريكية والغربية أو بالأحرى لخلق توازنًا فى العلاقات الدولية فيما بين مصر والعالم الخارجى.
إن المطلوب وبضرورة هو تشكيل لجنة حكومية تحت إشراف قضائى، بهدف حصر هذه التبرعات وجمعها ومن الملح أيضًا أن يكون عمل اللجنة مرئيًا للشعب المصرى، وأن يتم الإعلان بصفة دورية عن المبالغ التى تم التبرع بها، وكذلك ضرورة أن تكون أوجه الصرف وجهات الاستفادة معلنة للجميع بكل شفافية.
إن دعم الوطن عمل مشرف يستحق كل التقدير، ولكن علينا أن ندرك أيضًا أنه ليس كل داعمًا يستحق التقدير فهناك من يسعى إلى عمل شو إعلامى وتسليط الأضواء عليه، إن الرئيس إدراكًا منه لخطورة الوضع فى البلاد قام بهذه المبادرة الوطنية، ولكن السؤال يأتى ليطرح نفسه بقوة هل حب الوطن يفترض انتظار القيادة؟ ولماذا يبادر المسئولون دائمًا بعد خطوة ومبادرة الرئيس؟ أهى ثقافة التبعية أم نحن بحاجة إلى حب الوطن بإخلاص بعيدًا عن اعتبارات المصلحة؟
إن الدور الوطنى يحتم علينا جميعًا أن نسهم فى بناء الدولة المصرية، ونتشارك جميعًا فى تحقيق المشروعات التنموية بعيدًا عن الحسابات السياسية، وعلينا أن نعى جميعًا أن مصر لن تبنى بالتبرعات والدعم، ولكن الرئيس أراد أن يعطى درسًا فى أهمية التضحية من أجل الوطن، لذا علينا أن نلقى بتراكمات الماضى خلف ظهورنا وأن نطلق لطموحنا العنان من أجل تنمية بلادنا، وأن نعمل جاهدين لنفوت الفرصة على محاولات الغرب التدخل فى شئوننا الداخلية.
محمد تركى يكتب: مبادرة السيسى لدعم مصر.. دعوة للاستقلال
الإثنين، 30 يونيو 2014 02:08 ص
الرئيس عبد الفتاح السيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
مقال رائع
مقال رائع