" لم تكن تعلم أنها تزف إلى الموت وأن الفستان الأبيض الذى تظنه لبس العيد سيصبح كفن لها وأن أصوات الفرحة حولها ستتحول إلى صراخ بعد لحظات.. هذه هى قصة آلاف من الفتيات اللاتى يتزوجن فى عمر الأطفال بسبب جهل أهاليهم ومن ضمنهم "منى" الطفلة التى تبلغ من العمر 16 عاما والتى وافتها المنية فى ليلة الدخلة بسبب سكتة قلبية".
البداية كانت عندما بدأت تظهر ملامح الأنوثة على الطفلة البريئة "منى" مما جعل أهلها على الفور يمنعوها من الذهاب إلى المدرسة وبدأ إعداد الطفلة التى تلعب فى الشارع لتصبح زوجة مستقبليه فعلمتها والداتها أصول المطبخ والنظافة وغيرها من الأمور حتى جاء العريس وهى فى عمر 15 عاما، فخرجت لتقابله بعد أن جعلتها أمها فى كامل زينتها ووضعت لها وهى طفلة صغيرة مساحيق التجميل لتحاول أن تخفى سنها الصغير.
وجلست منى بجوار حماتها التى فحصتها بنظرات حادة قاسية بعد أن أبدى زوج المستقبل قبوله بان أخرج لها مبلغا ماليا على "صينية المشروبات "التى دخلت لتقدمها لهم وهى مضطربة ولا تفهم شيئا مما يجرى حولها غير أنها سترتدى فستان أبيض طالما أعجبها عندما كانت تذهب إلى أفراح أقاربها.
توالت الأحداث وتمت الخطبة وبدأت التجهيزات للعرس المرتقب من أهلها ليتخلصوا من عبأ أبنتهم فالبنت "عار" بحسب تربيتهم يجب أن تختن وأن تتزوج مبكرا، وأقترب اليوم واللحظة التى تزف فيها "منى" لبيت زوجها بعد أن وصلت لعمر 16 عاما،
واستمرت الاحتفالات أسبوع كامل بين تحضير للعروس وتحضير منزل الزوجية والفستان الأبيض الذى سترديه الطفلة الصغيرة ولكن للأسف بسبب صغر جسدها كان الفستان بعد أن ارتدته واسع فارتبك الجميع مما جعلهم يحضروا لها الكثير من الملابس حتى يصبح الفستان بمقاسها وخرجت لتجلس فى الكوشة بجوار زوجها الذى يبلغ 39 عاما.
بدأت "منى" تنظر لمن حولها ولا ترى إلا الوجوه المبتسمة وهى لا تدرى ماذا يجرى حتى الفستان التى كانت تحلم أن ترديه لا تشعر بفرحة به وكل ما ينتابها هو شعور بالخوف وبانقباض فى قلبها الصغير وتنظر لترى شخص لا تعرفه بجوارها ينظر إليها كالحيوان المفترس إلى أن جاء وقت ذهابهم معا إلى منزل الزوجية.
وصلت الطفلة بصحبة زوجها إلى المنزل وغادرت أمها بعد أن ودعتها ونصحتها بأن تفعل كل ما يقوله لها زوجها فقابلت الطفلة الصغيرة ذلك الوداع بالبكاء والرجاء بأن تأخذها معاها ولكن لا "حياة لمن تنادى" ووجدت نفسها بمفردها مع ذلك الشخص الغريب فارتجفت من الرعب ولكنه لم يستجب لها وأقام معها علاقة زوجية وبعدها تركها ونزل إلى أهله ليرجع ويجدها جثة هامدة فحاول أن يجعلها تفيق لكنها لم تستجب وبعدها طلب الإسعاف الذى حملها إلى المستشفى التى أكدت وفاتها بسبب سكته قلبية انتابتها وانتهت قصه من قصص الزواج المبكر التى ما زالت تعصف بمصر دون رقيب لمنع هذا الظاهرة.
وتحرر المحضر 63241 لسنة 2013 وتم حفظه، بينما قضت المحكمة بالحبس 6 أشهر على الأب وليها الطبيعى لأنه زوجها قبل 18 سنة فى القضية 19432 لسنة 2013 جنايات إمبابة.
يذكر أن العديد من المنظمات تطالب بتغليظ العقوبات القانونية وتجريم زواج الفتيات أقل من 18 سنة ووضع عقوبات رادعة للحد من هذه الظاهرة، ومعاقبة والد الفتاة الذى يقدم على تزويج أبنته وهى تحت السن القانونية وتغليظ العقوبة له.
موضوعات متعلقة:
دايلى بيست: أحدث عضو بتنظيم داعش عمره 10 سنوات
"طفلة" تدفع حياتها ثمنا للزواج المبكر.. الأسرة تمنع "منى" من الذهاب للمدرسة فى عمر 12 سنة بعد ظهور علامات الأنوثة عليها.. وتوفت ليلة زفافها فى سن 16.. والتقرير الطبى: سكته قلبية
الإثنين، 30 يونيو 2014 09:02 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة