حذرت صحيفة ديلى بيست الأمريكية من التقارب بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ومسيحيى الشرق الأوسط، الذين باتوا يرون فيه المنقذ فى محنتهم، حيث يعانون عنف الجماعات الجهادية فى العراق وسوريا والتهجير من أوطانهم، وسط تجاهل وصمت غربى.
وقالت الصحيفة فى تقرير إن التطورات الإقليمية وخيبة الأمل من الغرب، دفعت بعض مسيحيى العراق للتطلع إلى دعم روسيا، إذ بعد عقد من تفجيرات الكنائس وأعمال القتل والتمييز، فإن الكثيرين تعبوا وعزموا على الهجرة، وهاجمت الصحيفة الحركة الوطنية الآشورية APM، واتهمتها باستغلال التوتر بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا، حيث سافر رئيسها إلى موسكو لمقابلة مسئولين روس لطلب دعمهم لمسيحى العراق فى مواجهة عنف الجماعات الجهادية، وضعف حكومة رئيس الوزراء نورى المالكى.
وأقرت أن مسيحيى العراق لديهم بعض مظالم مشروعة، فبعد أن كانوا يعيشون فى حماية صدام حسين، رغم الحكم الاستبدادى، فإنهم تعرضوا لأعمال وحشية مع اندلاع الحرب الأهلية فى أعقاب الغزو الأمريكى عام 2003، والذى أدى إلى صراع طائفى مرير. ومع ذلك فإنها رفضت اتهامات المواطنين المسيحيين لواشنطن بالفشل فى ممارسة واجب الرعاية تجاه الأقلية التى تسبب الغزو الأمريكى فى تقويض وضعها الآمن.
وتدافع الصحيفة، مشيرة إلى أن إصرار مسيحيى العراق على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلا شيئا تجاه أخطاء الماضى، لا يبدو حقيقا بشكل كامل. وتقول إن مئات الآلاف العراقيين استفادوا من قوانين الهجرة المخففة للانتقال إلى أمريكا، حيث استقبلت أبرشية كاليفورنيا ما بين 30 و70 ألف شخص منذ عام 2003، واستقبلت أبرشية ميشيجان نحو 120 ألف كلدانى وآشورى، ومع ذلك فإن بعض مسيحى العراق وجهوا انتقادات للسياسة الأمريكية فى هذا الصدد. ونقلت عن إيمانويل الزيبارى، مسئول من كنيسة كلدانية، قوله: "بفتح أبوابها، فإن الولايات المتحدة تضعف المسيحيين الذين بقيوا فى العراق"، مشيرا إلى أن هذا النهج يؤدى إلى انخفاض أعداد المسيحيين بشكل مطرد، وبالتالى اختفائهم من وطنهم الأصلى.
وتقول الصحيفة مستنكرة، إنه فى الوقت نفسه فإن دفاع بوتين عن الرئيس السورى بشار الأسد، فى وقت ذروة الاضطرابات فى العراق، ينظر إليه بإعجاب باعتباره التزاما من جانب الكرملين بحقوق الأقليات، وتعلق إنه حتى لو قدم الروس المساعدة، فيبقى أن نرى ما إذا كان سيبقى مسيحيون فى البلاد للمساعدة.
وتقول الديلى بيست إنه ليس هناك دلائل حاسمة على أن روسيا سوف تخاطر بعلاقاتها مع بلدان المنطقة، بأن تلقى بثقلها خلف مسيحيى العراق، مشيرة إلى أن الحركة الأشورية نفسها، ربما لا تسعى لذلك، لكن تحركاتهم تظهر الغضب الهائل بين كثير من المسيحيين الشرقيين من الغرب الذى لا يعبأ بمحنتهم.
ونقلت عن رامى يوسف، المهندس الذى اضطر للتخلى عن عمله فى بغداد بعد تعرضه للتهديد بالقتل والذهاب إلى أربيل، حيث يعمل بائعا، قوله: "لا أريد أن أترك بلدى، لا أريد أن يفعل هؤلاء الإرهابيون ببلدى ما لم يستطع أحد فعله "إنهم يدفعوننا نحن الآشوريين خارج وطننا التاريخى".
ويضيف "يوسف"، الذى يبدو أنه سيلحق بـ 1.5 مليون مسيحى فروا من العراق، فى غضب: "هذا خطأ أمريكا. الإسلاميون يقتلوننا، لكن هذا لا يمكن أن يحدث لو لم يقلب الغرب حياتنا رأسا على عقب.. ربما نعود إلى وطننا يوما ما إذا كان لدينا حلفاء مناسبون".
صحيفة أمريكية تحذر من التقارب بين روسيا ومسيحيى الشرق الأوسط
الإثنين، 30 يونيو 2014 12:14 م
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة