مرصد التكفير بدار الإفتاء: فتاوى القتل أضرت بالصورة الصحيحة للدين.. ووسائل الإعلام الأجنبية استخدمت أعمال "بوكو حرام" الارهابية للنيل من الإسلام.. ومحاولة توظيفه سياسيا اشاعت التكفير

الثلاثاء، 03 يونيو 2014 10:35 ص
مرصد التكفير بدار الإفتاء: فتاوى القتل أضرت بالصورة الصحيحة للدين.. ووسائل الإعلام الأجنبية استخدمت أعمال "بوكو حرام" الارهابية للنيل من الإسلام.. ومحاولة توظيفه سياسيا اشاعت التكفير دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مرصد دار الإفتاء المصرية للفتاوى التكفيرية تقريره الثالث حول "أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام فى الغرب" وذكر التقرير أن تعامل جماعات الإسلام السياسى مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة جعلوها أمام تحدٍ متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة إلى العالم.

واستعرض تقرير مرصد فتاوى التكفير بدار الإفتاء المصرية نماذج من فتاوى القتل والعنف والخطف التى شهدها العالم فى الماضى والحاضر وأثرها على صورة الإسلام فى العالم والتى كان من أشهرها فتوى إهدار دم سلمان رشدى الكاتب البريطانى ذى الأصول الهندية وصاحب رواية "آيات شيطانية" والتى أصدرها الخومينى فى أواخر الثمانيات وهو الأمر الذى تناولته وسائل الإعلام الغربية بنوع من التحيز الشديد والتعميم بأن الإسلام يدعوا إلى قتل روائى بسبب كتابته، وهو ما أدى إلى صدور عدد من الترجمات لتلك الرواية وشن العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين الهجوم المضاد ضد الإسلام والمسلمين باعتبار أن الإسلام يبيح قتل الكاتب سلمان رشدى.

كما عرض تقرير مرصد دار الإفتار المصرية ما تقوم به حركة "بوكو حرام" من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخدامًا صارخًا من قبل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية فى حق الأبرياء.

وذكر التقرير أن حركة "بوكو حرام" منذ إنشائها وهى تقوم باجتزاء النصوص الدينية من سياقها وتنزيل الأحكام والفتاوى فى غير موضعها، وبدأت المجموعة بمهاجمة الكنائس والمدارس ومراكز الشرطة والجيش والدوائر الحكومية وخطف السياح واغتيال المسلمين الذين يوجهون نقدا للمجموعة.

وأشار التقرير إلى أن عدد الذين قتلوا على أيدى جماعة "بوكو حرام" طبقا للإحصائيات الرسمية يقدر بنحو 10 آلاف إنسان، من ضمنهم عدد كبير من الأطفال من طلبة المدارس، حيث أثارت تلك الجماعة انتقادات دولية واسعة بعد خطفها لعشرات الفتيات من إحدى المدارس وهو الأمر الذى ظهر جليا من خلال متابعة مرصد دار الإفتاء لوسائل الإعلام الأجنبية حيث اتخذت البرامج الإخبارية والحوارية ما فعلته تلك الفئة الضالة ذريعة للنيل من رسالة الإسلام وتعاليمه.

وأشاد التقرير فى هذا الصدد بما قام به الأزهر الشريف من وضع الأمور فى نصابها بإدانة هذه الأفعال الإجرامية مشددة على أنها بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الصحيح ومطالبته لتلك الجماعة الضالة بالإفراج الفورى عن الفتيات المختطفات.

ولفت تقرير مرصد دار الإفتاء إلى أن تلك الفتاوى الضالة ودعوات القتل والخطف والتدمير من قبل جماعات إسلامية متطرفة تضعنا أمام مسؤولية تاريخية وهو ما يتطلب ممارسات ومبادرات حقيقية على أرض الواقع تهدف إلى الدخول فى حوار مباشر مع أصحاب الرأى والفكر والإعلام فى العالم الغربى.

وعن أسباب ظهور الفتاوى المتطرفة والشاذة، ذكر التقرير أن من أهم تلك الأسباب هو تعامل بعض الجماعات والفرق مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية، وهو أكبر خيانة تمارس بحق الدين، لأنه فى هذه الحالة، يختزل الإسلام فى مجموعة من المبادئ السطحية ويضيق مساحته الرحبة ويميل بشكل دائم إلى العنف.

وأشار التقرير إلى أن عنف هذه الجماعات المتطرّفة يحظى بتغطية إعلامية واسعة -خاصة فى الغرب- تحجب أصوات الغالبية العظمى من المسلمين التى ترفض ممارسة هذا العنف مطلقا، وأحيانا تتعمد بعض الأطراف إبراز هذه الجماعات المتطرفة ودفعها إلى الواجهة بنيات أو غايات سيئة ترمى إلى تشويه صورة الإسلام الصحيح.

واعتبر تقرير مرصد دار الإفتاء أن تصدّر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة، من الأسباب الأساسية لتشويه صورة الإسلام وشدد التقرير أن وسائل الإعلام الغربية يجب أن تتحمل مسؤولية أخلاقية بإتاحة الفرصة لعلماء الأمة الراسخين لتوضيح حقائق الإسلام للعالمين بدلا من استضافة أشخاص يتحدثون باسم الإسلام ولا يعرفون عن الإسلام إلا قشورا لا تسمن ولا تغنى من جوع فيضلون ويضلون.

وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام بالتواصل والحوار مع العالمين، بشكل يهدف إلى البيان والتوضيح وليس الدفاع أو الهجوم كما حثت عليه الشريعة، موضحة أن القرآن الكريم حاور اليهود والنصارى وحاور منكرى البعث ومنكرى الرسالات السماوية، وحاور الجميع بمنطق العقل والحجة، فالحوار مفيد لنا باستمرار لأنه يعرض منطق الإسلام وحججه الواضحة.

كما أوصى التقرير بضرورة تنسيق الجهود الإسلامية فى مجال رصد الفتاوى المسيئة للإسلام والمسلمين والتعامل معها بشكل عملى وفقهى يقدم معالجة وافية وكافية لها ويرد كل ما يثار من شبهات حول صورة الإسلام والمسلمين.

وواصل "نحن بحاجة إلى أن نخاطب الغرب بلغة يفهمها ويتواصل بها، كما لابد أن تكون عبر سبل وآليات تصل بالرسالة الإسلامية إلى عقر دار المجتمع الأوروبى والأمريكى لإزالة اللبس وسوء الفهم عن الإسلام والمسلمين، بالإضافة إلى إعداد دراسات معمقة لأسباب ظواهر التكفير والتطرف والتى تغذى الحركات الإرهابية حول العالم، وتدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى العنف وحمل السلاح والصدام مع العالم من حوله".








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة