كيف تحولت الصحف الغربية إلى لعبة فى يد المخابرات ضد مصر؟الصحافة والإعلام الغربى أقنعا العالم بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يعتذرا عندما لم يظهر السلاح ولا الديمقراطية

الثلاثاء، 03 يونيو 2014 09:08 ص
كيف تحولت الصحف الغربية إلى لعبة فى يد المخابرات ضد مصر؟الصحافة والإعلام الغربى أقنعا العالم بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يعتذرا عندما لم يظهر السلاح ولا الديمقراطية مظاهرات ضد أمريكا وأوباما
كتب أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخواجة يعرف أكثر.. لا تصدق عينيك ولا أذنيك وصدق التليجراف والجارديان وأخواتهما التليجراف تكذب ثورات الربيع وتعتبر أن السيسى هو من أقنع مبارك بالاستبداد ومرسى بالفشل من أجل السلطة

دعك من كل ما رأيته وسمتعه خلال السنوات الثلاث الماضية ولا تلتفت إلى ما عاصرته، وصدق فقط ما يقوله لنا الإعلام الغربى، لأن الإعلام عندنا لا يقول الحقيقة، ولديه انحيازاته ومصالحه، بينما الإعلام الغربى لا يعرف الانحياز، ويقوم عليه ملائكة، الغرب يعرف أكثر، انظر هذا الإعلام فى الدول الديمقراطية، موضوعى وحيادى ويقول الحق ولو على رقبته. أما نحن فما علينا سوى تصديق ما يكتبونه لنا خصيصا، لأنهم أكثر معرفة وعلما وتقدما، وعلى المواطن أن يصدقهم لأنهم لا يأتيهم الباطل من أى جهة، وأن يسير وراء عربات الرش الأوروبية والأمريكية، ويبقى منبهرا فاغرا فاه فى استمتاع وتصديق وإعجاب بالموضوعية التى تتناثر فى كل مكان.

لا يفترض بنا أن نبقى أسرى نظرية المؤامرة، وأن نتصور أن العالم كله يخطط ويجهز، لكن عندما يقول لنا الإعلام الغربى إن هناك مؤامرة فعلينا أن نصدق، وإذا رأينا أى نوع من الخطط الخارجية فليس علينا أن نؤمن بنظريات المؤامرة. الغرب فقط وصحافته وإعلامه هم من يجب أن يحددوا لنا المؤامرة التى نصدقها، والمؤامرة التى نرفضها.

السيسى صنع كل شىء ليصبح رئيسا

كل من عاصر السنوات الثلاث الماضية وما قبلها، ومن كان يعارض مبارك ويرفض التوريث، وتزوير الانتخابات، كان يرى أن مبارك والحزب الوطنى يمارسون نوعا من الاستبداد، ويرفضون أى مطالب للمعارضة، لكن علينا أن نتجاهل ما رأيناه خلال 3 سنوات من ثورة وصراع وإخوان وسلفيين ومجلس عسكرى وأخطاء، فقد كان كل هذا الذى حدث ويحدث، إنما هو مخطط واضح ومحدد المعالم بدأ من عام 2010 من أجل أن يصعد عبدالفتاح السيسى إلى الحكم فى مصر، وكل ما جرى من حولنا كان تمثيليات، وخطط من أجل أن يترشح السيسى وينجح ويصبح رئيسا.

هذا ما كتبه البريطانى ريتشارد سبنسر ونشره فى جريدة التليجراف، حيث يقول إن السيسى وضع خططا للوصول إلى السلطة، منذ اللحظات الأولى لعلمه باتجاه مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال، وأنه وضع تقريرا يوصى بوضع الجيش فى حالة استعداد، ويقول الكاتب إن السيسى تنبأ منذ ثورة تونس ضد بن على بأن مبارك سيسقط، وبالتالى خطط لإنهاء مبارك ونظامه، كما أن السيسى هو الذى أقنع مرسى بأن يختاره وزيرا للدفاع، وأن مرسى أجرى اختبارات للسيسى ووجد أنه يتمتع بتدين وتقوى ولهذا اختاره وزيرا للدفاع خلفا للمشير طنطاوى الذى فكر فى الإطاحة به.

الكاتب بالرغم من خياله الواسع، لكنه يبدو غارقا حتى أذنيه فى نظرية المؤامرة التى يبذل الغرب جهودا كبيرة لإقناعنا بأنها غير صالحة للاستهلاك السياسى، دعك من ركاكة كبيرة يحتويها تقرير التليجراف، والتناقضات التى يتضمنها، والتى تذهب أحيانا إلى أن السيسى خطط منذ 2006 عندما كان يدرس فى أمريكا، ووضع دراسة يرى فيها الخلافة أفضل من الديمقراطية، ثم إنه يقول إن السيسى فكر فى 2010 فى أن يستعد الجيش لتسلم نظام مبارك. لكن الكاتب يبدو ممتلئا بالاقتناع وهو يشير إلى أن السيسى خطط ودبر منذ البداية.




أقنع مبارك بتزوير الانتخابات ومرسى بالاستبداد والفشل

وحسب هذه النظرية التى يسوقها تقرير سبنسر فإن السيسى هو الذى أقنع مبارك والحزب الوطنى بتزوير انتخابات البرلمان 2010، بواسطة أحمد عز واستبعاد المعارضة من كل مقاعد البرلمان، كما أان السيسى حسب نظرية الكاتب البريطانى هو الذى جعل مبارك يدلى بتصريحه المستفز عن المعارضة «خليهم يتسلوا»، كما أن السيسى هو الذى صنع مظاهرات 25 يناير وجمعة الغضب وباقى الخطوات التى انتهت بتنحى مبارك، وحسب نظرية الكاتب البريطانى، فإن عبدالفتاح السيسى هو الذى دفع لنجاح الإخوان بأغلبية مجلس الشعب، وهو الذى دفع بأنصار الجماعة فى الفضائيات والندوات ليطلقوا تصريحاتهم التى كفروا بها المختلفين معهم، وهو الذى أقنع مرسى بالإعلان الدستورى والجماعة بحصار المحكمة الدستورية العليا لأسابيع وحصار مدينة الإنتاج، وهو الذى أقنع مرسى برفض كل مطالب المعارضة وباختيار رئيس وزراء فاشل وقرارات عشوائية ومعادية، ورفض أى تراجع فى مواجهة المعارضة، وبهذه الطريقة فإن الكاتب يصنع من السيسى مخططا ولاعبا وحيدا، بغض النظر عما جرى، كما أنه يتجاهل المظاهرات ودور الجماهير التى خرجت فى 25 يناير، فى مواجهة مبارك وفساد نظامه، وأيضا الجماهير التى خرجت فى 30 يونيو، وكأن كل الشعب المصرى كان يتحرك بسحر شخص واحد هو عبدالفتاح السيسى.

المصادر المجهلة.. مستشارون يقولون أى حاجة

التوثيق أهم ما يفترض أن تستند إليه التقارير الصحفية ذات المصداقية، لكننا خلال شهور نقرأ تقارير فى صحف لها اسمها تنسب إلى «مصادر رفضت ذكر اسمها» أو كما قال «ضابط كبير».. أخبرنى «سائق تاكسى» إلى آخر القائمة من المصادر المجهلة، والنتيجة أن الكثير من التقارير الأجنبية التى اعتادت الأجهزة الغربية إطلاقها، فإن سبنسر ينقل عن مصادر مجهلة يسميهم «مستشارين كبارا»، ولا ينتبه إلى تناقضات واضحة منها أنه يقول إن السيسى لم يكن معروفا إلا عندما تولى وزارة الدفاع مع مرسى، وأخرى يقول إن وضع دراسة حول مستقبل مصر أواخر عام 2010، عندما كان رئيسا للاستخبارات، «بناء على طلب من رؤسائه، الذين كانوا ينظرون إليه على أنه وزير دفاع مصر المقبل»، ويقول إنه كتب دراسة عام 2006، وإنه فى دراسته قال إن مبارك سيسعى إلى تسليم قيادة البلاد لابنه جمال فى مايو 2011، الأمر الذى قد يسبب اضطرابات شعبية، ويواصل الاستناد إلى «كبار المستشارين الذين يتحدثون له».




تجاهل دور الشعب فى ثلاث سنوات

ويكاد الكاتب أن يجعل من السيسى مخططا لثورة تونس، وثورات الربيع العربى، ولا يظهر سوى الدكتور حسن نافعة كمصدر ظاهر يتحدث بشكل تحليلى يوظفه كاتب التقرير ليبرهن على نظريته بأن السيسى صاحب كل الخطط والأفكار والتحركات، وأنه وجه كل التحركات والمصادمات لصالحه حتى يتولى الحكم.

ولم ينتبه كاتب تقرير التليجراف إلى أن السنوات الثلاث وما قبلها شهدت الكثير من التحركات والخطوات، وأنه لو كان بالفعل خطط لهذا كله فلا شك أنه صاحب عقلية فذة يصعب توافرها، فقد أقنع مبارك بالاستبداد، وأقنع طنطاوى بالنزول، وأقنع مرسى باختياره وزيرا للدفاع، ثم أقنع جماعة الإخوان بالفشل والعداء للشعب، ثم جنى ثمار كل هذا.

التقرير الذى نشرته التليجراف بالطبع بالرغم من تهافته وركاكته وكونه تجميعا أرشيفيا، لكن كاتبه خواجة وناشره التليجراف وهى أمور كلها تمثل عنصر جذب لمدمنى التقارير الأجنبية.



هم بشر ونحن بشر

لكن هل يعنى هذا كله أن علينا ألا نثق فى الإعلام الغربى تماما، وأن نتجاهل ما يكتبونه؟ بالطبع لا، لكن ربما كان أهم ما يفترض أن نطلع به، أن السادة فى الإعلام الغربى لم يكونوا أبدا ملائكة، وأن الكثير من الصحف والفضائيات لها اتجاهات وتعمل لصالح نفسها ومموليها من جهة، كما أنها كثيرا ما تخضع لتأثيرات وتدخلات الأجهزة فى بلادها، كما أن محرريها فى النهاية بشر يخضعون لما يخضع له البشر من تأثيرات، والأهم أن الإعلام الأمريكى لم يكن محايدا ولا موضوعيا طوال الوقت، وكثيرا ما وقع فى أخطاء لم يعتذر عنها.


الجارديان وتقرير مبالغ فيه بلا وثيقة
وحتى لا نقع فى دائرة التعميم فإن صحيفة الجارديان البريطانية، وهى إحدى كبرى الصحف البريطانية، بعد قيام ثورة يناير، نشرت تقريرا شهيرا عن ثروة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قالت إن ثروته فى الخارج 70 مليار دولار، هو وأسرته، وهو تقرير شهير استندت إليه الصحافة العالمية والمصرية، ثم اتضح أن الجارديان نقلت من كتاب منقول من موقع إلكترونى غير موثق، وأن المصادر كلها «مضروبة»، ولم تصحح الجارديان التقرير ولم تعتذر عنه، طبعا الفساد موجود لكن لا يعنى هذا نشر تقارير مبالغ فيها وغير موثقة.
ولا نقصد نفى الفساد، لكن ما ظهر بعد ذلك فى القصور الرئاسية أو غيرها لم يصل إلى الرقم الذى أعلنته الجارديان وبنى عليه كثيرون استنتاجات، اتضح عدم صحتها، ثم إن الصحيفة عندما خاطبتها جهات التحقيق تطلب منها وثائق الموضوع اكتشفت أنها كلها مصادر مجهلة ومشكوك فيها. وللأسف بسبب عقدة الخواجة تعاملنا مع التقرير على أنه صحيح وهو ما أدى فى النهاية لتشتيت الجهود.

الجارديان نفسها نشرت قبل أيام تقريرا بعنوان «وجه السيسى الآخر»، دست فيه أقوالا منسوبة لنشطاء أو سياسيين أفراد لم توثقه، ونقلت عن ناشط أن السيسى غضب عندما سمع من يصف مبارك بأنه فاسد، ووصف السيسى بأنه «يرى الخلافة نموذجا مثاليا للحكم»، ينقل باتريك كينجسلى عن «أحمد سيف  أنه التقى الرئيس القادم لمصر قبل أن تسمع عنه جموع الشعب، وقبل تنحى مبارك، وأن السيسى قال لهم كلاما يحثهم من خلاله على «احترام حسنى مبارك والقيادة العسكرية، ولماذا عليهم العودة إلى بيوتهم وترك الميدان».
طبعا تقرير الجارديان يتناقض مع تقرير سبنسر وغيره، لأن السيسى لو كان يخطط للحكم، فلا شك سوف يحرض على مبارك، أو على الأقل يصمت.




قال لى طبيب أسنان
وكما قلنا فالهدف ليس إثبات أن الإعلام الغربى كله يكذب، أو أن إعلامنا لا يأتيه الباطل من بين يديه، فنحن بالفعل نعانى من أزمة نعرفها وتحتاج إلى حل، لكن القضية أننا طوال 3 سنوات وأكثر نتعرض لتقارير أجنبية، تنشرها صحف لها اسمها، كثير منها يستند إلى مصادر فردية أو مجهلة، أو أنها تضع الرأى الواحد مكان الوثيقة وتعتبره نهائيا، وغالبا ينزل المراسل على مصادر محددة، تمثل اتجاها واحدا، حقوقيا أو ناشطا، فيقول رأيه، فيتخذ هذا الرأى حجة ووثيقة، ومعروف أن هناك سماسرة معروفين فى مصر يحصلون على مقابل القيام بدليل للمراسلين الأجانب فى وسط القاهرة، أو يحصلون على منافع متبادلة، تتمثل فى سفريات أو مؤتمرات، وبالطبع فإن عددا من الوجوه الناشطة التى لمعت خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد الثورة، وسافروا لشرح الثورة أو المشاركة فى مؤتمرات، كانوا ممن تم تلميعهم، وتصديرهم من خلال نفس الإعلام، وهو أمر لا يمكن تعميمه، لكن خلافات بين النشطاء كشفت بعضه.


غزو العراق ويورانيوم النيجر.. الأمريكان أيضا يكذبون
وما نريد قوله أن هناك إعلاما موضوعيا أو يحاول أن يكون موضوعيا، فى الغرب أو أمريكا، لكنه فى النهاية يمثل مصالح وثقافة، وقد رأينا كيف تم تجييش الإعلام الأمريكى فى حرب جورج دبليو بوش ضد الإرهاب بعد 11 سبتمبر، وكيف مهد اليمين الأمريكى لغزو العراق، ورأينا صحفا شهيرة مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، ونيوزويك، تؤكد امتلاك العراق وصدام أسلحة الدمار الشامل، وتم اختراع قصة النيجر، وتقارير المخابرات التى تم تعميمها، بأن صدام سعى لعقد صفقات للحصول على الوقود النووى من النيجر، ويومها امتلأ العالم بالخطر من أسلحة الدمار، وتم غزو العراق وتدميره، ولم تظهر أسلحة الدمار الشامل فى العراق ولا غيره، كما أن الديمقراطية لم تتحقق، ونتذكر أن أسماء كتاب ومفكرين أمريكان تم ترويجهم بأنهم يعرفون لعل أشهرهم كان الكاتب الأمريكى توماس فريدمان، الذى كان مشهورا فى مصر والعالم العربى أكثر من الأهرام، وتم اختراع وتدشين ظاهرة «توماس فريدمان» فى الإعلام العربى بمعرفة ودعم أمريكى.. ترك عدد كبير من المثقفين المصريين أفكارهم وتفرغوا لمتابعة السيد فريدمان وأصبح كل ما يقوله أو لا يقوله الأستاذ فريدمان مثيرا ومحفزا لغدد الاستراتيجية والتكتيك لدى المعجبين به وأنصاره، خاصة هؤلاء الذين كانوا يحملون خاتم النخبة وينتسبون إلى فريق «التفكير الاستراتيجى، تعاملوا مع فريمان منذ بداية وصوله بوصفه من المكشوف عنهم حجاب الأستار والمتنبئين بالمستقبل البعيد، انطلق أساتذة الاستراتيجية العميقة يبشرون بأفكار السيد فريد حول السيارة الكاديلاك وشجرة الزيتون، والتى ضمنها كتبه المختلفة، وبزغ على شاشات التلفزة المصرية والعربية، ومستضافا من مريديه فى مراكز الأبحاث الاستراتيجية، واتضح بعد شهور أن سلاح الدمار أكذوبة وأن تدمير العراق لم ينتج ديمقراطية، وواصل الأمريكان أكاذيبهم، ويومها لم يعترف أى من هؤلاء الذين صنعوا الكذبة أنهم خدعوا القراء والعالم.




هم يكذبون أيضا
كل هذا يعنى بالنسبة لنا أن الغرب أو الإعلام هو إعلام يعبر عن مصالح، وأنهم يقعون فى أخطاء كثيرة، بل ربما كان خضوع الإعلام الأمريكى للسياسات الإمريكية واضحا، فإن ما ينشر الآن يحتاج إلى أن يخضع للمنطق، وألا نأخذه على عواهنه، كما هو، بل نكتشف تناقضاته وأخطاءه، ونعرف أن الكثير مما ينشر فى الصحف الغربية يخضع لما يخضع له إعلامنا.










موضوعات متعلقة..


الجارديان وديلى تليجراف وواشنطن بوست ونيويورك تايمز تنفذ خططاً أجنبية لتدمير مصر وتتقاضى المقابل ثورة 30 يونيو كشفت عملية التزييف التى تقوم بها الصحف الأجنبية لخدمة مصالح دولية

الإعلام الغربى يواصل نشر الأكاذيب وتشويه الحقائق عن مصر الصحف البريطانية تخصصت فى الكذب على المصريين والبداية كانت بتقرير امتلاك مبارك ثروة 70 مليار دولار





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة