أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة لدى جامعة الدول العربية، على أن مصر القوية تعد الركن الأساسى فى الأمن القومى العربى، وأن الجامعة والشعوب العربية والآسيوية والأفريقية جميعها مع استقرارها.
وقال صبيح – فى تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى عمان على هامش مشاركته فى الدورة الـ 89 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب فى الأراضى العربية المحتلة المنعقدة حاليا فى مقر دائرة الشئون الفلسطينية التابعة لوزارة الخارجية الأردنية – "نهنئ الشعب المصرى على ما حققه ونوقن تماما بأنه قادر على أن يقوم بمهمة حماية الأمن القومى.. فهو كنهر النيل لا يفيض إلا عندما يغضب".
ونبه إلى أن المنطقة العربية تمر بأخطر مراحلها، وما يحدث فى دولها منذ فترة يجعلها فى وضع صعب للغاية، حيث إن هناك محاولات تستهدف تمزيقها إلى دويلات، لافتا إلى ما تشهده العراق وسوريا والسودان وليبيا وأيضا مصر، قائلا "إن لبنان أيضا بات على حدود الخطر إلا أن الأمل الوحيد جاء من مصر فى انتخاباتها، وموقف الشعب المصرى المذهل".
وتطرق صبيح إلى قضية فلسطين قائلا "إنها تعد بمثابة الخندق الأول الذى يدافع عن الأمة العربية، وعن مقدساتها منذ فجر التاريخ وحتى الآن"، داعيا الأمة العربية والإسلامية لدعم صمود الفلسطينيين عامة، والمقدسيين خاصة، منوها فى الوقت ذاته بصمود الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى.
وتساءل: هل يجوز أن يكون هناك غياب للأمة العربية عن دعم الفلسطينيين والأسرى والقدس، خاصة وأن الإسرائيليين وضعوا 17 مليار دولار أمريكى لتهويد المدينة المقدسة، داعيا العرب إلى ضرورة الانتقال من حالة الانشغال بقضايا أخرى، والتنبه إلى الخطر الرئيسى الذى يستهدف التطهير العرقى والهيمنة على الدول العربية وكل الأمة.
وأعرب الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة لدى جامعة الدول العربية عن تفاؤله، رغم كل هذه الإجراءات الإسرائيلية، قائلا "إننى متفائل لأن التاريخ لا يسير خطأ وكل ظالم وبعيد عن هذه الأرض وثقافتها وتسامحها سيندحر وسيمضى، وستبقى فلسطين هى أرض التسامح والتعايش والأديان والحضارات".
وحول إعلان إسرائيل عزمها مقاطعة حكومة الوفاق الوطنى، أجاب صبيح بأن إسرائيل تقاطع كل شىء، سواء العرب أو المسلمين أو المسيحيين، كما بدأت تتهجم على الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعلى وزير خارجيته جون كيرى وعلى كل من يتحدث عن التهويد والتطهير العرقى وبرامجها العنصرية فى فلسطين، وهذا فى رأيى يعطى أملا بأن هذه القيادة الإسرائيلية لا ترى فهى عمياء ومغرورة وعنصرية، وعادة هؤلاء الذين يخسرون فى التاريخ.
وعن إمكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، قال صبيح "إننى أحترم ما يذهب إليه الرئيس الفلسطينى محمود عباس فهو رجل حكيم ويعرف ماذا يريد"، مشيرا إلى أن أبو مازن يريد خلال المفاوضات القادمة تحديد الحدود، ولكن إسرائيل لا تريد ذلك، فهى لا تريد دولة فلسطينية ولا شعبا فلسطينيا بل دويلات عربية".
وأفاد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة لدى جامعة الدول العربية، بأن كل الدول العربية تقف مع أبومازن فى هذا الأمر، مؤكدا على أن مبادرة السلام العربية تعد الخيار الاستراتيجى فى هذه المرحلة.
وفيما يتعلق بزيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة ودعوته للرئيسين الفلسطينى والإسرائيلى لزيارة روما، قال صبيح إن زيارة البابا جاءت فى توقيت مهم، حيث صلى أمام الجدار، وزار مخيم الدهيشة وتناول الغداء مع أسر فقيرة، وهذا كله عبارة عن رسالة للعالم، مفادها انظروا إلى هذا الظلم الذى يقع على الفلسطينيين، والذى يجب أن يتوقف، لذا فهم غير سعداء فى داخلهم.
أما فيما يتعلق بدعوة البابا لشيمون بيريز وأبومازن لزيارة روما، قال صبيح إن أبومازن سوف يذهب وسيقول كلمة الشعب الفلسطينى والأمة العربية فيما يخص الأراضى والمقدسات فى فلسطين، وهى مقدسات إسلامية ومسيحية، ولن ننسى العهدة العمرية، أما الرئيس الإسرائيلى فإن مواقفه معروفة فمرة يدلى بإشارات مع اليمين وأخرى مع اليسار، علاوة على أنه سيمضى حيث الآن هناك معركة على الرئاسة فى إسرائيل.
وعن دعم الفلسطينيين ماديا، أفاد صبيح بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى يكتب شهريا تقارير فى هذا الأمر إلى الدول العربية، لذا نناشدها بأن تستكمل حصصها، لأن الفلسطينيين عليهم الآن ضغط شديد وتهديد مالى، وهناك استحقاقات مالية كبيرة قادمة فى قضية المصالحة، قائلا "إن الـ 100 مليون دولار شهريا واجبة لأنها شبكة أمان".
ودعا المنظمات الأهلية والشعبية والاتحادات والنقابات والأحزاب والأفراد والبرلمانات إلى تقديم الدعم للفلسطينيين، وخاصة المقدسيين، قائلا "يستطيع كل عربى ومسلم أن يدفع للقدس دولارا واحد فى العام، لأن مساعدتها فرض عين على كل شخص، إذا وجهنا هذه السياسية المالية فإن إسرائيل سترتدع".
وحول الأسرى الفلسطينيين، قال صبيح إن الشعب الفلسطينى كله موحد حول الأسرى، ونحن فى الجامعة العربية عقدنا حتى الآن مؤتمرا دوليا وذهبنا بقضيتهم إلى الأمم المتحدة، وأوجدنا صندوقا لدعمهم، ودفعت العراق مليونى دولار، ونتمنى من باقى الدول أن تدفع وأيضا الأفراد فهناك 20 ألف محرر بحاجة إلى رعاية.
وفيما يتعلق بالخلاف القائم حول وزارة الأسرى بين فتح وحماس، أوضح صبيح أن أبومازن يتعرض لضغوط خطيرة من قبل الكونجرس ودول أوروبية لا تريد أن تدفع أموالا إلى السلطة الفلسطينية إذا كان بعضها يذهب للأسرى، ولكن إذا ما أوجد هيئة عليا أو دائرة بنفس المهام والعمل والتصور والتحرك على المستوى الدولى فى إطار منظمة التحرير، فأعتقد أن الأمر سيان، وهذا يخضع لتقديرات القيادة الفلسطينية فى كيفية أن تساعد الأسرى والشعب الفلسطينى.
السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة