سعيد الشحات يكتب: 3 يونيو 1899.. "محمد عبده" مفتيا لمصر ويقول: "مكثت عشر سنوات لأكنس وساخات الأزهر من دماغى"

الثلاثاء، 03 يونيو 2014 08:46 ص
سعيد الشحات يكتب: 3 يونيو 1899.. "محمد عبده" مفتيا لمصر ويقول: "مكثت عشر سنوات لأكنس وساخات الأزهر من دماغى" محمد عبده

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"فضيلة حضرة الشيخ محمد عبده، مفتى الديار المصرية، بناء على ما هو معهود فى حضرتكم من العلامة وكمال الدراية، قد وجهنا لعهدكم وظيفة إفتاء الديار المصرية، وأصدرنا أمرنا هذا لفضيلتكم للمعلومية، والقيام بمهام هذه الوظيفة وقد أخطرنا الباشا رئيس مجلس النظار بذلك".

كان هذا هو نص أمر الخديوى "عباس حلمى الثانى" بتعيين "الشيخ" مفتيا للديار المصرية فى مثل هذا اليوم "3 يونية 1899"، ويعد المرسوم فى تاريخ منصب الإفتاء تحولا فى العلاقة بين هذا المنصب ومشيخة الأزهر، حيث كان منصب الإفتاء يضاف إلى وظيفة مشيخة الأزهر، فأصبح الشيخ محمد عبده أول مفتى مستقل فى تاريخ مصر.

يظل "محمد عبده" علامة فارقة فى تاريخ التنوير بمصر، والذى وضع قضية الفعل الوطنى فى قلب مساره كرجل دين انحاز للثورة العرابية بقوة، وتم نفيه بسببها ثلاث سنوات، وصلت إلى ست سنوات قضاها بين بيروت وفرنسا حتى صدر العفو عنه وعاد إلى مصر.

لم يتخلف عن معارضة الحاكم المستبد بل كان من رموزها الكبار، واللافت فى قضية تعينه مفتيا طبيعة العلاقة بينه وبين الخديوى عباس حلمى الثانى، فرغم أن "الخديوى" عينه مفتيا، إلا أنه ووفقا لسيرته الذاتية التى حققها الكاتب "طاهر الطناحى" وصدرت عن "دار الهلال": "كان يقف من العدالة وحق الوطن ما اشتهر عنه فى عدة مواقف حتى أصبح العدو الأكبر للخديوى عباس"، ويروى "الطناحى"، أن بعض المنافقين لـ"الخديوى"، والموالين للعائلة الخديوية سنة 1902 دعوا "الخديوى" إلى لاستعداد لإقامة ذكرى جده محمد على بمناسبة مرور مائة عام على حكمه فى مايو 1905، فوجد "الأستاذ الإمام" فى الاحتفال بالذكرى تقديسا للاستبداد، وكتب مقالا فى مجلة المنار عام 1902، وضعه "الطناحى" فى تحقيقه لسيرة "الإمام" قال فيه عن محمد على: "أخذ يرفع الأسافل ويعليهم فى البلاد والقرى، كأنه كان يحن لشبه فيه ورثة عن أصله الكريم حتى انحط الكرام وساد اللئام، ولم تبق فى البلاد إلا آلات له يستعملها فى جباية الأموال وجمع العساكر بأية طريقة".

فى سنوات شغله لمنصب الإفتاء والذى استقال منه عام 1905 ورحل عن عالمنا فى نفس العام، أصدر فتاوى هامة شمل 80% منها مشكلات خاصة بالحياة المالية والاقتصادية ومشاكل الأسرة، ولأنه كان تنويريا بامتياز اصطدم بمشايخ الأزهر دائما، وحسب ما جاء فى أعماله الكاملة التى حققها الدكتور محمد عمارة، قال عن هؤلاء المشايخ، أنه مكث عشر سنين وهو يكنس من دماغه ما علق فيه من وساخة الأزهر، ولم يبلغ ما أراده من النظافة.

لم يتورع نعت الأزهر بـ"الاسطبل" و"المارستان" و"المخروب"، ولهذا رد عليه شيوخ الأزهر بما يعيب والدته بكلام بذىء، وكتبوا عن أستاذه جمال الدين الأفغانى كتابا بعنوان "تحذير الأمم من كلب العجم"، وكتبوا عن محمد عبده كتابا بعنوان: "كشف الأستار فى ترجمة الشيخ الفشار".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة