التقيت بالطالب عبدالله عاصم، المخترع الصغير، خلال زيارته لجامعة كالتك التى أعمل بها فى مدينة لوس أنجلوس. طرق عاصم باب مكتبى ولم يخنى ظنى أنه ضحية بعض وسائل الإعلام المتسيبة، التى جعلت منه مجرماً فى طرف وبطلاً فى طرف آخر. لم أكن أود التعليق على هذا الموضوع، ولكن لولا زيارته لى وإحساسى بالمسؤولية تجاه أى مصرى مغترب، وأن الموضوع تخطى حجمه بكثير. الحقيقة أن هذا الشاب الصغير يبحث عن فرصة للتعلم ولا يرغب فى اختصام بلده بأى شكل من الأشكال. عبدالله تملأه مشاعر وطنية نبيلة، وجاء هنا لتمثيل مصر ورفع اسمها عالياً، وحزنه وحسرته لعدم فوزه بالجائزة لعدم توافر الوقت الكافى لتحضير تجربته نتيجة لاحتجازه، تسبب فى حالة الخوف والإحباط من العودة، فلقد كان الفوز بالجائزة حلمه منذ سنوات، فكان قراره أن يبقى وألا يعود حتى يحقق حلمه. الشاب قليل الخبرة بحكم سنه الصغير، ولا يدرك حجم التخبط الإعلامى المحيط به، هو يحتاج إلى النصح والمساعدة حتى لا تستغل تصريحاته للإساءة له أو لصورة دمصر فى الخارج، وبصفتى أستاذ جامعى لا يمكن أن أبخل بنصح أى طالب يطلب منى المساعدة، والحقيقة أن تشويه الحقائق العلمية فى بعض وسائل الإعلام وعدم التعامل بموضوعية مع القضايا العلمية، هو سبب هذه الأزمات المفتعلة، فلا تلوموا عاصم ولا تلوموا الوزير، اقفل التليفزيون وفكر كإنسان، طول ما احنا بنزايد على بعض فى الوطنية عمرنا ما هانبنى وطن يجمعنا.
هذا ما كتبه العالم الشاب عصام حجى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العلمية، إذا تأملت هذا الحديث الموضوعى المهذب وقارنته بالبذاءات التى انطلقت تنهش فى طفل عبقرى تعرض للظلم، وكان رد فعله فى مقابل ما شعر به من خوف على مستقبله، ستدرك أن لغة العلماء تختلف عن كثير ممن استولوا على منابر إعلامية وحولوها لأدوات للهدم.
اختلف مع المخترع الصغير كما تحب، لكن عليك أن ترفض تخوينه، وعليك أن ترفض الظلم العشوائى الذى يحول كنوزا من البشر إلى مجرمين وإرهابيين فى لحظات، أما عن تعاملنا مع البحث العلمى وقيمة العلم بشكل عام، فلا بد أن يتغير، إن الاستثمار فى عالم واحد بحجم أحمد زويل قد يدفعنا خطوات واسعة للأمام وجزء أساسى من الطفرات الاقتصادية فى العالم حدث بسبب تبنى أنظمتها للعلماء والإنفاق عليهم بسخاء، وتيسير كل العقبات أمامهم، والسؤال: هل هذا ما يحدث فى مصر؟
إذا قرأت إحصائيات تتحدث عن العلماء المصريين بالخارج، ستنبهر من تخصصاتهم ودرجاتهم العملية والعلمية الرفيعة وإنجازاتهم التى جعلتهم فى الصف الأول من العلماء فى الدول التى يقيمون بها، لماذا لا تستفيد مصر من هؤلاء؟ سؤال متكرر من عشرات السنين وبلا إجابة حتى الآن، لأن كل جهة تلقى باللوم على الجهة الأخرى وتضيع المسؤولية بين الجميع. نحتاج إلى مشروع قومى حقيقى، ولتكن له وزارة خاصة تعنى بالاستفادة من كل هذه العقول المصرية المهاجرة التى تستطيع أن تخرج مصر من كبوتها، لن ننهض إلا بالعلم، فلنسعى إليه ولا نطارد العلماء ومشاريع العلماء، مصر تستحق ما هو أفضل فلنصنعه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
إتكلم عن نفسك وعلى قدك
ويا ريت تختفى
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا مصرى
انت تاني
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسن
وزارة المشروع القومي
فكرة مش وحشة، و ممكن يرأسها د. فاروق الباز
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده كمال
انصرف
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
ياكبير البلد محتاجه علماء وسياسيين يعشقوا ترابها ولا البوب معلمكش كده؟
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
انتهت الفوضي يا نجار
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
على فكره زويل حاجه كبير ماينفعشى يتحط مع الاسماء دى
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد على
تدليس منك ,, لان الولد دخل المسابقه لكن ماحصلشى على المركز
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد العطار
انت تااانى يا دبدوب ......
التعليق فوق .....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أنور
إرحمنا بقى