لاشك أن مصر فى الفترة الأخيرة وخاصة بعد سقوط نظام مبارك كانت ولا زالت فى حاجة ماسة إلى الهدوء والاستقرار، لكى تسير القافلة فى أمان وتفوت الفرصة كاملة على كل العوامل الخارجية التى تعبث بالداخل، فكلنا يعلم علم اليقين أن يوم تخلى الرئيس الأسبق عن السلطه مجبرًا كان بمثابة عيد الحرية للمصريين، وكأنه انجلى ظلام دامس وفك قيد حارس كنزول الغيث على اليابس فحل الدفء لليلة، كان بردها قارصًا. فعمت الفرحة الشارع المصرى وتفاعل معها الكبير والصغير آنذاك، وكانت تلك الثورة الرائعة والتى ترعرعت واكتمل نصابها بسبب دماء أبنائنا وبناتنا ولم يخطر ببال أحد فى ذلك الوقت أن الداعين لهذه الثورة وعلى وجه الدقة وبالتحديد البعض منهم لم يكن يهمهم أن تستقر البلاد فتغيرت الشعارات من مطالب لعيش وحرية وعدالة اجتماعية إلى مطالب لسلسلة من السقوط، وزادت حدة هذه المطالب بعد دخول الإخوان اللعبة السياسية بطريقة مباشرة وصريحة، وبدأوا فى المراوغة السياسية ما بين نظام مترنح آيل للسقوط وبين ميدان هائج مصمم على سقوط النظام، فاختاروا الوسيلة الأسهل للوصول للحكم وهى دخول الميدان بقوة. ولأنهم جماعة منظمة استطاعوا التحكم فى تلك الحشود وتوجيههم لتحقيق المراد. ولما سقط النظام تعالت الأصوات مطالبة بسقوط الجيش بحجة يسقط حكم العسكر، وفى الحقيقة كان ذلك كله يحدث فى ظل توافق تام وتضامن بين التيارات السياسية والحركات الشبابية جميعها مع الإخوان المسلمين كانوا سمن على عسل لا تخوين ولا تشكيك أضف إلى ذلك أن الشعب المصرى متدين بطبعه والغالبية مسلمين يعشقون الشريعة الإسلامية ويحنون ويتفاعلون مع من يتلامس مع وازعهم الدينى وهذا شىء رائع ومقبول، وخاصة بعد إعلان الجماعة عدم ترشح أى منها للرئاسة، ثم رشحوا المهندس خيرت الشاطر ولما استبعد من السباق تم ترشيح الدكتور مرسى وهنا انكشفت النوايا. فيوم إعلان نتيجة انتخابات جولة الإعاده بين الفريق شفيق والدكتور مرسى لم يمهلوا القضاء إعلان النتيجة فاستشعروا الخطر، وذهبوا إلى الميدان مرة أخرى، ولكن هذه المرة هم فقط دون غيرهم ليعلنوها صراحة، إما النجاح وإما عدم الاستقرار فأغشاهم حب السلطة عن رؤية أنهم يلقون بأيديهم إلى التهلكه. فبدأ مسلسل التخوين والتشكيك والانقسام بين الجميع، فإذا رأينا الانقسام بين التيارات السياسية مقبولا لأن السياسة لعبة غير نظيفة، فلم يكن مقبولا أبدًا الانشقاق والانقسام بين التيارات الإسلامية، ليكون ذلك بدايه لعام الفشل الإخوانى، فرأينا رئيس لم يع ما حوله ونظام يعتمد على جماعة لم تستطع حماية نفسها، فكيف تحمى مصر وتكون رمزًا للدين. فأرادت الاستحواذ على كل شىء وأعطت الفرصة للجميع كى يعاديها، وكنا نعتقد أن المجلس العسكرى هو الذى يدير البلاد فتركوها باتفاق ناعم للرئيس مرسى، الذى حدث فى سنة واحدة هى فترة حكمه أكبر نسبة اختلاف بين المصريين، فاختلف المصريون فى كل شىء فى الكلام وفى الانتماء، وفى الفكر حتى إن الأحداث كادت أن تصل إلى صراع طائفى بين التيارات السياسية والدينية لنكتشف أنها لعبة خارجية منظمة من بدايتها كان هدفها أن تدخل مصر فى مستنقع الفتنة الطائفية لنخوض غمار الحروب الأهليه بأيدينا وأنفسنا وبتوجيهات خارجية يهمها التحكم فى المطنقه العربية، فلولا عناية الله لمصر والمنحة الإلهية المتمثله فى الجيش المصرى، والذى أثبت بعد النظر ودرايته الكامله للأمور وهو سند المصريين وعونهم لتفويت الفرصة على العابثين فى البلاد وبخطة عسكرية محكمة تم إنقاذ مصر من الغزو الفكرى الخارجى ليبقى الاختلاف الداخلى. والمتمثل فى المؤيدين للإخوان والمؤيدين للجيش، فيجب أن نعترف أن هناك رواسب لبقايا أزمة اختلاف حقيقية لم يعرف عواقبها إلا الله، ويجب أن لا نغض الطرف عنها ولن يتحقق الاستقرار الكلى والأمان إلا بحل هذه الأزمة المعقدة ويحز فى نفسى ويئن قلبى ألمًا، كلما أسمع بأن ما يحدث فى مصر الآن هو انتصار على الدين وكره من حاقدين على الإسلام والمسلمين، فالاختلاف واضح بين الأخ وأخيه والصديق وصديقه والزوجة وزوجها، فيا سيادة المشير نداء من مواطن مصرى لا يهمه سوى الهدوء والاستقرار. اجعل التوافق الشعبى والمصالحه الحقيقيه والتوفيق بين جميع الأطراف بداية لحكمك فمهما كانت درجة الاختلاف فى مصر لم تصل بعد إلى ما كانت عليه فى جنوب أفريقيا من عنصرية طاغية فائقة مرعبة، ولكن بالإيثار والتضحية والتنازل، استطاع نيلسون مانديلا احتواء الأزمة وتحقيق التوافق فاستقرت الأمور، وفاز الجميع وازدهرت الدولة، واذكرك سيادة الرئيس بموقف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بمن آذوه وعذبوا أتباعه الصالحين، فكان مثالا للتسامح والحب والخير صلوات الله وسلامه عليه، وكانت كلماته "اذهبوا فأنتم الطلقاء" أما أنتم أيها المصريون فحق الإنسان على الإنسان ثلاث الدم والمال والعرض فهيا نعيش فى أمان.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زووووم
حب السلطه
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmooooood
تفسير بسيط
عدد الردود 0
بواسطة:
جيمى الباشا
نعم للتوافق