تعتبر تجارة البشر آفة تهدد المجتمعات بما تمثله من انتهاكات وتحرش واستغلال، حيث يتم تجريد الضحية من الصفات الإنسانية وتحويلها إلى مجرد بضاعة من جهة العرض بغرض الاستغلال، وتجسدت مؤخرا فى ظاهرة بيع الأطفال لتجار المخدرات والسلاح.
وتحولت ظاهرة الاتجار بالبشر فى الآونة الأخيرة، إلى ما هو أشبه بـالمافيا أو العالم السرى للفقراء من الأطفال الذين يبحثون عن وسيلة يهربون بواسطتها من ظروفهم الاقتصادية الصعبة التى أضحت سمة من سمات حياتهم اليومية على الصعيدين الفردى والأسرى، حيث أصبحت تجارة البشر ثالث أكبر جريمة منظمة بعد تجارة السلاح والمخدرات، ومن أنواع الاتجار بالبشر تتلخص فى ثلاثة أنواع هى: الاستغلال الجنسى، السخرة أو العمل الإجبارى، تجارة الأعضاء البشرية.
ففى محافظة الشرقية، تم كشف النقاب مبكرا عن أخطر تشكيل عصابى للاتجار بالبشر، تدور أحداثه فى السطور الآتية.
عندما تلقى اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية، إخطار من العميد أسامة العزازى مأمور قسم ثانى الزقازيق، يفيد بضبط "عبد الله م ع " 20 سنة وشهرته ماكس مقيم الساحل القاهرة، لقيامه بخطف الطفل " حسين ر ح " 15 سنة ومقيم دائرة مركز الزقازيق، وتحرر له المحضر رقم 644/7 أحوال قسم ثانى الزقازيق، وبالعرض على نيابة القسم أمرت بمعرفة محمد الرفاعى وكيل أول نيابة القسم بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام لنيابات جنوب بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات والتحريات التى قام بها العقيد تامر السمرى الضابط بإدارة البحث الجنائى بالشرقية والرائد أحمد صالح رئيس المباحث ومعاونه النقيب إبراهيم الجهينى..حيث أعترف المتهم أمام وكيل النيابة بقيامه باستدراج الطفل " حسين " 15 سنة وبيعه بمائة جنيه لشاب اسمه إسكندر بالإسماعيلية.
تقابل "اليوم السابع" مع المتهم، الذى تبين انه أيضا ضحية لأصدقاء السوء والفقر، ويقول اسمى " عبد الله م ع " 20 سنة وشهرتى ماكس ومقيم بالساحل بالقاهرة، ولدى أخت واحدة عندها 16 سنة وهربت من أسرتى منذ 5 سنوات، عشان كنت بهرب من المعهد الأزهرى بسبب أصدقاء السوء، وكنت حافظ القرآن الكريم وأكملت تعليمى حتى الصف الثالث الإعدادى بالمعهد الأزهرى بالمنطقة التى أعيش بيها، وبدأت أبيع مناديل وأمسح سيارات فى إشارات المرور، وحضرت إلى محافظة الشرقية منذ 5 أشهر، بعد أن علمت من أصدقائى أن بها شغل حلو فى إشارة المرور.
وأضاف ماكس أنه اشتهر بهذا الاسم لأنه كان يربى كلاب وهو صغير، وأنه يكسب من بيع المناديل ومسح السيارات مائة جنيه يوميا، ينفق منها على الأكل والشرب والملابس.
وعن اتهامه بخطف الطفل حسين وبيعه، قال أنا قابلته فى محطة الزقازيق، وكان زهقان من أسرته وقال أن أبوه طرده فقلت له تعالى اشتغل معايا فى الإسماعيلية وهناك بعته لـ"إسكندر" وأعطانى عليه مائة جنيه، ثم قام إسكندر ببيعه، لكشرى "واعترف أيضا بسابقة بيعه للطفل "احمد ممدوح " 15 سنة وشهرته سوستة لإسكندر بمبلغ 250 جنيها، وينتهى دوره عند تسليم الأطفال لإسكندر ويعود للشرقية مرة أخرى.
وكشفت التحقيقات أن إسكندر يقوم هو الآخر ببيع الأطفال لشاب يدعى "كشرى " 22 سنة بالإسماعيلية، الذى يقوم بتشغيل مايقرب من 50 طفلا فى أعمار مختلفة بينهم طفلة عمرها عامان ونصف ويقوم الأطفال بالتعدى عليها جنسيا، فى بيع الخردة وإشارة المرور، ثم يأخذ منهم الفلوس، مقابل توفير الطعام والشراب لهم والنوم والكلة التى يتعاطونها، وأن كشرى يقوم بتجميع الأطفال فى مول مهجور، وأن من يزهق منه يهرب دون علمه، ومن يغضب عليه كشرى يقوم ببيعه للرأس الكبيرة "رأفت كباية" المقيم بمنطقة الجبل بالمنايف الذى يقوم بتشغيل الأطفال فى تهريب المخدرات والبانجو عن طريق وضعها فى أجوالة الخردة والقمامة التى يجمعوها.
فيما قال "رضا حسين" والد الطفل ويعمل سائق تاكسى، لليوم السابع، إنه لديه 4 أبناء غير حسين وهم " أميرة – صفاء –عبد الرحمن – منة " وأن حسين طالب بالصف الأول الثانوى، وحصل على 96%، عن سبب تركه المنزل، وقال الأب إن حسين خرج ليعمل فترة الإجازة الدراسية مثل باقى الزملاء، ولكنه كان يعمل بأعمال المحارة، دون مقابل، فحدث بنى وبينه مشادة كلامية وقلت له امشى من البيت، على أساس أنه سوف يخرج شوية مع أصحابه ثم يعود ثانى، بعد أن تهدأ الأمور، ولكنى فوجئت بتغيبه عن المنزل وبدأت فى رحلة البحث عنه منذ تغيبه من 15 يوما.
ويستطرد الأب الحزين، أنه بدأ فى رحلة البحث عنه، من خلال نشر صوره على جدران الحوائط والفيس بوك والنت، وبعد تغيبه بـ3 أيام أخدت صورته وذهبت بها بمدينة الزقازيق، لعلى أتوصل إلى أحد يكون شاهده، وبالفعل توصلت إلى رجل شاهده يجلس مع شاب اسمه " ماكس " بمحطة السكة الحديد بمدينة الزقازيق، وكان بيأكله كشرى، ثم ذهب معاه، فقمت بتحرير محضر بتغيب نجلى بمركز شرطة الزقازيق يحمل الرقم 5319 لسنة 2014 إدارى المركز.
وبدأت أبحث عن ماكس فى جميع شوارع مدينة الزقازيق، وبالصدفة كانت زوجتى برفقتى وطفلى الصغير نسير فى منطقة القومية بمدينة الزقازيق، وطلب طفلى الصغير سندوتس من محل، وعند قيامى بشراء الطعام له سمعت طفلين فى الخامسة عشر من عمرهما، يتحدثا..هو ماكس مش هيجيب لينا سندوتش أو مياه هنموت من الجوع، فبدأت أراقب ماكس وانتظرت حتى قام بتسريح الطفلين إلى عمارتين بالمنطقة، وساعدتنى الظروف بوجود قوة أمنية من قسم ثانى الزقازيق بمنطقة القومية برئاسة الرائد أحمد صالح رئيس مباحث قسم ثانى الزقازيق والنقيب إبراهيم الجهينى، وقمت بدفع ماكس على الأرض واستغثت بالشرطة، التى تحفظت عليه.
وعندما عرفت أن ماكس قام ببيع طفلى بمائة جنيه لشاب اسمه اسكندر بالإسماعيلية، بدأت أبحث عنه وتنكرت فى زى عرباوى وقبض عليه أثناء تواجده نائم بمنطقة "تبة الشجرة " عند تمثال أنور السادات، وقمت بتوثيقه وتسليمه لقسم أول الإسماعيلية، وصرفت فلوس كثير فى كل مكان أبحث عنه فيه، وعندى أمل فى عودة ابنى بس أنا حاسس أنه عند تجار مخدات ومش عارف يهرب منهم وعايز أقوله "ارجع ياحسين لاتخاف يابنى أرجع عشان أمك وأخواتك وعشانى. وأنا مستعد أسامح الى خطفه بس يسيبه وأتنازل عن المحضر وكل حاجة، وأشاد الأب بدور الشرطة فى البحث معه عن نجله وخاصة العقيد تامر السمرى مفتش مباحث المديرية.
بالفيديو والصور .. اليوم السابع ينشر التفاصيل الكاملة لأخطر تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالبشر وخطف الأطفال..ماكس خطف طفلا من الشرقية وباعه بالإسماعيلية بـ100جنيه و50 طفلا يعملون فى الخردة والمخدرات
الثلاثاء، 03 يونيو 2014 06:06 م
والد المجنى عليه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر الشرقاوي
ساعدونا في البحث عن طفلة