قد لا يخلو يوماً إلا وتجد الكوارث فى أماكن مختلفة من العالم، بل تجد أمورا مأساوية قد يصعب تصديقها، لذلك تجد البعض من شدة الخوف والرعب قد لا يرى الكون إلا بمنظور سوداوى، بمعنى أنه لا ينظر إلى الدنيا إلا من جانب واحد وهو الجانب السيئ.
وهناك العكس من يرى العالم من منظور مختلف مرة وهو جانب الخير، فهناك من يحاول أن يضع نهاية للعنف، وهناك من يحاول أن يبحث عن علاج لأمراض كثيرة، وهناك من يسعى إلى مساعدة الفقراء، وهناك من يحاول الارتقاء بمن حوله بالدين والعلم.
يجب أن نتطلع للمستقبل المشرق مهما كانت الأحداث التى نمر بها قاسية، فكر فى احتمالات بديلة لما قد يحدث لك، لأنه لا مفر من عمل الخير، فالإنسان الأكثر سعادة هو من يركز على التطور والتغير والتبدل من أجل رؤية المستقبل والغد بصورة أفضل، وعلى العكس هناك من يلعن ظروفه ومشكلاته ودائماً يرى الصورة سوداء، ويصاب بالقلق والتوتر والتردد، مع أن الحياة لا تحتمل كل هذا، لابد من نظرة مغايرة إذا أردت أن تحيا بصورة مشرقة.
ليست المشكلة فى حدوث انتكاسة أو إخفاق فى أمر ما، ولكن يتوقف ذلك على نظرة الشخص نفسه للحدث وإلى أسبابه والنتائج المترتبة على ما حدث، فإذا نظر إليها نظرة إيجابية كان من السهل عليه مواجهة الانتكاسة التى أصابته، والعكس تماما تجد من يندب حظه بنظرة سلبية متشائمة تحطم أى عزيمة وأى نظرة تفاؤلية للغد.
ثق دائماً أن الخير من الله والشر من أنفسنا، فنحن من يظلم أنفسنا بطريقة تفكيرنا الخاطئة، وقصور معرفتنا، فمن يفكر بنظرة تفاؤلية سوف يجد الخير أمامه، ومن يفكر بطريقة الخوف والحسد والفشل فلن يجنى من نظرته التشاؤمية إلا الحسرة والندم.
لذلك لا تجالس أصحاب النظرة السوداء ولا البغضاء، ولا الحساد فهم مصدر الأحزان، والأوجاع، والتوتر، والقلق، والهم، بل هم تعب للقلوب وعدم راحتها.
بل كن حسن الظن دائماً بالله، فلن تجد إلا كل خير، فالمتفائلون ينظرون دائماً إلى الجانب الإيجابى والشىء الحسن ولا يفكرون ولا ينظرون إلا للمؤشرات الإيجابية لأى حدث يتعرضون له.
يقول ستيفن كوفى: «سيكون يومك مشابهاً للتعبير المرتسم على وجهك سواء كان ذلك ابتساماً أو عبوساً».
التفاؤل يجدد فيك طاقاتك الكامنة وإمكاناتك وقدراتك المدفونة، ويجعلك على قدر من المسئولية، ويوقظ الأشياء الجميلة بداخلك والتى تحفزك لإنجاز ما تسعى إليه من أهداف.
لذلك تجد المتفائل لا يتذمر من الظروف المحيطة به، بل يحاول أن يستفاد مما حدث له، ويحاول استثمار الأحداث لصالحه، فالمشكلة ليست فيما يحل به من حوادث، المهم أن لا ينعكس ذلك على حياته ويوقف مسيرته، بل يحاول المتفائل أن يكون أكبر من ذلك ويستفيد مما حدث له ليعاود التجربة وينعم بالنجاح مرة أخرى.
لا تنزعج عندما تسير الأمور بشكل سيئ، فلا تجلس تعدد الأشياء التى أخفقت فيها، وإلقاء اللوم على نفسك. بهذه الطريقة الانهزامية أنت تدخل فى كهف مظلم، فقد تكون ما تعرضت له أشياء خارجة عن السيطرة وعن إرادتك، وأشياء أنت قصرت فيها، فكل المطلوب منك أن تنظر إلى الأشياء التى تحتاج إلى معالجة لتتدارك الأخطاء فى المرة القادمة.
