سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 يونيو 1942.. النحاس باشا يقيل مكرم عبيد ويقول: "ظنى خاب فى صديق العمر".. ومكرم يرد: "أهل النحاس يغتنموننى فرصة للثراء"

الأحد، 29 يونيو 2014 07:56 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 يونيو 1942.. النحاس باشا يقيل مكرم عبيد  ويقول: "ظنى خاب فى صديق العمر".. ومكرم يرد: "أهل النحاس يغتنموننى فرصة للثراء" مصطفى النحاس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يروي مصطفي النحاس باشا الزعيم الوطني و التاريخي لحزب الوفد ، ورئيس الحكومة عدة مرات قبل ثورة 23 يولية 1952 ، أنه ذهب ذات ليلة لحضور جلسة مجلس النواب ، وكان أحد نواب المعارضة يتكلم في استجواب ، ووجه النقد للوزير المختص ثم أعقبه عضو ثان ، فانتقد الحكومة كلها ورئيسها لأنها مسئولة عن هذا التصرف مسئولية كاملة ، فإذا ب" مكرم " يطلب الكلمة فأيد صاحب الاستجواب وزميليه فيما قالاه ، وسأله رئيس المجلس :" هل تتكلم بصفتك الشخصية أم بصفتك الحكومية ؟، فأجاب :" أتكلم بصفتي سكرتيرا ل" حزب الوفد " ووزيرا للمالية" .

انتفض "النحاس باشا " وكما يقول في مذكراته " ربع قرن من السياسة في مصر 1941 _ 1952 " تحقيق الكاتب الصحفي أحمد عز الدين :" لم يبق في قوس الصبر منزع ، ولا السكوت محل فاستأذنت رئيس المجلس في أن أتكلم ووقفت ، وقلت بصفتي رئيسا ل" الوفد " المصري أعلن أن معاليه لم يعد سكرتيرا ل" الوفد " ، وبصفتي رئيسا للوزراء أعلن أنه لم يعد وزيرا للمالية " .

يعلق " النحاس باشا " علي ما فعله قائلا :" ظني خاب في صديق العمر وتقديري أخطأ في رفيق النفي والسجن والجهاد ، ولم أضق به مع تكرار اعتداءاته بل احتملته حتي بلغ السيل الزبي " .

كان الحدث في مثل هذا اليوم " 29 يونية 1942 " ، وكانت الدراما فيه بالغة لأن طرفيها قلب واحد في قيادة الحركة الوطنية التي تزعمها حزب الوفد قبل ثورة 1952 ،ولأن الفراق كان مفاجئا ،وتطور فيما بعد الي إقدام " مكرم عبيد " لإصدار ما عرف ب" الكتاب الأسود " ، تعددت التفسيرات في أسبابه .

الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل يري في كتابه " سقوط نظام " ،أن الفراق بين الاثنين كانا من تدبير الملك فاروق ،ورئيس ديوانه أحمد حسنين باشا ،انتقاما من حادث 4 فبراير 1942 ، أما " النحاس " نفسه فيقول في مذكراته ، أن" القسم السياسي" الذي أنشأه في الحكومة ليرفع إليه تقارير صحيحة من الداخل والخارج ، قدم له تقريرا بأن عددا من أنصار مكرم عبيد وأصدقائهم يجلسون في " بار اللواء " ب"شارع شريف " ولا حديث لهم إلا الطعن في رئيس الوزراء وتصرفاته، والاستثناءات التي يغدقها علي أنصاره .

يضيف " النحاس " أن التقارير توالت عليه بأن هؤلاء القوم يطعنون في عرضه ويتناولونه بالقبيح من الشائعات ، ويعدد " النحاس " وقائع أخري جعلته كما يقول:" أفيق من غشاوتي وأنفض عن نفسي تراب الثقة الكبري التي وضعتها في مكرم ، واحتملت في سبيله وفي سبيل رضاه غضب كثير من الإخوان ،واستياء عدد غير قليل من الزملاء ، ولكني تذرعت بالصبر وقلت لعل الله يهديه في آخر لحظة سواء السبيل ولكنه لم يهتد ، أما " عبيد " فيفسر ما حدث بقوله :" لم نكد نستهل عهدنا في الحكم متصافحين متضامنين ،حتي بدا أهل النحاس باشا وأنسبائه أن يغتنموها فرصة لطلب الثراء علي يد صديق النحاس " ، ويقصد في ذلك نفسه كوزير للمالية .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة