حسام سالم يكتب: هؤلاء هم المفلسون حقا

الأحد، 29 يونيو 2014 10:08 ص
حسام سالم يكتب: هؤلاء هم المفلسون حقا صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنحصر تعاملات الإنسان فى ثلاث علاقات على سبيل الحصر.. علاقة الإنسان بنفسه وعلاقة الإنسان بالله عز وجل وعلاقة الإنسان بسائر بنى جنسه من البشر.. وقد نظمت الديانات السماوية جميع تلك العلاقات حيث تتركز علاقة الإنسان بنفسه من خلال مبدأ التقويم، فالإنسان مطالب بتقويم النفس فى كل الأوقات وعدم المضى قدما وراء شهواتها.. كما تتركز علاقة الإنسان بربه فى العبادات من صلاة وصوم ودعاء وينظمها فقه العبادات.. أما عن علاقة الإنسان ببنى جنسه من البشر فينظمها فقه المعاملات. وقد يظن بعضنا أهمية فقه العبادات عن فقه التعاملات على أساس أن فقه العبادات ينظم العلاقة مع الله عز وجل وهذا مفهوم خاطئ فقد أكد معظم علماء الدين أن فقه التعاملات يفوق الخمسة وسبعين فى المئة من القرآن والسنة النبوية.. وأن العلاقة بينهم علاقة تكاملية فلا يمكن أن تصلى جميع فروضك فى جماعة وتغش فى البيع مثلا. لا يمكن أن تصوم سواء فرض أو سنة وتهمل فى معاملة جارك. لا يمكن ان تلقى زبالة بيتك وأنت فى الطريق إلى المسجد. كل هذا يهدم علاقاتك مع الآخرين وبالتالى يؤثر سلبا على علاقتك بالله.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِى الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ".

تدور بخاطرى هذه الأفكار من كثرة ما رأيت عبارة "هل صليت على النبى اليوم" فى حالات لا تليق بسيدنا العظيم محمد بن عبد الله. مثلا الميكروباص واقف يركب فى نصف الشارع وكاتب هل صليت على النبى اليوم. التكتوك ماشى عكسى هل صليت على النبى اليوم . المحل على مدخله سماعات ضخمة بأغانى شعبية لا نعرف أصلها من فصلها قمة الضجيج ويافطة هل صليت على النبى اليوم.

لا اعترض على الصلاة على النبى (ص) ولكن هل أعطوا هؤلاء الطريق حقه قبل الصلاة على النبى(ص). إن إعطاء الطريق حقه من فقه المعاملات الذى لا ننظر إليه بنفس أهمية فقه العبادات. هذا مع العلم أننا سنحاسب جميعا ليس فقط على علاقتنا بالله عز وجل و لكن على علاقاتنا أيضا بسائر البشر فما بال طالب جاء بالدرجة النهائية فى مادة واحدة فقط مع رسوبه فى باقى المواد هل نعتبره من الناجحين.

إن لم تؤثر علاقتك بالله على علاقاتك مع سائر البشر وإن لم تهتم بفقه المعاملات فأنت مريض بانفصام الشخصية وما أكثرهم هذه الأيام حيث الصلاة والصيام مع مظاهرات بقطع الطريق حيث قول لا الله إلا الله مع قنابل هنا وهناك هؤلاء هم المفلسون حقا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة