عمرو جاد

الصائمون حقاً

الأحد، 29 يونيو 2014 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وأنتم بخير.. بعض الناس يصوم تلبية لأمر ربانى وشعيرة دينية، البعض الآخر يصوم بحكم العادة، وآخرون يصومون لكيلا يعايرهم أحد بضعف الإيمان وقلة الحيلة ورخاوة الإرادة، ويبقى حساب الجميع عند الله، ونحن كبشر ليس لنا إلا الظاهر، وهذا الظاهر يدفعنا لتساؤلات عن حكم صيام الناس حينما يتهافتون على البضائع ليكدسوها أو يتنافسون فى موائدهم، أيها أكبر وأشهى وأشمل!، وقيمة صيامهم وهم يسرقون التيار من أعمدة الإنارة وأكشاك الكهرباء ليضيئوا واجهات منازلهم ومداخل شوارعهم بزينة الشهر الكريم، هؤلاء الذين تنتفخ قمامتهم بأشهى المأكولات، لمجرد أن أبناءهم يطلبون قائمة مختلفة يومياً من الطعام، بينما جيرانهم تجبرهم أعمالهم الشاقة على عدم الصيام فقط ليهربوا من نظرة اللوم التى يطعنهم بها الأبناء، لأنهم لم يرتدوا ملابس نظيفة هذا العيد.

هذا الظاهر أيضاً يمنحنا الحق لأن نشك فى صيام هؤلاء الذين أعماهم الطمع فرفعوا الأسعار قبل الشهر الكريم بساعات، وما أكثر الحجج التى يختبئون وراءها، الدولار مرة والسولار مرة، ومرات عديدة يمتصون دماء الناس بحجة ظروف المعيشة، يحق لنا أيضاً أن نشك فى صيام المسؤولين الكاذبين، والكتاب المنافقين، والموظفين الهاربين من أعمالهم، والمرتشين لإنهاء مصالح الناس، والعاملين بالمرور، وصحاح الجسد الذين يتسولون فى الإشارات، والمتحرشون فى المترو، والباشا الذى يطل من شباك سيارته ليشتم سائق المينى باص المسطول الذى لا يلتزم بقواعد السير.

لا أعفى نفسى ومن أعرفهم من الخطأ، لكننا بحاجة لاستغلال هذه الشهر المبارك بروحانيته الفطرية، لكى نعيد النظر فى علاقتنا بشعائرنا الدينية، لعل الثمن الذى ندفعه الآن هو نتيجة لهذا التمسك بمظهر الشعائر دون جوهرها، نحتاج أيضاً إعادة تقييم لعلاقتنا بالمجتمع وأعرافه وقوانينه، والنظر مرة أخرى فى علاقتنا بالناس، ماذا سنخسر إذا التزمنا بالقانون واحترم بعضنا البعض؟ حينها ستكون خسارتنا قليلة فى الدنيا والدين.. رمضان كريم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة