من المعروف أن الدول التى تمر بنقلات نوعية وتحولات فجائية فأنها تعانى لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر حسب الظروف من حالة إنفلات أخلاقى، ولكن الوضع فى «مصر» يبدو مختلفاً إذ أن مخزون السوقية والكيدية بل والهمجية أحياناً يتجاوز المألوف دولياً، فلقد جرى فى «مصر» انفجارٌ كبير فى الخامس والعشرين من يناير 2011 بثورة شعبية طاهرة فى مجملها أبرزت فى المصريين أفضل ما لديهم ولكنها مالبثت أن تلوثت بعناصر تسللت إليها وسيطرت عليها وأظهرت أسوأ ما لدى المصريين على الإطلاق، فالتصرفات غير مسؤولة والحكمة غائبة والرؤية مفقودة وكل شخص يضع يده فى جيب الآخر ويحمل الكراهية والبغضاء لغيره حيث سيطرت «الذاتية» و«الشخصنة» والإحساس المبالغ فيه بالذات على كثير من تصرفاتنا، فالصغير لا يحترم الكبير والجاهل يتطاول على العالم والحقوق تضيع أحياناً والاحترام غائب دائماً فالعلاقات بين المصريين أصبحت مختنقة والضغينة ملتهبة لا يقبل أحد خيارات الآخر ولا يعترف مصرى بفضل سواه.
لذلك فإن الأمر فى ظنى يحتاج إلى هزة أخلاقية تعيد للمجتمع المصرى توازنه وتستدعى القيم الغائبة والتقاليد المنسية والأعراف المهجورة لأن معركة بناء مصر الحديثة لابد أن تستند على ظهير أخلاقى مستمد من المخزون الحضارى العريق للمصريين إذ أنه واهم ذلك الذى يتصور أن القوى الخارجية ـ دولية أو إقليمية ـ يمكن أن تبنى للمصريين دولة عصرية يتطلعون إليها، إنها فقط عقول المصريين وسواعدهم بل وأخلاقهم واحترامهم لتاريخهم ونقدهم الإيجابى لحاضرهم وسعيهم المستنير نحو مستقبلهم فتلك هى أدوات عصرية ورموز وطنية لأمة صنعت الحضارات وأرست القيم ورسخت التقاليد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
دفن رؤوسنا فى الرمال وتجاهل مشاكلنا من جذورها هو الخطر الحقيقى الذى يهدد كل حياتنا
بدون