4 وسائل للثراء السريع تقتل وتسكن صاحبها خلف القضبان.. لعنة الفراعنة تصيب شابا ينقب عن الآثار بالمنيا.. والمهاجرون غير الشرعيين يواجهون تهمة الإرهاب الدولى.. والبحث عن الذهب وتصنيع السلاح أحدث الظواهر

السبت، 28 يونيو 2014 07:24 ص
4 وسائل للثراء السريع تقتل وتسكن صاحبها خلف القضبان.. لعنة الفراعنة تصيب شابا ينقب عن الآثار بالمنيا.. والمهاجرون غير الشرعيين يواجهون تهمة الإرهاب الدولى.. والبحث عن الذهب وتصنيع السلاح أحدث الظواهر أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر التنقيب عن الآثار والهجرة غير الشرعية والبحث عن الذهب، وأخيراً ورش تصنيع السلاح، وسائل التمسها الشباب لتحقيق الثراء السريع، فوضعته بين المطرقة والسندان، البعض حالفه الحظ فضاعت أفضل أيام حياته خلف القضبان، ومن لم يحالفه الحظ أصابته لعنة الفراعنة فسقط حلمه فوق رأسه أو قدم كطعام لأسماك البحر.

التنقيب عن الآثار:

"لئية" كلمة صغيرة تحمل فى معناها الكثير من الأحلام والآمال والقصص والخرافات، كلمة تتردد كثيراً فى بيوت الصعيد الجوانى، خصوصا محافظتى الأقصر وأسوان، وتعنى كنزاً مدفونا ينتظر الأمر بالخروج، والعجب أنه لا يوجد بيت من بيوت الصعيد لا تجد قاطنيه يتحدثون عن تلك "اللئية" الموجودة أسفل المنزل الخاص بهم، وحينما تتحدث معهم عنها تجدهم يستفيضون فى الحديث عن وجود حارس للكنز من أيام الفراعنة، يجب تنفيذ طلباته، وللتواصل معه يجب اللجوء لأحد الشيوخ.

ونتيجة الأفكار التى زرعت فى عقول شباب الصعيد، نبتت لديهم رغبة العثور على الكنز، وزادها ما يعانيه الصعيد من انعدام مستوى الخدمات، وارتفاع نسبة البطالة، وأضف إليها الرغبة فى الثراء السريع، فبدا الشباب فى البحث عن طرق أخراج الكنز.

من هنا يتفق مجموعة من شباب القرية، لبدء الحفر أسفل المنزل الذى يعتقد بوجود الكنز به، فتبدأ عمليات الحفر التى تستمر لعدة ساعات بل أيام عدة على أمل الوصول للهدف المنشود، منهم من يصل فى بعض الأحيان لبعض القطع الأثرية، ولكنه لم يهنئ بها فسرعان ما تكشف تحريات المباحث قيامهم بالواقعة، ويتم القبض عليهم متلبسين ليقضوا حياتهم خلف القضبان الحديدية.

وكانت أبرز الوقائع ما حدث فى محافظة سوهاج، حينما بدأ مواطن البحث أسفل منزله، وأستطاع أن يوسع عملية الحفر حتى وصل إلى جدران معبد أسفل الأرض، ولكن لم تكتمل فرحته فسرعان ما تم القبض عليه، وإيداعه قفص الاتهام، وتتراوح عقوبة التنقيب والبحث عن الآثار بين السجن 7 سنوات والغرامة مائة ألف جنيه.

والبعض لم يحالفه الحظ فى العثور على قطع أثرية، بل زاد الأمر سواء أن دفع حياته ثمنا لطموحه الزائد بتحقيق الثراء السريع، وأبرز الوقائع ما حدث فى محافظة الأقصر وبالتحديد فى مركز أرمنت، حينما لقى شخصان مصرعهما إثر انهيار الأتربة عليهما أسفل سرداب قاما بحفره للتنقيب عن الآثار، أسفل أحد المنازل بنجع الشيخ سلطان مركز الطود، جنوب الأقصر.

وشهدت محافظة المنيا واقعة غريبة، حينما لقى سباك مصرعه إثر سقوطه بحفرة عمقها 12 مترا حفرها للبحث عن الآثار، والغريب فى الأمر أنه كلما حاولت قوات الإنقاذ انتشال جثته يحدث حريق أو أعطال بالرافعة المستخدمة فى انتشال الجثة، كما أن التراب ينهال على الجثة فجأة أثناء محاولات انتشالها، ما دفع البعض لإرجاع الأمر للعنة الفراعنة التى أصابت السباك.

الهجرة غير الشرعية:

استغلال حاجات الشباب أصبح مهنة امتهنها البعض، وأبدع فيها بكل حرفية، لذلك لا تتعجب من كثرة عدد سماسرة الهجرة غير الشرعية الذين يغرون الشباب بتسفيرهم للخارج نظير مبلغ مالى يتراوح بين 10 آلاف إلى 40 ألف جنيه حسب البلد ووسيلة النقل.

إيطاليا هى الملاذ والملجأ، هكذا ظن الشباب الذى قرر الهجرة بعد أن أعياه البحث عن العمل داخل بلاده، فاتخذ مركباً فى وسط البحر متكوماً وسط مجموعة من الشباب الذين يحملون نفس حلمه، ليصبحون على أذمة الاعتقال أو الغرق.

وفى أكتوبر من العام الماضى لقى 12 شاباً مصرعهم بالسواحل الغربية بمدينة الإسكندرية إثر استقلالهم مركباً بقصد الهجرة إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.
وفى محافظة الشرقية انقطعت أخبار 73 شاباً من أبناء المحافظة منذ ما يقرب من الـ8 سنوات أثر سفرهم بطريقة غير شرعية لدول "إيطاليا، ليبيا"، وكل ما توصل أهلهم إليه هو مجرد شائعات عن اعتقالهم على خلفية قضايا إرهاب دولى.

وتمكنت قوات حرس الحدود بالتعاون مع الجهات الأمنية من إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية، والمفارقة أن معظم المحاولات خرجت من محافظة كفر الشيخ والإسكندرية، لطبيعة المدينتين الساحلية، وقربهم من الشواطئ الإيطالية.

البحث عن الذهب:

للذهب سحر وبريق، جعله تاج للملوك وتغنى به الشعراء، وضرب به المثل فيقال الذهب الأسود كناية عن البترول، ويقال الذهب الأبيض كناية عن القمح، هذا إن دل على شىء يدل على مدى ما للمعدن من قيمة، لذلك كان لابد من أن يكون للذهب نصيب واسع لدى الباحثين عن الثراء السريع من الشباب.

وانتشرت مؤخراً بين مجموعة من المحافظات الحدودية، خاصة أسوان والبحر الأحمر وشلاتين، فضلاً عن الصحراء الغربية، محاولات عدة للبحث عن الذهب بين الصخور والمناطق الجبلية، وأشارت الدراسات المبدئية وجود كميات تتراوح ما بين 4 و5 جرامات ذهب فى كل طن صخر.

واستغل شباب المناطق الحدودية تلك الكنوز التى منحها الله للبيئة التى تربوا فيها، ونقبوا عن الذهب لاستخراجه، ولكنها كغيرها من المهن التى تحقق ثراء سريعاً ووهمياً، فلم تخلوا من المشاكل، سواء المطاردات الأمنية لعدم أحقية المنقبين فى التنقيب دون استئذان الدولة، أو المخاطر التى يتعرض لها الشباب أثناء عملية التنقيب التى تتمثل فى الصخور الصلبة والطبيعة الجبلية الوعرة التى تكسو تلك المنطقة.

ولقى شخصان مصرعهما إثر سقوط إحدى الصخور الجبلية عليهم فى أسوان أثناء تنقيبهما عن الذهب، إلى جانب عدد كبير من الشباب الذى تم ضبطهم أثناء عمليات التنقيب عن الذهب وحيازتهم أدوات التنقيب وتواجدهم فى مناطق محظورة إلا بتصريحات خاصة، ما أوقعهم تحت طائلة القانون فصدرت أحكام بالحبس ضد عدد كبير منهم وآخرين صدر ضدهم قرارات بالغرامة.

ورش تصنيع السلاح:

كنتيجة طبيعية لحالة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد منذ ثورة "الـ25من يناير"، وإعمالاً بمبدأ "الحاجة أم الاختراع"، ظهرت وسيلة جديدة من وسائل الثراء السريع التى التمسها الشباب للخروج من خندق البطالة، حيث انتشر عدد كبير من ورش تصنيع الأسلحة النارية والبيضاء تنوعت ما بين "فرد خرطوش عيار 16، 12،9 مللى"، "فرد روسى محلى الصنع عيار 7.62*39 ملى"، "خناجر" "مطواة قرن غزال" "مطواة سوستة"، "سيوف"، وتتراوح أسعار فرد الخرطوش بين 750-1500 جنيه حسب النوع، أما سعر الطلقات يقارب 12 جنيهاً، أما الأسلحة البيضاء فتتراوح أسعارها ما بين 25-40 جنيها، ويصل سعرها فى بعض الأحيان إلى 120 جنيهاً فأكثر.

ومن الطريف أن أغلب الورش أقيمت فى منازل أصحابها، وأغلب رواد التجارة من الحرفيين، خاصة الحدادين والخراطين والنجارين الذين استغلوا خبرتهم المهنية بطريقة خاطئة، أملاً فى تحقيق أكبر قدر من الكسب المالى، غير مبال بما يحدثه عمله من خراب ودمار على المجتمع، أملين فى تحقيق قدراً من الثراء السريع على حساب أمن الدولة الذى يمثلون جزءا منها.

وتمكنت وزارة الداخلية من ضبط عدد كبير من ورش تصنيع السلاح والأدوات المستخدمة فى التصنيع, وانتهى الحال بأصحابها خلف القضبان الحديدية منهم من يقضى فترة عقوبته ومنهم من ينتظر الحكم الصادر ضده.















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

الذهب الأبيض

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة