شنودة فيكتور فهمى يكتب: رمضان يجمعنا

بعيدًا عن المتحزلقين وتجار الدين وذوى المظاهر الخادعة.. عودة إلى المصرى الأصيل المتدين بطبعه وجذوره وأخلاقه ونشأته.

يهل علينا رمضان هذا العام وقد بدأت مصر تستعيد قدرًا من عافيتها، ومواطن جمالها وتسنتشق نسيمًا من رحيق الديقراطية النابعة من وعى وإدراك هذا الشعب العظيم والذى يسير بخطى سريعة نحو مستقبل واعد وغدٍ أفضل.

يطل رمضان ليرسم لنا صورة من أجمل صور التلاحم والحب بين أبناء الشعب الواحد بمختلف طبقاته وأطيافه لنستعيد سويًا ما تربينا عليه وما نشاء عليه آباؤنا وأجدادنا قديمًا وحديثًا من عادات فى هذا الشهر لن تجدها إلا فى مصر فى البيوت المصرية وأحيائنا المختلفة بكل طبقاتها فى كل محافظات مصر من الإسكندرية إلى أسوان.

كرست بدخلنا أن الأعياد والمواسم لنا جميعًا نفرح ونستمتع بها سويًا وتكتمل بها فرحتنا.

نتذكر فضيلة الإمام الأكبر الراحل الدكتورمحمد سيد طنطاوى وقداسة البابا شنودة الثالث فى حديثهما الممتع مع الفنان الكبير رمسيس فى مأدبة إفطار الكاتدرائية كل عام وكلماتهم المعبرة والخارجة من عمق القلب دون رياء أو مجاملة أو تزييف
والتى أصبحت عادة مصرية تتكرر فى كل بقاع المحروسة وقد اجتازت الحدود لخارج مصر لنراها فى قارات ودول العالم تجمع المصريين بكل ود وشركة وحب.

ويشاء الله أن تهب علينا ثورة 30 يونيو 2013 لتتكرر تلك المشاهد الفرحة والبهجة فى كل شوارع وميادين مصر فنفطر سويًا حينما يؤذن المغرب ومدفع الإفطار مع أجراس الكنائس فتدمع عيوننا من الفرحة.

ونحن سعداء وفخورون بما حققناه واستعدناه لمصرنا الغالية والتى أراد البعض طمسها والعبث بهويتها ولكن هيهات أن تتحقق مخططاتهم.


رمضان المصريين مختلف بمحبته ووطنيته وإيمانه بالإله الواحد الذى نعبده جميعًا والذى دعانا إلى المحبة والتآخى بما يجمعنا ولا يفرقنا.

ويظل هذا البلد آمنا طالما بقيت ركب منحنية ترفع صلواتها إلى السماء لتظل مصر أم الدنيا ومنبع الأمان.

ليست كلمات تكتب وأحاديث تتلى ولكن مشاعر قلوب أحبت هذا الوطن ومواقف معاشة بين جموع المصريين الحقيقيين حتى وإن هب عليها غبار أحداث عصيبة يبقى المعدن المصرى الحقيقى بداخلنا ويظهر وقت الشدائد
تلك هى مصر وهذا هو رمضان كل المصريين.

كل سنة وكل مصرى وطنى حقيقى طيب وبخير وسلام وأمان
ويارب القادم هو الأفضل لنا جميعا.. تحيا مصر