نسمع كثير من صيحات وصراخ الأمهات فى البيوت والشوارع لأطفالها، وقد يتخطى الموضوع للضرب والضرب المبرح المبالغ فيه حيث تفقد الأم السيطرة على أعصابها وتخرج عن شعورها للتحول لشخص آخر فى عصبيتها لا ترى أمامها طفل لديه 3 أو 8 سنوات لا يعى ما تفعل ولا يحاول الدفاع عن نفسه أمامها.
تقول الخبيرة النفسية سهام حسن إن الكثيرات من الأمهات تشكو من عصبيتها الزائدة، وتريد الحل قبل أن يتفاقم الأمر وتتأثر نفسية طفلها بكمية الضرب والقسوة التى يعانيها من أمه.
وتضيف سهام أننا يجب أن نبحث عن حلول عملية وليست مثالية حتى لا تعترض بعض الأمهات -"هذا مجرد كلام يصعب تنفيذه فى الواقع"-.
وأكدت أنه يجب أن ننفذ برنامج تعديل السلوك بشكل مرتب وبصراحة بالغة مع النفس، وهو:
1- على الأم مراقبة سلوكها العصبى مع الأطفال لمدة 3 أيام على الأقل ولمدة أسبوع كامل أقصى فترة وتدوين هذه السلوكيات فى ورقة.
2- حددى لكل سلوك درجة العصبية من 1:3 فرقم (3) للسلوك الذى لا تستطيع الأم التحكم فيه بأعصابها بشكل حاد، ورقم (2) للمتوسط الذى يمكن أن يستفزك لكن يمكن أن يمر بعد صريخ وانفعال و(1) لأقلهم حدة.
3- اجلسى وناقشى مع نفسك أو مع زوجك هذه السلوكيات وحاولى أن تعرفى السبب الحقيقى وراء تلك العصبية فيمكن أن تكون خبرات حياتية سابقة تعرضتى لها واختزنت فى اللاشعور وتظهر فى الشعور لتفسد حياتك كل فترة، وتؤثر على علاقتك بأطفالك سواء فى الوقت الحالى أو عندما يكبرون ليجدوا أنفسهم اعتادوا على الخوف وعدم التعبير عما بداخلهم وما يترتب عليه من إفساد لحياتهم.
4- ركزى لمدة شهر على السلوكيات رقم(1) وحاولى التخلص منها وخصصى شهرًا ونصف للسلوكيات، رقم (2) وشهرين للسلوكيات رقم (3) مهدى لنفسك الظروف المناسبة للتخلص من العصبية بتجنب كل ما يمكن أن يتسبب فيها بطريقة بسيطة ومنها:
1- حددى مكان لأبنائك للعب فيه بحيث لا تكون الأشياء القابلة للكسر فى متناول أيديهم وهذه من الأشياء التى تزعج الكثير من الأمهات سماع شىء ينكسر.
2- رددى بداخلك وبصوت إذا استدعى الأمر أن أبناءك ما زالوا صغارًا فى مرحلة استكشاف العالم المحيط بهم ويتميز بالحركة والطاقة والنشاط والذكاء وهذا يستدعى أن تفتخرى بهم وتمرحى معهم وليس بالاستمتاع بعقابهم، فتعلمى فقط أن تستمتعى بأمومتك معهم.
3- لا داعى للانفعال على كل الأخطاء فيمكن أن تتجاهلى بعض الأشياء فمعظم تصرفات الأطفال ما هى إلا لفت انتباه وإذا كان الأمر خطيرا كالاقتراب من الكهرباء أو النار فعليك التنبيه بصوت حذر وليست بصرخة مفزعة.
4- إذا قررتى عقاب أحد أطفالك فغيرى مكان جلوسك كما علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى حالات الغضب وهذا من شأنه أن يحد من ثورتك بدلاً من الصراخ.
5- أبناؤك لا دخل لهم فى ظروفك الخارجية التى قد تؤثر سلبيا على أعصابك، إنهم لا حول لهم ولا قوة فقط حاولى تركيز تفكيرك فى حل المشاكل المحيطة بك.
