انتهت نيابة حوادث جنوب القاهرة برئاسة المستشار شريف معتز، رئيس النيابة من الاستماع إلى أقوال 33 طبيبًا وممرضة ومسئولا بمستشفى النيل البدراوى، فى واقعة مقتل "هبة العيوطى"،ضحية الإهمال الطبى، والتى توفيت 9 يونيو الماضى، بعد معاناتها من مضاعفات خطيرة بسبب حقنها بمادة مجهولة عن طريق الخطأ بواسطة طبيب بمستشفى النيل بدراوى، بدلا من حقنها بالصبغة المستخدمة أثناء إجراء الأشعة بالصبغة.
وقالت مصادر قضائية، إن النيابة بإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، ستنتهى خلال الساعات القليلة القادمة من التحقيقات فى القضية فى انتظار تقرير الطب الشرعى، لتحديد المادة المجهولة التى تم حقن الضحية بها، مما أودى بحياتها.
أضافت المصادر، أنه سيتم إحالة ملف القضية برمته خلال الأيام القليلة القادمة إلى محكمة الجنايات، بعدما استوفت التحقيقات للوقوف على أسباب الوفاة والإهمال الطبى، الذى تسبب فى مقتل الضحية بعد تدهور صحتها وحدوث مضاعفات، بعد أيام من حقنها، حيث سيقدم المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة أوراق القضية كاملة بعد استيفائها أمام مكتب المستشار هشام بركات، النائب العام، ليصدر قرارًا بإحالتها إلى محكمة الجنايات لتقديم طبيب وممرضتين للمحاكمة، بتهمة التسبب فى القتل والإهمال الطبى ، حيث سيحاكم المتهمون الثلاثة المحبوسين على ذمة القضية.
وكشفت تحقيقات النيابة، أن سبب الوفاة هو المضاعفات الناتجة عن حقنها بمادة مجهولة، على أن يفصل تقرير الطب الشرعى فى تحديد المادة المحقونة التى تم حقن "العيوطى" بها، وإن الممرضة التى أعدت الحقنة وأعطتها لطبيب الأشعة، ليست من الممرضات المتخصصات بالعمل داخل قسم الأشعة، ولكنها تعمل "مساعدة تمريض".
وأكد الأطباء والمسئولون فى شهاداتهم أمام النيابة، على أن المجنى عليها كانت قد دخلت المستشفى لإجراء بعض الأشعة على منطقة الرحم، بسبب تأخرها فى الإنجاب، وبعد دخولها غرفة الأشعة سمعوا صوت صراخها، واستغاثتها، وعندما هرعوا إليها وجدوها فى حالة إعياء شديد ومتعبة جدًا ومستمرة فى الصراخ بصوت مرتفع.
وأضافوا فى شهادتهم أمام النيابة، أنهم وجدوا الطبيب الذى قام بحقنها فى حالة ارتباك شديدة، وظهرت عليه علامات القلق والتوتر، وبسؤاله زعم أنه أعطاها حقنة للحساسية، ثم ترك الغرفة لبضع دقائق وعاد إليها مرة أخرى فور تدهور حالتها الصحية، ليؤكد أنه أعطاها حقنة بالخطأ.
وكشفت التحقيقات، أن الضحية 26 عامًا قد نصحها طبيبها بإجراء أشعة بالصبغة بمستشفى النيل بدراوى، يوم 11 مايو الماضى حيث توجهت برفقة والدتها وشقيقتها لإجراء الأشعة، وقام الطبيب بحقنها بمادة غريبة تسببت فى تدهور حالتها الصحية، وفى اليوم التالى دخلت العناية المركزة فى مستشفى خاص آخر، وتم اكتشاف وجود غرغرينة بالمعدة، مما أدى إلى استئصال جزء كبير من معدتها بلغ طوله 80 سم.
وأوضحت التحقيقات، أن المجنى عليها خضعت لجراحة أخرى يوم 31 مايو الماضى، تبين وجود التصاقات شديدة بالمعدة، وثلاث نتوءات "خراريج" حجم كل منهما 1 سم، واضطر الجراح باستئصال جزء آخر من المعدة بلغ طوله 35 سم، ثم أصيبت المجنى عليها بمرض الناصور "خروج سائل أصفر بمكان خيوط الجرح بالبطن".
وأشارت التحقيقات إلى أنه بتاريخ 7 يونيو الماضى اصطحبها والدها إلى ألمانيا لاستكمال العلاج ووافتها المنية يوم 9 يونيو الماضى، وقد انتقل فريق التحقيق إلى المستشفى التى أجريت به العمليات الجراحية للتحفظ على أوراق المجنى عليها، وتمكن من التحفظ على الجزء الذى تم استئصاله من المعدة خلال العملية الثانية، وتم تكليف الطب الشرعى لفحصه، وتحليله لتحديد نوع المادة التى تم حقن المجنى عليها بها، وبيان سبب الوفاة وتقديم التقرير النهائى إلى النيابة فى وقت مناسب وعاجل.
وتجد الواقعة اهتمامًا بالغًا من المستشار هشام بركات، النائب العام، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، والدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، حيث أحال الأخير الأوراق وملف الواقعة إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفات التى وقعت، وأمر النائب العام من حينها بسرعة الانتهاء من التحقيقات لمعرفة المتسببين فى قتل الضحية لتقديمهم إلى العدالة والمحاكمة.
النيابة تنتهى من الاستماع لـــ33 طبيبًا ومسئولًا بـــ"النيل البدراوى" فى مقتل "هبة العيوطى".. التحقيقات تكشف تورط طبيب وممرضتين وتقرير الطب الشرعى يحدد المادة المجهولة التى حقنت بها الضحية
الجمعة، 27 يونيو 2014 07:41 م
هبة العيوطى ضحية الإهمال الطبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة