د.محمد ممدوح عبد المجيد يكتب: تضافروا لأجل صنع نهضة حقيقية

عندما تتشابك الأحداث، وتتلبد الغيوم، وتغيب الرؤية الواضحة، يظن البعض أن مصر تسقط، أو أن مصر فى خطر، دون أن يبصر ما وراء تلك الأخطار، وما وراء تلك الأحداث.

إن صاحب هذه النظره ينظر إلى الشكل لا إلى الجوهر، ودون أن ينفذ بصره إلى المضمون أو العمق.

وماذا فى المضمون؟ ماذا تحمل تلك الأحداث فى جوفها المكنون، لا أراها تحمل إلا كل خير، وكل مجد، وكل عز لمصرنا الحبيبة.

أرى أن هذه الأحداث بمثابة المخاض العسير لنهضة حقيقية فى شتى المجالات، نهضة يمكنها أن تأخذنا، إذا شئنا وأخذنا بالأسباب، حيث مصاف دول العالم المتقدم.
لقد وصلنا إلى القاع، وليس بعد القاع قاع، ليس بعد القاع إلا الصعود عاليًا لنصل إلى القمة.
فالذين يحاولون تدمير مصر الآن، ويظنون أن ذلك نصرًا وفتحًا، الإنسانية تبرأ إلى الله من أفعالهم.
الذين يستبيحون قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، هم ليسوا بشرًا، ولا يمتلكون فى جوهرهم أدنى مبادئ الإنسانية.
إن النبى الكريم (ص) كان يطوف ذات يوم بالكعبة ويقول لها (والله إنى لأعلم حرمتك عند الله ولكن حرمة دم بنى آدم أشد عند الله من حرمتك).
حرمة دم بنى آدم أشد عند الله من حرمة الكعبة
( كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه).

والخلاف فى الرأى لا يعنى أبدًا الخروج من الإسلام، ولا يعنى إباحة الدماء وإهدارها.

إننى أصرخ بكل ما أوتيت من قوة، يا أبناء مصر تضافروا من أجل بناء الغد، الذى نرى سنا ضوئه مشرقاً من قريب، تكاتفوا لأجل صنع نهضه حقيقية تضعنا، حيث مكانتنا الحقيقة، وحيث ما تستحقه بلادنا، وليكن شعارنا جميعا (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان).