جزاء المتحرشين.. 5000 جنيه فى "إيه العسل ده" و"يا مزة".. وسنة سجن لـ"إيه الجسم الجامد ده".. وأسبوع لـ"يا عسل".. الفتيات تثور لكرامتهن ضد التحرش اللفظى والقضاء يستجيب.. و"شفت تحرش": الأهم أن تستمر

الخميس، 26 يونيو 2014 04:35 م
جزاء المتحرشين.. 5000 جنيه فى "إيه العسل ده" و"يا مزة".. وسنة سجن لـ"إيه الجسم الجامد ده".. وأسبوع لـ"يا عسل".. الفتيات تثور لكرامتهن ضد التحرش اللفظى والقضاء يستجيب.. و"شفت تحرش": الأهم أن تستمر صورة أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغريم صاحب محل خمسة آلاف جنيه للتحرش اللفظى بعبارة "إيه العسل ده".. هذا هو الحكم الذى صدر أمس "الأربعاء" ليضاف إلى مجموعة من الأحكام التى صدرت على مدار الأسبوعين الماضيين عن التحرش اللفظى، والتى رسمت بصدورها سياج حماية جديد حول النساء المصريات اللواتى عانين سنوات من استقبال الإهانة دون رد، ورمى الكلمات خلف ظهورهم بدلا من أن تتحول إلى ضربات وصفعات، ليصبح وجودهم فى الشارع حق، واحترامهم بالكلمة قبل الفعل أحق.

القرارات الأخيرة بدأتها وقفة ضد التحرش فى ميدان الأوبرا، تعرضت فتياتها للتحرش اللفظى بكلمات تكرارها جعلها عادة يجب أن نقبلها رغم عنا "إيه يا مزة"، "إيه يا جميل"، إضافة إلى بعض العبارات الخادشة للحياء، غير أنهم قرروا الثأر لكرامتهن حتى من الكلام، وتحرك معظمهن للقبض على المتحرشين وتحويل العبارات إلى محاضر أغلب الظن أنهن لم يكن يتوقعن أن تتحول بدورها إلى قرارات، ولكن النيابة والمحاكمات تحركت وتحولت الشكاوى إلى عقوبات رادعة بالسجن والغرامة، لتبدأ من بعدهن فتيات أخريات التحرك للوقوف أمام الكلمات التى نهشت كرامتهن على مدار السنوات الماضية.

الكلمة الأولى التى صدر بخصوصها قرار كانت وفقا للمحضر الذى حررته الفتيات "إيه يا غزال الحلاوة ديه"، وقامت النيابة بحبس العاطلين اللذان قالوها، والأخرى كانت لسائق تاكسى قال "يا مزة"، وقضت محكمة الجنح بتغريمة "5 آلاف جنيه"، وتنازلت المجنى عليها عن المحضر عقب صدور القرار وإثبات حقها، وحق غيرها من البنات فى الحياة بحرية، دون كلمة تجرح، أو تنتقص من كرامتها ولو كان مطلقها يعتبرها بسيطة، ويجب أن تمر مرور الكرام ما دامت بعيدة عنه وعن أهل بيته.

هذا كان من الوقفة التى نظمها ناشطون ومهتمون بالوقوف أمام التحرش، لتنتقل إلى بنت أخرى فى جولة تسوق فى مول كبير ربما لم يكن الوقوف أمام التحرش اللفظى واحد من طموحاتها قبل أسابيع قليلة، بجوارها مر عاطلان قررا أخذ جولة فى التحرش الحر بالمول الكبير الذى يعتبرون كرامة بناته لعبة تصلح لقضاء وقت الفراغ، "إيه الجسم الجامد ده".. كلمات خارجة تحركت منهما نحو الفتاة مثلما اعتادا قبل سنوات لترشق سهامها فى حدود القرار الذى اتخذته بحياة لن تقبل فيها المزيد من الإهانات، طالبت القبض عليهما وتحول القبض إلى قضية، وحكم سريع عليهما بالحبس سنة، وغرامة 5 آلاف جنيه.

"إيه يا عسل".. قبل شهور كنا سنعتبرها واحدة من كلمات "زمن المعاكسة الجميل"، حينما كانت تقف حدود المعاكسة عند الكلمات ولا تعبر حدود العرض وحتى حدود الروح والاعتداء على الأرواح مثلما عشنا السنوات الأخيرة، ولكن حتى "إيه يا عسل" لم تعد لدى الكثير من الفتيات القدرة على تحملها، فى لحظات تحول الأمر إلى قضية حصل بمقتداها المتحرش على أسبوع كامل فى السجن.

قال فتحى فريد، المتحدث الرسمى لمبادرة شفت تحرش، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": هذه التحركات السريعة بالتأكيد هى إجراءات جيدة وسريعة للوقوف أمام الظاهرة التى انتشرت فى المجتمع بشكل فج، ولكننا أيضا مازال لدينا تخوف أن تكون هذه التحركات مجرد هوجة لامتصاص الغضب الشعبى لدى السيدات والفتيات جراء الحوادث البشعة التى حدثت لهن، وجراء التحرك الإعلامى الكبير لمواجهة هذه الظاهرة بكل الأشكال.

ويتابع "فريد": مازال أيضا لدينا بعض التحفظات على القانون الذى يحتاج إلى تعريف أوضح لمعنى التحرش الجنسى، وهو التعريف الذى نتمنى أن يكون وفقا للقواعد العالمية لحقوق المرأة، ويجب أيضا تضمين تعريف واضح للاعتداء الجماعى والاعتداء بالأسلحة على الفتيات، وتأهيل أكبر لضباط الشرطة على كيفية التعامل مع الفتيات اللاتى يتعرضن لحالات تحرش، إضافة إلى مطالبتنا بأن يكون هناك سجن خاص للمتحرشين وبه وحدات تأهيل نفسى، حتى لا يتم سجنهم مع المجرمين ويخرجون للمجتمع رجال إجرام بدلا من عقابهم عقاب رادع وإعادة تأهيلهم للاندماج فى المجتمع مرة أخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة