غادر الوفد الإسرائيلى قاعة القمة الإفريقية فى مالابو بعد احتجاج الوفود العربية على مشاركته كمراقب لفعاليات القمة، والتى بدأت بمشاركة رؤساء وزعماء القارة السمراء، وتشكل القمة الحالية أهمية خاصة لمصر، فبعد عام على تجميد عضوية القاهرة عقب ثورة 30 يونيو وتعود القاهرة للمشاركة وسط ترحيب من قبل دول الاتحاد الإفريقى.
ومنح إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد ناتج عن تحركات وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، الذى قام بجولة إفريقية لخمس دول للترويج لدخول إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقى، كعضو مراقب، وزار خلالها رواندا وساحل العاج وغانا وإثيوبيا وكينيا بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
ورافق "ليبرمان" وفد مؤلف من 50 ممثلا لشركات إسرائيلية من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وقال "ليبرمان" فى البيان "إفريقيا هدف مهم للسياسة الخارجية الإسرائيلية، وسنبذل الجهود من أجل قبول إسرائيل هذا العام بصفة مراقب فى الاتحاد الإفريقى".
يذكر أن آخر جولة إفريقية قام بها ليبرمان فى عام 2009، وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية فى بيان أصدرته مؤخرا، أن هناك العديد من المجالات التى تستطيع إسرائيل أن تساعد فى تطويرها كالزراعة وإدارة المياه والطب ومكافحة الإرهاب، وتعد إسرائيل مصدرا هاما للأسلحة إلى إفريقيا.
وكانت إسرائيل عضوا مراقبا فى منظمة الوحدة الإفريقية حتى عام 2002، عندما تم حل هذه المنظمة واستبدالها بالاتحاد الإفريقى.
وتتواجد إسرائيل فى القارة الإفريقية منذ عقود لكن أثناء اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 قطعت غالبية الدول الإفريقية علاقتها بتل أبيب، تضامنا مع الدول العربية، فالموقف الإفريقى وإن كانت له دلالات سياسية ودبلوماسية واضحة من زاوية الصراع العربى الإسرائيلى إلا أن إسرائيل ظلت على علاقة وثيقة - ولو بشكل غير رسمى- مع معظم الدول الإفريقية التى قامت بقطع العلاقات معها. وليس أدل على ذلك من أن التجارة الإسرائيلية مع إفريقيا خلال الفترة من عام 1973م وحتى عام 1978م قد تضاعفت من 54.8 مليون دولار إلى 104.3 مليون دولار. وتركزت هذه التجارة بالأساس فى الزراعة والتكنولوجيا.
وتدرك إسرائيل أن إفريقيا تشكل إحدى ساحات الصراع العربى الإسرائيلى، وقد عملت من هذا المنطلق على التغلغل فى إفريقيا وخلق علاقات مع دولها فى مختلف المراحل؛ وذلك لما تمثله إفريقيا من عمق استراتيجى وأمنى وثقافى وحضارى للوطن العربى. وعملت إسرائيل جادة بالتعاون مع دول الاستعمار القديم والحديث على الإحاطة بالوطن العربى وتطويقه وعزله عن إفريقيا.
وتتركز أهداف السياسة الإسرائيلية فى بناء علاقاتها الإفريقية من خلال عدة عناصر رئيسية تمخضت من طبيعة نشأتها فى المنطقة ومحاولتها تقويض أسس ودعائم الأمن القومى العربى. وطبيعى أن هذه الأهداف تتسم بقدر من الثبات والتغير، وبالتالى فإن ترتيبها فى سلم أولويات صانع القرار الإسرائيلى قد يتغير من مرحلة إلى أخرى.
وتعد أهم الأهداف الأساسية للتغلغل والوجود الإسرائيلى فى إفريقيا كسر المقاطعة العربية التى فرضتها عليها الدول العربية ومن سار فى فلكها، بالإضافة إلى كسب قواعد للتأييد والمساندة وإضفاء نوع من الشرعية السياسية عليها فى الساحة الدولية. وعليه كان الإدراك الإسرائيلى منذ البداية (أى خلال مرحلة الحرب الباردة) يتمثل فى أى مكسب دبلوماسى لإسرائيل فى إفريقيا يعنى بالمقابل القضاء على (أو على الأقل تحييد) مصدر محتمل لتأييد الدول العربية. يعنى ذلك أن إسرائيل كانت تنظر إلى إفريقيا باعتبارها ساحة للقتال بينها وبين العرب.
وتعمل إسرائيل على تقوية علاقاتها حيوية مع الدول الإفريقية بتقديم المساعدات الفنية والعسكرية وتدريب الباحثين والخبراء من هذه الدول داخل إسرائيل خاصة فى مجال الزراعة، وكذلك من خلال إرسال الخبراء الإسرائيليين إلى القارة الإفريقية مع توسع نطاق عمل رجال الأعمال الإسرائيليين.
وتسعى إسرائيل من خلال تواجدها فى إفريقيا لمحاصرة الدول العربية وتأمين البحر الأحمر لصالحها، وكذلك السيطرة على منابع النيل، وبهذا نفهم اهتمامها بدعم حركات التمرد فى جنوب السودان واهتمامها بالقرن الإفريقى بشكل عام.
وبنهاية عقد السبعينيات وأوائل الثمانينيات كثفت إسرائيل جهودها من أجل إعادة علاقاتها الدبلوماسية بإفريقيا؛ حيث قام وزير خارجيتها بإجراء اجتماعات مباشرة مع الزعماء الأفارقة سواء فى الأمم المتحدة أو فى العواصم الإفريقية.
موضوعات متعلقة..
الرئيس السيسى يصل قاعة المؤتمرات بسيبوبو لحضور القمة الأفريقية
"السيسى" يلقى كلمة مصر اليوم أمام قمة الاتحاد الأفريقى بمالابو
مصر تعود لأحضان القارة السمراء.. السيسى يرأس وفد البلاد فى القمة الأفريقية.. ويلقى كلمة بالجلسة الافتتاحية.. المشاركة تعزيز لدور القاهرة مع أشقائها.. واعتراف من زعماء أفريقيا بخارطة الطريق و30 يونيو
الأناضول:وفد إسرائيل يغادر القمة الأفريقية بعد احتجاج الوفود العربية
زعماء أفريقيا يتوافدون على "مالابو" استعدادًا لحضور قمة الاتحاد
رئيس نيجيريا يقطع زيارته إلى غينيا لمتابعة الأوضاع الأمنية فى بلاده
"السيسى" يلقى كلمة مصر اليوم أمام قمة الاتحاد الأفريقى بمالابو
قمة الاتحاد الإفريقى تبدأ أعمالها اليوم.. أهم الأخبار المتوقعة
الوفد الإسرائيلى يغادر قمة الاتحاد الإفريقى عقب اعتراض الوفود العربية..جولة ليبرمان للقارة مؤخرا منحت تل أبيب صفة عضو مراقب لقمة "مالابو"..إسرائيل تسعى لكسر العزلة العربية من خلال غزو القارة السمراء
الخميس، 26 يونيو 2014 01:46 م
جانب من قمة الاتحاد الافريقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد
السيسى طرد أصدقاء مرسى الأعزاء
فوق