علا بركات تكتب: دورة حياة الحشرة

الخميس، 26 يونيو 2014 07:35 م
علا بركات تكتب: دورة حياة الحشرة دودة القز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال عملى كمدربة تنمية بشرية، تعاملت مع عدد كبير من الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، ابتداء من المرحله الابتدائيه مرورًا بالإعدادية والثانوية والجامعية.

اشتركوا جميعًا فى عدد كبير من الصفات المكتسبة، نتيجة التعليم بالمناهج المصرية، لكن أبرز صفة فيهم كانت: جميعهم لا يعرفون معنى دورة حياة الحشرة.

حتى هؤلاء الذين جربوا تربية دودة القز أو الحرير، بل إن الكثير منهم لا يعرف معنى كلمة أطوار حياة الحشرات ولا يعرف معنى كلمة شرنقة ولا يستطيع الربط بين الدودة والحشرة.

إن دورة حياة الحشرة لا يدرسه سوى من يدخلون الكليات العملية، وربما بعضها فقط.

قد يبدو ذلك شيئًا تافهًا بالنسبة لكم المعلومات الهائل الذى يملأ الكتب والمفروض أن يملأ العقول أيضًا، لكن لو فكرنا بعض الشىء سنجد أن كل المعلومات العلمية التى يدرسها هؤلاء الطلبة ليس فيها أهم من معرفة دورة حياة الحشرة.

لماذا؟
تعالوا نسأل أنفسنا بعض الأسئلة:

ما الأهم بالنسبة لسكان المناطق العشوائية التى تكثر بها القمامة؟

معرفة تركيب الحمض النووى أم دورة حياة الصرصور الذى يقاسمه كل شىء ؟

ما الأهم بالنسبه للفقير فى قرى الصعيد والريف الذى يتغذى على الجبنة القديمة والمش؟

معرفة الكمياء العضوية وغير العضوية أم التعرف على دورة حياة الذبابة التى تحيا فى طعامه؟

ما الأهم بالنسبة للشاب الذى يزرع الأرض صيفًا ويعانى من الناموس الرهيب كل ليلة:

أن يعرف شكل فقرات الهيكل العظمى أم دورة حياة الناموسة التى تحيا فى المياه التى يروى بها مزروعاته؟

إن أهمية دراسة هذه المسأله يكمن فى طريقة تدريسها
فكما نفعل فى محاضرات التنميه البشرية. نطرح المشكلة ونطلب من الطلاب اقتراح حلول عملية واقعية لها يمكننا أن نعلّم الطالب أن يفكر فى كيفية مقاومة كل طور من أطوار الحشرة التى تؤثر على حياته بالسلب.
دعونا لا ننسى ما حدث فى أسوان منذ وقت قريب جدًا من انتشار لمرض الملاريا، الذى تسببه ناموسة الأنوفيلس وكيف كان يمكن تفادى ذلك المرض، لو أن الشباب هناك كان يعرف أن المياه الراكدة هى أنسب الأماكن لتوالد تلك الناموسة، وكانوا أبلغوا وزارة الصحة عن تلك الأماكن التى اكتشفتها الوزاره مليئة بالمياه الراكدة ويرقات الناموسة الحاملة للمرض.

لهذا أرجو السيد وزير التربية والتعليم، تدريس تلك الجزئية الهامة من العلوم وتقريب الواقع لأذهان الطلبة بربط الدراسة العلمية بواقع عملى يشاهدون يوميًا فى بيوتهم وشوارعهم وحقولهم ثم تنشيط عقولهم بطلب التفكير فى وسائل جديدة لمقاومة هذه الحشرات فى كافة أطوارها الضارة.

إن لدينا اعتقادات راسخه تنم عن الجهل بما هو مهم فى العلم، فدود المش ليس منه فيه.

وتلك الأشياء غامقه اللون فى المخلل والجبنة القديمة غير صالحة للأكل، لانها ببساطة شرنقة الذبابة المنزلية
فإذا أخذنا التعليم إلى المستوى التالى فيجب أن يحتوى منهج العلوم على كل المعلومات التى تفيد الطالب فى منزله وشارعه وحقله بل وبيئته التى يلوثها بالوراثة ويفعل كما يفعل أبواه ظنًا من الجميع أن كل ما يفعلونه من القاء للقمامة فى المجارى المائية أو أمام البيوت أو إحراقها أو حتى التدفئة بوابور الجاز فى ليالى الشتاء مع اغلاق النوافذ كلها أمور عادية لا تشكل خطرًا على الصحة العامة ولا على البيئة.

لهذا: عليك تصليح المفاهيم الخاطئه العالقه فى أذهان الشعب المصرى بربط منهج العلوم بالواقع الذى نحياه دون الارتباط بالمناهج العالمية، التى تسبق عقول الشعب المصرى بمئات السنين.

إن ربط المناهج العلمية بواقع الشعب كفيل بأن يجعل الطلبة يغيرون من نمط حياتهم وحياة أهاليهم إلى الأفضل لأنفسهم وللبيئة التى نعانى حاليًا من تدهور حالها.

الوقت مازال فى صالح تعديل منهج العام القادم لكافة المراحل التعليمية ولو بإضافة درس واحد أو مذكرة صغيرة توزع على جميع المراحل بها منهج موجه ومكتوب بصورة جيدة يقرب العلم للعقل ويزرع فى الطلبة مبادئ الحفاظ على ما تبقى من البيئة المصريه. ثم يمكن زيادة تلك الجرعة الثقافية العلمية بالتدريج فى الأعوام القادمة.

السيد وزير التربيه والتعليم:
بين يديك مستقبل شعب. لو أحسنت بناءه اليوم. فسوف تفوز مصر غدًا بشعب يفهم ويفكر ويبتكر، ويحل مشكلاته البيئيه على أسس عملية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة