قال الدكتور شريف الجيار، رئيس الإدارة المركزية للنشر بهيئة الكتاب، إن اليوم يوجد لدى شعور بأن الثقافة المصرية بدأت تتحرك من ركودها ونومها، فإن مثل هذه الندوات تمثل جزءا مما يعرف بالقوة الناعمة فى مصر، ومعنى أن ندوة العلاقات العربية والدولية تتشابك الآن مع ثقافة الخليج فهذا يمثل أمرا مهما ليس بالثقافة العربية بشكل عام ولكنه أمر مهم لاتحاد كتاب مصر، لأنة يتماشى الآن مع سياسة الدولة المصرية والثقافة المصرية، التى ربما تناست لفترات طويلة، أنه له القدرة على التأثير داخل الثقافة العربية، وأن القيادة السياسية فى مصر واعية بدور الثقافة.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها لجنة العلاقات العربية والدولية داخل اتحاد كتاب مصر، أمس، بعنوان "حوار ثقافى وإبداعى عن العلاقات المصرية السعودية".
وأوضح الجيار، أن هذه الندوة المهمة لكى نقوم بتوجيه منظور اللجنة تجاه العمق الأفريقى الذى أغفلنها لفترات طويلة، ومصر الآن فى احتياج أن تتشابك مع الثقافة الأفريقية التى هدد عندما غفلنا الأشقاء فى أفريقيا، حتى أصبحت فى قابضة أعدائنا.
وأضاف الجيار، أن لجنة العلاقات العربية والدولية بالاتحاد تتجه إلى منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، وعلى اللجنة أن تأخذنا بمؤتمرات ما يعرف بأدب أفريقيا، والتشابك مع الثقافة الأفريقية، وتبادل العلاقات الثقافية بيننا وبين العمق الأقريقى حتى تعود الريادة المصرية الثقافية فى أفريقيا.
لفت إلى أن السياسة فى مصر الآن تتوجه لحل جميع الخلافات بيننا وبين دول أفريقيا، ولكن الرئاسة نفسها عليها دعم من مثقفى مصر وتحتاج لدعم ثقافى عميق وقوى، وأن أفريقيا تحتاج إلى الثقافة المصرية بالتحديد، مضيفاً أن حديثنا اليوم عن العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية فنحن نتعمق فى القضايا الثقافية مع دول الخليج كلها، وعندما نتعاون مع إثيوبيا ونيجيريا فنحن نتعامل مع الشق الأفريقى بالكامل، وأشعر بالتفاؤل الشديد لعودة القوى الناعمة المصرية ولكن بحب وتلاحم وعقلانية ويكون غرضنا مصلحة مصر والثقافية برمتها.
وقالت الشاعرة الدكتورة شيرين العدوى، أستاذ بكلية الإعلام وعضو اتحاد كتاب مصر ومقررة لجنة العلاقات العربية والدولية، كنا نود أن نحتفل بالشاعر السعودى الدكتور نايف الجهنى، رئيس نادى تبوك الأدبى، والمستشار الثقافى لجامعة تبوك، حيث إن له العديد من الكتب الفلسفية والشعرية، وصاحب أشعار متميزة، ولكن ظروف مرض والده منعته من الحضور.
وأضافت شيرين، إذا تحدثنا عن القوى الناعمة، فسيكون المقصود بها الإبداع الكتابى سواء على مستوى الرواية أو النقد والشعر وكل هذه قوى ناعمة تربطنا خيوط الكتابة ولا يستطيع أحد أن يكسرها حتى الحروب ولا العلاقات السياسية المهزوزة، وإيمانا منا بهذا الدور فى لجنة العلاقات الدولية والعربية نقيم هذه الروابط والعلاقات.
وأضافت شيرين أننا سنعمل على نقل الثقافة من مصر إلى الأطرف داخل الأقاليم، ومناقشة وبحث مشاكل وأزمة الصعيد، حتى ينتشر الوعى داخل مصر بالكامل.
كما وجهت الشكر لكل من يهتم بالثقافة، كما أشادت بموقف الملك عبد الله فى كل مواقفه مع مصر، وأوضحت أن هذه صورة من صور العلاقات الدولية العربية القوية.
ومن جانبه قال الدكتور صابر عبد الدايم، رئيس لجنة العلاقات الدولية والعربية باتحاد الكتاب، وأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، أن داخل اتحاد الكتاب نواجه أزمة كبيرة وهى أن أعضاء مجلس الإدارة منفصلون عن بعضهم، وأن اللجان غير متعاونة فيما بينهم وأعتقد أن قيادات الاتحاد لديهم القدرة على حل هذه الأزمات، وأن داخل لجنة العلاقات الدولية العربية قد أثبتنا أننا قادرون على إقامة أى فعاليات ونجاحها حتى تكون الثقافة محور الربط بين الدول بعضها ببعض.
كما طالب عبد الدايم بعمل ملحق ثقافى يضم المثقفين، ومساندة كل مثقف يرى نفسه عنده القدرة على خدمة البلد وذلك بترشيح نفسه بمجلس النواب، وأشار إلى أن هناك ضعفا فى نوادى الأدب، بعكس حال فرق الفنون الشعبية التى ترصد لها أموال كبيرة، وفى حال طبع كتاب يظل فى المخازن، فعلينا البحث عن حل لهذه القضايا.
وقال مصطفى القاضى، سكرتير عام اتحاد كتاب مصر، إن الاتحاد قد قام فى الفترة الماضية بتنظيم العديد من النشاطات الناجحة والمتميزة، ولكن توجد لدينا أزمة حقيقة وهى استبعاد المثقف عن المشهد السياسى على مدار أكثر من 30 سنة، وأصبح فى الحقيقة دورة مهمش، وكان لى الشرف أن التقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الجلسة التى كانت تضم العديد من المثقفين قبل انتخابات الرئاسية، حتى نثبت أن المثقف له دور كبير فى الحياة السياسة.
وأضاف القاضى أن ما كانت تعانى منه مصر هو الأزمة الثقافية وليس مقصور على المسرح أو الشعر أو الكتابة، ولكن المقصود المفهوم العام، كما اقترح أن يتم عمل مؤتمر كبير للخروج بوثيقة من الاتحاد لتقدم للرئيس يتم توضيح بها دور المثقف للدولة ودور الدولة تجاه المثقف.
وأكد القاضى أن ما نتج عن عمليات الإرهاب وسفك الدماء هو نتيجة غياب الوعى الثقافى، وأن دور وزارة الثقافة فى الخارج تقوم الربط وإقامة علاقات خارجية من باب الثقافات حتى يكون للثقافة والمثقفين دور كبير فى الحياة السياسية، وأن مصر تمتلك قوة بشرية وثقافية، نستطيع من خلالها توثيق العلاقات الخارجية بشكل متميز.
وأشار القاضى إلى أن كل ما كنا نقوم به هو الغناء للبلاد ولكن لا توجد علاقات حيوية بين لدول فيما بينهم، وأن ما حدث على سيبل المثل فى مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر كان خطأ، وعدم وجود وعى، وأيضاً مشاكل الدول الإفريقية وهو لغياب العلاقات الخارجية.
ولفت أنه أن تكون الثقافة المدخل الرئيسى والجسر الذى من الممكن أن نبنى من خلاله علاقات قوية، وأن الثقافة فى مصر لها أصول ثابتة وتستحق أن تلعب هذا الدور، مضيفاً نحن رأينا أن هناك دولا لعبت دورا مهما وعلى رأسهم السعودية والإمارات والكويت وروسيا، وأن العلاقات الثقافية إذا تم استغلالها يمكن أن نجنى بها ثمار قوية بين الدول.
وأكد القاضى، أن اتحاد كتاب مصر يجب أن يلعب هذا الدور المهم وأن تقدم ورقة عمل لإقامة مؤتمر عربى وعالمى للخروج بوثيقة توجه إلى رئيس كل دولة والملوك، ولن نسمح بتهميش المثقف.
وقامت الدكتورة شيرين العدوى، مقرر لجنة العلاقات الدولية والعربية، أن اللجنة قادرة على عمل مؤتمر دولى وتمويله بالكامل لكى يساعد على إقامة العلاقات الثقافية بين جميع الدول.
وعلى هامش الندوة مصطفى القاضى، بإهداء درع اتحاد كتاب مصر إلى الشاعر السعودى الدكتور نايف الجهنى، رئيس نادى تبوك الأدبى، والمستشار الثقافى لجامعة تبوك، وتسلمها عن الدكتورة شيرين العدوى أستاذ بكلية الإعلام وعضو اتحاد كتاب مصر ومقررة لجنة العلاقات العربية والدولية، كما قام الدكتور صابر عبد الدايم بإهداء ميدالية لجنة العلاقات العربية والدولية للكاتب مصطفى القاضى سكرتير عام اتحاد كتاب مصر نظراً لجهوده وتميزه داخل الاتحاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة