بداخل كلية الآثار بجامعة القاهرة، كنز أثرى يعود للعصور الفرعونية والإسلامية المختلفة، فضلا عن الآثار اليونانية والرومانية، إذ يوجد بها متحف يضم ما يقرب من 3500 قطعة أثرية، هى نتاج حفائر الكلية فى مواقع سقارة، والمطرية، وتونا الجبل، وبرغم ذلك فإن أعداد الزيارات به قليلة، مقارنة بأعداد طلبة الجامعة، والجامعات الأخرى، ربما لأسباب تتعلق بعدم معرفة البعض به، وعدم تسليط الضوء عليه بالشكل المناسب.
ولهذه الأسباب قامت "اليوم السابع" بجولة داخل هذا المتحف البعيد عن الأضواء، للتعرف على محتوياته، بمصاحبة محمد محمد درويش، مدير عام إدارة المتحف، والذى ذكر لنا أن قسم الآثار المصرية بالمتحف يضم مجموعة متنوعة من الآثار تقترب من 1195 قطعة أثرية، تغطى حقبة زمنية طويلة من التاريخ المصرى القديم تبدأ من عصر ما قبل الأسرات وتنتهى عند العصر اليونانى الرومانى، منها " مجموعة من التماثيل الحجرية ذات أوضاع تقليدية توضح المعالم الفنية فى صناعة التماثيل فى مصر القديمة، و مجموعة من لوحات حجرية يشتمل بعضها على مناظر تقديم القرابين ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، وغيرها من القطع الأثرية المهمة.
أما قسم الآثار الإسلامية، فأوضح "درويش"، أنه يضم مجموعة قيمة ومهمة جدًا من العصور الإسلامية المختلفة، منها مجموعة قيمة من الأوانى الخزفية المختلفة الأشكال، يرجع بعضها إلى مصر أو الشام أو العراق أو إيران أو تركيا أو الصين وكذلك من بلاد الأندلس، ومجموعة من التحف الزجاجية من مصر والشام وإيران، كذلك مجموعة من قطع النسيج، والتى تتميز بتنوعها إذا تغطى فترة زمنية تبدأ من العصر القبطى، وحتى نهاية العصر العثمانى، وتمثل بالتالى طرزا فنية متنوعة، وغيرها من القطع الأثرية.
كما أوضح "درويش"، أنه تبرع من كل من على باشا إبراهيم، وشريف باشا صبرى، والعالم الأثرى جاستون فييت، وأشيروف، ببعض من مجموعاتهم الأثرية للمتحف، كما أهدى الدكتور هنرى أمين عوض، متحف الآثار الإسلامية مجموعة قيمة من المسكوكات الإسلامية وصنج السكة.
ومن جانبه ذكر لنا الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار، أن فكرة إنشاء متحف للآثار المصرية، بدأت ببداية الدراسات الأولية بالجامعة، فى عهد الملك فؤاد الأول، ثم أضيف له قسم آخر للآثار الإسلامية عام 1933م، وأنه مر بكل المراحل التى مرت بها الكلية منذ أن كانت مدرسة اللسان المصرى القديم، التى أنشأها الخديوى إسماعيل، حتى صدور القرار الوزارى الخاص بإنشاء كلية الآثار جامعة القاهرة، إلى استقرار مبنى الكلية بمكانه الحالى، فى مبنى الإدارة العامة لكلية الآثار، فى جامعة القاهرة عام 1970م على يد الدكتورة سعاد ماهر عميدة الكلية آنذاك.
أما المؤسف فى الأمر، أن الدكتور محمد حمزة ذكر لنا أن المتحف تعرض للسرقة عقب ثورة 25 يناير، إذ تم سرقة 140 قطعة أثرية، بينهم 11 دينار ذهبى من العصر الإسلامى، مؤكدًا أن أحد هذه الدينانير يرجع إلى عصر المماليك، فى عهد السلطان الظاهر بلباى، وبلغ سعره مليار جنيه حسب التقيمات العالمية.
أما الجميل فى الأمر، أن الدكتور محمد حمزة، أوضح لنا، أنه تم استصدار قرار بضم مبنى تاريخى فى منطقة بين السريات يرجع تاريخه لعام 1897م، فى عهد عباس حلمى الثانى، ليصبح متحفًا لكلية الآثار، وأن المبنى سيمر بثلاثة مراحل، وهى "الصيانة، والترميم، وإعادة تأهيل"، وتبلغ مساحة المبنى 8 آلاف متر، وقد خصص له ميزانية 70 مليون جنيه.
وأضاف "حمزة"، أنه سيتم نقل كل القطع الأثرية الموجودة بالمتحف الحالى إليه، بالإضافة إلى كل القطع الأثرية الموجودة بمخازن الكلية فى منطقة سقارة، وكل الحفائر التى سوف تستخرج بعد ذلك، وسوف نعد له خطة تسويقية جيدة، وبرنامج لنشر الوعى الأثرى، لتنمية السياحة، وزيادة الدخل من خلاله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة