"القومى للترجمة" يصدر ترجمة كتاب "مكتبة الإسكندرية.. فك طلاسم اللغز"

الأربعاء، 25 يونيو 2014 11:06 ص
"القومى للترجمة" يصدر ترجمة كتاب "مكتبة الإسكندرية.. فك طلاسم اللغز" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت حديثا النسخة العربية من كتاب (مكتبة الإسكندرية.. فك طلاسم اللغز)، عن المركز القومى للترجمة، من تأليف بابلو دى جيفنوا ومن ترجمة على إبراهيم منوفى.

يتحدث المؤلف، عن التابوه الغامض الذى يخيم على ما يتعلق بتدمير مكتبة الإسكندرية فى الزمن القديم، حيث إن كل شىء، بحسب تعبيره، يغلفه الصمت والروايات الكاذبة، ومضخما بكم كبير من الأصولية الدينية والمخاوف الاجتماعية المسبقة؛ واذا ما استثنينا عددا قليلا من الباحثين سوف نجد أنه لا أحد يتحدث عن هذا الموضوع بحيادية، وكأنه اتفاق غير معلن بعدم كشف الحقيقة.

بحسب المؤلف، فكيف أمكن لحادثة وقعت منذ ألفى عام أن تظل-مهما كانت درجة قوتها-ذات تأثير قوى بما يجعل مجتمعات مثقفة ومتطورة مثل المجتمع الغربى، الذى يفترض أنه مجتمع محايد وعلمانى فى مجال البحث العلمى، يواصل خطابه حول هذه المسألة الذى يتسم بالالتواء واللاحيادية؟

ويستطرد المؤلف، إن مكتبة الإسكندرية تعتبر مثالا للألمعية الثقافية التى لا تجد لها مثيلا فى العالم القديم، غير أن زوالها المفاجئ والكامل من الوجود أدخلها فى دائرة الأسطورة، ومن المعروف أن المكتبة قد هدمت أثناء ما يسمى بالحروب السكندرية فى مناورة مؤسفة قام بها يوليوس قيصر، فى نهاية القرن الأول قبل الميلاد وأدى فقدانها إلى فتح الباب أمام الكثير من التكهنات والموضوعات التى أصبحت تابوهًا لف وقائع هذه الكارثة بالغموض.

من ناحية أخرى فعندما نتحدث عن العرب نجد أنهم قدموا إلى الإسكندرية فى القرن السابع الميلادى، وبالتالى لم يظهروا على صفحات التاريخ مرتبطين بهدم المكتبة الكبرى أو المكتبة الصغرى الملحقة؛ إذ حدث ذلك قبل وصولهم بقرون؛ ومع هذا يسكن المخيلة العامة للجميع اعتقاد أن العرب هم الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية. وهذا محض افتراء؛ ويسرد المؤلف من بين تلك الأساطير التى ظلت قائمة حتى أيامنا هذه، تلك التى تشير إلى أن عمرو بن العاص، قائد الجيش العربى، هو المسئول عن حريق المكتبة بل وهدمها بناء على تعليمات صدرت له من الخليفة عمر بن الخطاب، ويتضح زيف هذه الأكذوبة والتى قام بنسجها أسقف مسيحى مشرقى يدعى (أبو الفرجيوس) خلال القرن الثالث عشر الميلادى، أى بعد ستمائة عام على دخول العرب مصر، وانتشرت هذه الرواية خلال القرن السابع عشر الميلادى على يد الكاهن والمستشرق الإنجليزى (بوكوك).

على مدار 422 صفحة، ومن خلال الكتاب الذى يتكون من خمسة فصول، يحل المؤلف اللغز فى النهاية، ويبرئ ساحة العرب من حرق المكتبة، ويؤكد أنه من خلال البحث خلال التابوهات الغامضة، رسم مشهد مختلف تماما حول النهاية المأساوية التى عاشها الحلم العظيم للبطالمة، منارة المعرفة التى أضاءت أزمان العالم القديم.

المؤلف بابلو دى جيفنوا، عضو فى السلك الدبلوماسى الإسبانى، إضافة إلى أنه باحث ومصور، شغل منصب المستشار الثقافى الإسبانى لمرتين، له عدد كبير من الكتب والمقالات التاريخية، نذكر منها، رحلة إلى السودان، الاتجاهات الأربعة، التصوير الإسبانى المعاصر.
الجدير بالذكر أن على إبراهيم منوفى، أستاذ الأدب الإسبانى المعاصر بكلية اللغات والترجمة، له كم كبير من الدراسات والأبحاث التى ترجمت عن الإسبانية، وله أكثر من أربعين عنوانًا عن الإسبانية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة