وقد أصدر الاتحاد الأفريقى بيانًا أكد فيه أنه وفقًا لتقاليد الاتحاد الأفريقي، سيتم خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الترحيب رسميًا بالرؤساء الثلاثة الجدد المنتخبين، وهم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى رئيس وفد مصر فى القمة الأفريقية، ورئيس غينيا بيساو خوسيه ماريوفاز، ورئيس مالاوى بيتر موثاريكا، ومن المقرر أن يُشارك فى القمة الأفريقية، بالإضافة لرؤساء دول وحكومات أعضاء الاتحاد الأفريقى، كل من سكرتير عام الأمم المتحدة، بان كى مون، ورئيس وزراء إسبانيا، ماريا نوراجوي، كضيفى شرف.
وأجرى "اليوم السابع" اتصالات مكثفة مع العديد من الخبراء الأفارقة للحديث معهم حول عودة مصر للاتحاد الأفريقى والدور الذى يجب أن تقوم به القاهرة فى الفترة المقبلة للرجوع بشكل قوى إلى القارة السمراء ولعب دور بارز فى حل العديد من المشكلات والنزاعات المسلحة التى تعانى منها منطقة ساحل الصحراء بالإقليم.
من جانبه قال الدكتور سعيد زونغو، الأستاذ بجامعة بوركينا فاسو، ومدير مؤسسة التضامن والغوث لشعب مالى، إنه يجب على مصر العمل للمصالح الأفريقية فالقاهرة تعد بؤرة استراتيجية مهمة للقارة السمراء، وأعرب عن أمله فى أن تلعب مصر دورًا فى إرساء الاستقرار والأمن فى فى كل الدول القارة.
وأكد زونغو فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أبرز العوائق التى تواجه أفريقيا تتمثل فى الحركات الإرهابية المسلحة التى بدأت تنتشر فى منطقة الساحل والصحراء، مشيرًا إلى أن تلك الحركات مع الجريمة المنظمة أخطر ما يواجه القارة السمراء فى الوقت الحالى.
ووجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة أن يقوم بالعمل على توفير الأمن فى مصر بشكل خاص وأفريقيا بشكل عام، وأن يسعى لتنمية القارة السمراء ومساعدتها فى مواجهات الأخطار التى تحيط بها، معربًا عن أمله فى أن تعود القاهرة للعب دورها البارز والاستراتيجى الذى بدأ فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أعطى الكثير للقارة السمراء وساعدها فى التحرر من الاستعمار.
من جانبه قال الدكتور صالح أبو بكر على، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة "آدم بركة" التشادية ورئيس مؤسسة الحكمة للتنمية المستدامة، إن الموقع الاستراتيجى لمصر يكفل لها أن تلعب دور مهم فى أى وقت دونما استعداد مسبق باعتبار تاريخى ودورها على الصعيد الأفريقى وعلى صعيد مبكرة فى التاريخ الأفريقى من خلال مساعدة تلك الدول فى التحرر فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إضافة إلى مرحلة العلاقات العربية الأفريقية التى لعبت فيها مصر دورًا محوريًا ومهمًا.
وأشاد صالح بالدور المصرى فى القارة الأفريقية من خلال استضافتها للمؤتمر الأفريقى العربى الأول فى مارس 1977، مؤكدًا أن لمصر دورًا مهمًا فى التعاطى مع مشكلات عديدة واجهت القارة بالإضافة لدورها البارز على مستوى منطقة الشرق الأوسط ، مشيرًا إلى بعد مصر عن القارة السمراء ولم يكن لها دور فعال فى الآونة الأخيرة وهو ما دفع دولاً أخرى للعب الدور المصرى فى القارة وتعد أبرز تلك الدول جنوب أفريقيا التى تعد لاعبًا رئيسيًا ومحوريًا فى أفريقيا.
وأكد أن الدول الأفريقية اختلفت كثيرًا عن سبعينيات القرن الماضى فقد بدا نوعًا من الاستقرار والأمن يحل بالقارة، موضحًا أن هناك العديد من الاقتصاديات الأفريقية الصاعدة وهناك موارد تنتظر الاستغلال، مشيدًا بدور شركة المقاولون العرب التى طورت العديد من الطرق وشاركت فى تشييد البنية التحتية لدول تشاد، مؤكدًا أن تشاد ومصر يستطيعان تكامل فى قطاعات مختلفة داخل القارة.
وبدوره قال الدكتور بكرى سامب مدير مرصد التطرف والنزاعات الدينية بجامعة جاستن بيرجيه السنغالية، إن مصر كان لديها مكانة مهمة جدًا فى التعاون مع أفريقيا مشيرًا إلى مؤتمر باندونج الذى عقد فى الخمسينيات وقد لعبت مصر دورًا بارزًا فى تبنى المؤتمر لمجموعة من القرارات لصالح القضايا العربية وضد الاستعمار الأجنبى.
وأكد سامب أن الدور المصرى تراجع كثيرًا بعدما تغيرت الأمور، والعلاقات العربية لأفريقيا كانت مبنية على قيم مشتركة آنذاك من خلال التعاون مع القارة السمراء لكن نمط الأمور قد تغير، وفى مجمل العلاقات المشتركة بدأت تتحول لعلاقات مبنية على أساس إنشاء جمعيات خيرية إسلامية أدت إلى لعب دور أساسى فى تأجيج المشكلات داخل المنطقة وأضفت صبغة التطرف على معظم دول القارة بعدما كانت تنعم بالإسلام الوسطى.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يعمل على إعادة مصر للعب دور بارز فى القارة السمراء، مشيرًا إلى أن القاهرة تتمتع بخبرات كبيرة فى العديد من المجالات ويمكنها أن تساعد أفريقيا فى مواجهة الحركات الإرهابية التى تهدد الأمن والسلم، متمنيًا الاستفادة من خبرات القاهرة فى مواجهة الإرهاب والتطرف مشيرًا إلى دور جامعة الأزهر التى تعد أكبر جامعة إسلامية ويمكن عن طريق علمائها المستنيرين حل مشكلات كبيرة.
وأكد أن العلاقات بين مصر والسنغال طيبة جدًا منذ فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أسس لعلاقات ومصالح وقيم مشتركة مع دول القارة السمراء ولعب دورًا أساسيًا فى تحرر الدول الأفريقية من الاستعمار الأجنبى وأشار إلى تراجع هذا الدور فى العقود الأخيرة كثيرًا، ووجه رسالة للرئيس السيسى بضرورة إعادة القاهرة للعب دورها التقليدى فى دول القارة وتحقيق تنمية اقتصادية وسياسية بدول القارة السمراء.
بينما قال الدكتور الخضر عبد الباقى محمد مدير المركز النيجيرى للبحوث العربية، إن أفريقيا تريد من مصر كدولة رائدة وقائدة ومحورية بالمنطقة أن تكون مصر آمنة ومستقرة لأن بالاستقرار تستطيع مصر القيام بالدور المحورى والمهم الذى كانت تقوم به من قبل فى القارة السمراء، مشيرًا إلى أن الأوضاع التى مرت بها مصر مؤخرًا أثرت على دورها الرائد بالقارة.
وأكد الخضر أن القارة السمراء تريد من مصر أن تظل معتزة بأصولها الأفريقية إضافة إلى كونها دولة عربية، فأفريقية مصر لا غبار عليها ونتمنى أن تكون الأمور التى تقوم بها مصر واضحة وقوية، ونريد معرفة السياسات التى ستنتهجها مصر مستقبلاً فى القارة السمراء خاصة فى ظل الإدارة الجديدة تحت قيادة الرئيس السيسى.
وطالب الخضر الرئيس السيسى بضرورة أن يكون لمصر عمق فى أفريقيا مترجمًا على أرض الواقع وليس من خلال الخطابات والأحاديث فقط، مؤكدًا أن القيام بالزيارات والتبادل الثقافى والاحترام المتبادل سيخلق ذلك العمق للقاهرة، موضحًا أن مصر قدمت الكثير للدول الأفريقية بشكل عام ولا تزال تقدم حتى فى أحلك الظروف، وتمنى أن تكون الاهتمامات المصرية بالقارة السمراء من أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسى، ناصحًا الرئيس بضرورة إضفاء البعد الثقافى فى العلاقات المشتركة مع أفريقيا لأنه يقوى مستوى العلاقات بين مصر وأفريقيا غير العربية.
وأكد الخضر أن الثقافة هى الأصل ومهما تشهد العلاقات البينية بين الحين والآخر تقلبات نتيجة الأمور السياسية، لكن الثقافة هى العامل الأقوى والأدوم فى إبقاء الصلات بين الشعوب قوية ومترابطة، مشددًا على ضرورة وجود اهتمامات أكثر من قبل الإدارة المصرية على وتيرة أكثر من ذى قبل وتحديدًا الاهتمام بالجانب الثقافى.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
موضوعات متعلقة..
المبعوث الخاص للرئيس الروسى يشارك فى قمة الاتحاد الإفريقى
وزير إثيوبى: نرحب بعودة مصر للاتحاد الأفريقى وقمة قريبا مع "السيسى"