عجوز تقف لتطالب بحقها فى الخلع بعد 50 سنة زواج.. الزوجة: تحملت هدر حقوقى منذ 20 سنة ولم أتكلم "أصلوا كان ماشى بالستر".. وأولادى تخلوا عنى واتهمونى بالجنون

الثلاثاء، 24 يونيو 2014 03:21 ص
عجوز تقف لتطالب بحقها فى الخلع بعد 50 سنة زواج.. الزوجة: تحملت هدر حقوقى منذ 20 سنة ولم أتكلم "أصلوا كان ماشى بالستر".. وأولادى تخلوا عنى واتهمونى بالجنون محكمة الأسرة
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تنظر إلى الأرض وتعاود النظر إلى محتويات المكتب وترى أوراقا وملفات يعلوها التراب حتى يكاد الواقف يختنق, ويمتلئ المكان بفوضى عارمة، ولكن الفوضى التى تجتاح قلبها أكثر شدة ويتخلل ذلك صوت حاد وهو نداء المسئولة بمكتب تسوية المنازعات لتطلب منها الأوراق التى فى يديها، ولكن للأسف سنية لا تسمع ولا ترى إلا العمر الذى ضاع هباء مع زوج ضحى فى سن متأخرة بها وأراد الزواج بأخرى "هذه هى قصة سنية صحابة 70 عاما التى لم تكن تعلم أنها ستمر بهذه المأساة بعد50 سنة زواج وستطالب بحق اكتسبته بسبب القانونين مؤخرا".

البداية كانت عندما بلغت سنية 16 عاما وأصبحت بنتا أكبر من سنها الحقيقية، حيث امتلكت جسدا تملأه الأنوثة وجهه يلفت كل من ينظر إليها فيقع فى حبها وعينان تصيب من ينظر إليهما بسهام الحب القاتلة وبالفعل رآها "جلال" ووقع قتيلا فى حسنها وأخذ عهد على نفسه ليظفر بها لنفسه دون غيره.

كان الأب مثقفا فرفض زواج ابنته بعكس الكثير من الآباء وقتها الذى كانوا يتمنون أن يستروا بناتهم بسبب العادات والتقاليد، خصوصا أنهم من أبناء منطقة تعتبر إلى حد كبير"شعبية"، ولكنه تمسك بهذا الشاب الذى يكبر الفتاة بسنه واحدة لطيب أصله وطموحه وأهله الذى كان يدفعان أى أحد إلى الإعجاب بهم.

تمت الخطبة ولكن كان الشرط الوحيد أن تكمل "سنية" تعليمها حتى تدخل الجامعة وبعدها تتزوج, وافق "جلال" على العرض وشجع خطيبته وكان يساندها بكل قوة إلى أن أتمت مرحلة الثانوى وذهبا معا ليقدما أوراقهما للجامعة وبعدها بدأت الاستعدادات للفرح وهى ما زالت تخجل من هذا الشاب ويعلو وجهها حمرة لو نظرت مباشرة فى عينيه.

جاء يوم الفرح ليمتلئ الشارع بالفرحة, فلا تسمع إلا أصوات الزغاريد والغناء يجوب كل البيوت بهذا الثنائى الذى ما زال فى عمر الورد, العروس ترتدى الثوب الأبيض الذى أخذته من خزانة أمها وأعادا معا إجراء التجديدات لدى جارتهما "تيريزا" دون مقابل فهى منذ الطفولة قد وعدت الصغيرة بأن تخيط لها ثوب الزفاف".

خرجت العروس لتزف بين الأصدقاء والأقارب كانت كالملاك وبجانبها شاب ينظر إلى زوجته بعينين لامعتين من الفرح الذى يغمره وذهبا معا إلى منزل صغير تشارك الجميع ليأتى لهم بمحتوياته, نظرت "سنية" إلى "جلال" وهى ترتعش من الخوف فطمأنها وأخذها بيته ليجوبا المنزل ليتعرفا على ما فيه سويا وبعدها أخذ يطبطب على كتفها، وقال لها بعد أن رأى ما فيها من اضطراب لا تخافى منى فأنا لن أفعل شيئا إلا بإرادتك وساعتها أخرجت الزوجة نفسا لتزيح عن قلبها مشاعر متضاربة لا تفهمها.

استمرت الحياة وكافحا حتى تخرجت الزوجة من الجامعة بمؤهل ولكنها رفضت الخروج للعمل وفضلت أن تتفرع لتربية 3 أطفال رزقهم الله لهم, وأصبح همها الشاغل رضا "جلال" ودعهم وتوفير الراحة النفسية له حتى أصبح كل يوم أفضل مما سبقه, رفضت أن ترهقه بمشاكل أبنائه وهموم المنزل وقلة المصاريف, جعلت نفسها مسئولة عن توفير المال لكى لا تحمله فوق طاقتها فعلت كل هذه بشغف.

مرت الحياة من أجمل إلى أجمل، الأطفال تكبر والمسئوليات تكثر على الزوجة ولكنها من جبل تواجه كل الأزمات التى تعصف بأى منزل بصبر وجلد إلى أن كبر الأبناء وجاء وقت احتياجهم إلى الزواج فبدأت مرحلة أخرى من الكفاح, واستطاعا معا أن ينجحا فى تحقيق ذلك بعد أن أصبح الـ3 أبناء فى قمة النجاح، مهنيا وعلميا واجتماعيا, وهذا هو المنزل المثالى، ولكنه كان لا يخلو من المشاكل.

مرض الزوج مع كبر سنه، وأصبح منذ 20 عاما عاجزا عن أداء حقوق زوجته التى شرعها الله لها ولكن لم تشتكى الزوجة ابدا وأكتفت بالمودة والرحمة ولم تصرح لأحد شأنها شأن اى زوجة مصرية أصيلة تهتم بمصلحة عائلتها عن رغباتها الشخصية, ولكن الزوج بعد أن زوج أبناءه وخرج للمعاش أصبح يقضى أوقاته بعيدا عنها نسيها مثل اولادها التى لا تراهم الا فى الاجازات بسبب الضغوط اليومية والحياتية وأصبحت من ضحت وسهرت وقضت عمرها لتؤسس هذه العائلة تحدث نفسها حتى لا تنسى الكلام.

زادت المأساة عندما أصبح من فى سن الـ 71 يفكر فى الزواج ونسى انه جد ويملك صحة تكاد تكفية فهو على حد رواية الزوجة بيمشى "بالستر" طوال السنوات الماضية وأصبحت المشاكل لأول مرة تهدد بسماع شبح الطلاق, ولكن الأبناء يلومون الأم ونسوا أن الأب سبب هذه المشكلة إلى أن اتخذت "سنية" خطواتها بعد أن خطب الزوج امرأة تبلغ من العمر 40 عاما وذهبت بخطوات ثقيلة إلى محكمة الأسرة التى لتحصل على حق الخلع التى اكتسبته مؤخرا بسبب تطور القوانين المصرية".

وهنا انتهت قصة أخرى داخل أروقة المحكمة حيث قضت المحكمة بالدعوى التى أقامتها "سنية.خ "صاحبة 70 عاما أمام محكمة الأسرة بإمبابة ضد زوجها "جلال.م" بالخلع لصالحها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة