الغيرة شعور إنسانى طبيعى يشعر به الجميع، إلا أنه من الانفعالات التى قد تؤدى إلى كوارث، فمنذ بدء الخليقة قتل قابيل لأخيه هابيل بسبب الشعور بالغيرة، وفى المجتمعات الحديثة أصبحت قاعات المحاكم تعج بقضايا الطلاق، والقتل التى حدثت بسبب الشعور بالغيرة، فكيف يؤدى هذا الانفعال إلى هذا المضاعفات.
استشارى الأمراض النفسية والعصبية الدكتور محمد الشوبكى، أكد أن الغيرة هو انفعال طبيعى يشعر به الإنسان ويظهر لدى الأطفال بشدة، وهو يعنى بالرغبة فى التفرد بشىء ما، وهى تنقسم إلى نوعين أساسين، الأول وهى الغيرة الطبيعية، والتى نشعر بها عند نجاح شخص ما، أو حصول الآخرين على المدح أو المجاملة، أما النوع الثانى فهى الغيرة المرضية وهى التى تنقسم إلى أنواع متعددة تجعل المريض يشعر بالرغبة.
وتقسم أنواع الغيرة إلى عدة أنواع منها الغيرة العاطفية، وهى التى تنشأ لدى الارتباط العاطفى بين شخصين، وغالبا ما يزداد هذا النوع بين الذكور مقارنة بالإناث، وقد يبدو الأمر فى البداية إلى أنه خوف أو محبة زائدة، إلا أن الأمر عندما يزداد يتحول إلى سلوك عدوانى، خاصة عند القيام ببعض الأفعال غير السليمة مثل التجسس، ملاحقة الشريك الأخر، فحص الأدوات وتفتيش الحقيبة، الملابس، الهاتف، أجهزة الكمبيوتر، عدم ترك أى مساحة من الحرية، مما يؤدى إلى شعور الشريك بالرغبة فى الإفلات، والانفصال تمام.
وتابع أن هناك الغيرة الناتجة عن العمل، وهى نوع من الغيرة والتى تحدث نتيجة ترقى أحد الزملاء، أو حصوله على مكافأة، أو بسبب حدوث فروق بالرواتب، وينشأ عن هذه الغيرة الكثير من المشكلات ومنها غياب العمل كفريق واحد، كما أنها تسبب حدوث التوقف على الأخطاء البسيطة،كما يحاول البعض الإيقاع بين العاملين والرئيس فى العمل.
ويشير الشوبكى أن الغيرة من الأمور الطبيعية والتى تحدث بشكل يومى طالما بقيت فى حدود المعقول، مضيفا أن علاج أو التخلص من الغيرة يحتاج إلى الصبر والإرادة لتخلص من تلك المشكلة، كما يجب أن يتعاون أفراد الأسرة المريض للتخلص من هذه المشكلة تماما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة