محمد محمود ثابت يكتب: لم يحن وقت الموت

الإثنين، 23 يونيو 2014 12:02 م
 محمد محمود ثابت يكتب: لم يحن وقت الموت صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحتضنُ الموت كل ليلة، ولكنه لا يفتح ذراعيه، كأنه يقول.. لم يحن الوقت.

والموت حقيقة، وكل إنسان سيموت، وهو ينال الصغير قبل الكبير، فلماذا أبقى حتى الآن خارج الحسابات؟ نعم.. لم يحن الوقت.

إنه مثل الفتاة التى أحببتها وأحبتنى.. وطلبت منها مرة، أن أقبّلها واحتضنها بشدة، أن يلامس جسدى جسدها المعبق الجميل، ولكنها أبت ورفضت، وقالت: "إنه لم يحن الوقت.. لما يتقفل علينا باب واحد."

فالموت هو الذى يريدنا، هو الذى يقرر متى يغلق الباب علينا، وهو الذى يقرر متى يجعلنا مادة بلا روح.

ولما جلست وحدى، شاهدت جنازتى، ورأيت الدموع فى كل عين، والنار فى حلق الحاضرين، والحزن يخيّم على وجه أبى، ثم سمعت صديقى يتحدث فى الهاتف "أنا فى جنازة، انتظرنى هناك، الشغل كثير النهاردة" وأغلق الهاتف وأغلق المشيعون معه باب القبر، فهى طقوس معتادة وأدوار نتبادلها، وذهب الجميع، ولم يتبق سوى إنسان، ارتبط دمه بدمى. وكان حريصا على سعادتى. ولم أكن يوما سبب سعادته، ولكن موتى كان فجعة لقلبه، ذلك الإنسان هو أمى.

إننى الآن أخاف الموت، أنا الآن كما قال الشاعر "أعشق عمرى، لأنى إذا مت، أخجل من دمع أمى"، فكل شىء يتلاشى ويجف إلا دموعها، كل شئ يتلاشى وينسى إلا قلبها، فأنا من دمها وهى من دمى، وليس من حقى أن أحتضن الموت كل ليلة، هنا إنسان يرقد لراحتى، وأمله فى الحياة هو أنا، وموتى يعنى الضياع له، فلا حق لى فى موتى





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mahran.said

حضرتك راجل محترم

كلام نابع من القلب وحقيقي شكرا لحضرتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة