فى حوار مع عميد كلية الهندسة بالإسكندرية: أنا مش إخوان ولا أنتمى لأى تيار سياسى.. وفكرت فى الاستقالة احتجاجاً على سلوك الطلاب.. ورفضت خوض انتخابات المهندسين على مقعد النقيب لأنى لم أر نفسى فى المنصب

أكد الدكتور خالد حجلة، عميد كلية هندسة جامعة الإسكندرية، خلال حواره لـ"اليوم السابع" على عدم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين أو أى تيارات سياسية أخرى، ودائما يرفض الانضمام للأحزاب السياسية، وأضاف "حجلة" أنه فكر فى تقديم استقالته من منصبه كعميد الكلية احتجاجاً على سلوك الطلاب وبعد تصاعد العنف بالكلية، وكان مع عميد الكلية هذا الحوار.

- مع انتهاء الامتحانات بالكلية ما تقييمك لها هذا العام.. فى ظل الظروف والتظاهرات وارتفاع محاولات الغش المعلن عنها فى عدد من الجامعات؟
الحمد لله، انتهينا من امتحانات نهاية العام الدراسى، وسط حالة من حالة من الهدوء والاستقرار، دون حدوث أى معوقات أو تأثير على سير الامتحانات، والأوضاع داخل الكلية هادئة بعد عودتنا من أسبوع الإجازة الذى حدده المجلس الأعلى للجامعات، للحرص على مشاركة العاملين والطلاب بصوتهم فى الانتخابات الرئاسية.

إجمالى عدد حالات الغش منذ بدأ امتحانات نهاية العام الدراسى 11 محضراً، سيتم تحويلهم جميعاً لمجلس تأديب لاتخاذ الإجراءات القانونية لمخالفتهم قانون الجامعة.

- ما هى استعداد إدارة الكلية لتلك الامتحانات خاصة بعد أحداث العنف الأخيرة؟
الكلية وقت الامتحانات دائما تكثف من التواجد الأمن الإدارى على بوابات الكلية، ولكل فى هذه المرة قمنا بإعادة توزيع أفراد الأمن الإدارى بالكلية، وغلق جميع الأبواب المطلة على شارع أبو قير، الذى شهد أحداث عنف بين الطلاب وقوات الأمن.

بالإضافة إلى أننا أرسلنا خطاباً لرئيس جامعة الإسكندرية الدكتور أسامة إبراهيم، بشأن إمداد الكلية بأفراد أمن إدارى من المجمع النظرى الذى انتهى من امتحانات الفصل الدراسى الثانى،
وأن إدارة الجامعة استجابت لهذا الطلب، بالفعل قامت بإمداد الكلية بعميد أمنى آخر ليكون إضافة للأمن الإدارى، الذى من مهامه منع الطلاب من الخروج بمسيرات خارج أسوار الكلية.

- هل يتم تفتيش حقائب الطلاب قبل دخولهم إلى الكلية؟
نعم، يتم تفتيش حقائب الطلاب قبل دخولهم إلى الكلية على الأبواب من قبل الأمن الإدارى، بالإضافة إلى تفتيشهم على بوابات المبانى قبل دخولهم الامتحان.

كما يقوم الأمن الإدارى بالكلية بتفتيش المبانى والمنشآت بالكلية قبل بدء الامتحانات، تحسباً لوجود أى أجسام أو أشياء غريب داخل الكلية.

- هل تتدخل إدارة الكلية فى التأمين خارج الأسوار؟
لا، إن مسئولية التأمين خارج الكلية من مهام أمن الإسكندرية، وأننا خاطبنا مديرية أمن الإسكندرية بشأن تأمين الكلية من الخارج، خلال عملية تأمين امتحانات نهاية العام.

- هل أعداد الأمن الإدارى داخل الكلية كافية لتأمين الامتحانات؟
إن عدد أفراد الأمن الإدارى داخل الكلية يبلغ عددهم 50 فرد أمن إدارى، وهذا غير كاف، وإننا فكرنا جدياً فى الاستعانة بشركة أمن إلا أن التكلفة تفوق ميزانية الكلية، ولذلك قمنا بتشكيل لجنة داخلية للأمن الإدارى وتقسيمه إلى أوقات متفرقة، وإدارة الجامعة وضعت كلية الهندسة فى الدفعة الثانية من أولويات تركيب كاميرات المراقبة داخل الكلية، رغم ذلك فكرنا فى وضع الكاميرات المراقبة على التمويل الذاتى إلا أن التكلفة وصلت إلى 2 ونصف مليون جنيه.

- رغم وجود الأمن إلا أننا نرى الشماريخ والألعاب النارية داخل الكلية؟
هذا بالفعل، لأن جميع أسوار الكلية ضعيفة من الممكن أن يتسلل منه الشماريخ والألعاب النارية التى تستخدم فى المظاهرات، وأن معظم الطلاب الذين يشاركون فى الاشتباكات مع الأمن لا ينتمون إلى الكلية، لأن بعضهم يكون ملثما هذا بالنسبة للشباب وملابس غير معتاد عليها من قبل الطالبات، وهذا يظهر وقت الاشتباكات فقط، ويأتون من خلال الأسوار الضعيفة.

- هل ترى جماعة الإخوان ستستغل تأخير ميعاد امتحان الكلية لإثارة الشغب؟
لا أتمنى أن يحدث ذلك داخل الكلية، وأن ميعاد الامتحانات هو ما تم الاتفاق عليه فى مجلس جامعة الإسكندرية بشأن عقد الامتحانات كليات العملية يوم 31 مايو، وهذا التزاماً بعدد من الكليات الهندسة بالقاهرة وعين شمس، بالإضافة إلى الكليات الطب وغيرها، فنحن لسنا حالة فريدة من نوعها، ولكننا حرصنا على ألا يخرج طلاب كلية هندسة المشهود له بالكفاءة، دون أن يستكمل الدراسة، وأن الهاجس الأمنى يدمر الحياة.

- ما هو يميز طلاب كلية هندسة عن طلاب الكليات الأخرى؟
التفكير، هذا ما يميز طلاب كلية هندسة، وهذا ما يتم الاعتماد عليه خلال دراستهم، وذلك كل منهم يفكر مما يجعله ينتمى إلى تيارات سياسية مختلفة، وأن كلية تضم كل التيارات المختلفة، ولكننا نتمنى من الطلاب المنتمين لتيارات سياسية مختلفة أنهم فور دخولهم إلى بوابة الكلية يتنحى عن صفته السياسية ويدخل بصفة طالب.

- ما هو موقف الإدارة من الطلاب المعتقلين؟
إن إدارة الكلية تتعامل مع جميع الطلاب على أنهم طلاب ينتمون إلى الكلية دون النظر لانتماءاتهم السياسية، والجامعة شكلت لجنة على مستوى الجامعة لدراسة حالة هؤلاء الطلاب، وأرسلنا خطاباً إلى الدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية، بشأن طلب سرعة البت فى القضايا المتهم فيها الطلاب المحبوسون والمحبوسون احتياطيا على ذمة التحقيقات مع مراعاة الأبعاد الإنسانية فى الحالات التى تشهد لها الكلية بحسن السير والسلوك خلال دراستها ووضع ذلك موضع الاعتبار عند التعامل معهم.

- ما هى التجاوزات التى رصدتها الكلية خلال الاشتباكات سواء من الطلاب والأمن؟
إن هناك عددا من الطلاب تجاوزوا فى قطع طريق شارع أبو قير أحد الشوارع الرئيسية، ويسبب فى حالة من الشلل المرورى، وهذا "غير مقبول"، بالإضافة إلى وجود امتلاء الكلية بغاز القنابل المسيلة للدموع من قبل الأمن هذا خطاً.

فيجب على قوات الأمن إلقاء القبض على من يقطع طريق شارع أبوقير، طالما خارج أسوار الكلية، لأن المخطئ يجب أن يحاسب، ولكن ما تفعله الشرطة من إلقاء القنابل الغاز عليهم فقط فهذا خطأ، مما يؤثر هذا الدخان على سير العملية التعليمية ببعض المبانى الكلية القريبة من محيط الاشتباكات.

- ما هى تفاصيل منح يوم الخميس إجازة للعاملين والطلاب داخل الكلية؟
إن منح إجازة للطلاب والعاملين بالكلية يوم الخميس بعد صراع ثلاثة أيام بين الطلاب وقوات الأمن، هو لتهدئة الأوضاع بالكلية، بعد تصاعدها بشكل سريع، ووجود حالة من الاحتقان بين الطلاب وقوات الأمن.

وإن قرار الإجازة يوم الخميس جاء بالتشاور مع الدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية، من أجل تهدئة الوضع، وهذا اليوم بمثابة عزلة لطلاب وقوات الأمن، لأنه حماية لكل الأطراف.

- هل تم محاصرتك داخل الكلية من الطلاب بعد الحكم الصادر بالسجن 10 سنوات لزميلهم الطلاب عبد الرحمن سعيد؟
إن رد فعل الشباب ينقصه "الحكمة"، وعقب صدور الحكم بحبس زميلهم عبد الرحمن سعيد، عمت حالة من الغضب من قبل الطلاب داخل الكلية، فوجئت أثناء تواجدى بمكتب الدكتور عصام سرور وكيل الكلية، دخول عدد كبير من الطلاب إلى مبنى الإدارة.

وأعداد الطلاب داخل المبنى بين شبهة أنهم قاموا بالمحاصرة، وأن مطالبهم كانت كتاب بيان للتضامن مع زميلهم، لذلك كمان بإعداد خطاب بعد إطلاع مجلس الكلية عليه، وتم إرساله إلى إدارة الجامعة بشأن سرعة البت فى قضايا الطلاب.

- هل فكرت فى الاستقالة بعد تصاعد الأحداث داخل الكلية؟
نعم، فكرت فى الاستقالة اعتراضاً على سلوك الطلاب وطريقة طرحهم للمشكلة أو الأزمة، ولكننى أدركت أنهم تحت ضغوط ولا من احتوائهم وليس لتصعيد الأحداث.

وأننى أحافظ دائما على علاقة الأستاذ بالطلاب، وليس بعلاقة العميد بالطلاب، لأن من مهام عميد الكلية إدارة والكل يعمل، لأنهم بعد التخرج سيصبحون زملاء لى، فالاحترام واجب.

- هل تعتقد أن صغر سنك ساعد على العبور من أزمة الاحتقان الطلاب؟
أعتقد ذلك، أحد أسباب العبور من الأزمة احتواء الطلاب والحفاظ على العلاقة التى تربطها أواصل المحبة والعلم، وأعتقد أن المدير أو الرئيس الأقل سنا هو القادر على السيطرة على الجهاز العصبى له.

- البعض يردد أنك تنتمى لجماعة الإخوان ما صحة ذلك؟
أنا لا انتمى إلى جماعة الأخوان المسلمين أوإلى أى تيار سياسى أخر، وأننى أرفض دائما الانضمام إلى أحزاب سياسية، لأننى رجل محترف تكنوقراط.

أرى أن سبب خروج تلك شائعة هو اختيار الدكتور فتح الباب عميد كلية هندسة السابق والمنتمى لجماعة الإخوان والمحبوس حالياً لى كعميد للكلية، ولكن انتخابات العمداء أتت بى.

- هل أنت مستعد لتولى منصب تنفيذى بالمحافظة؟
إذا كنت أرى أنى سوف أضيف له، فلا مانع من ذلك، حيث تم عرض على من أحد الزملاء أن أخوض انتخابات نقابة المهندسين على مقعد نقيب المهندسين، ولكننى رفضت، لأننى لم أر نفسى فى ذلك.

- كم حققت حتى الآن من البرنامج الانتخابى الخاصة بك؟
حققت بعد ما يقترب من عام من تولى منصب عميد كلية هندسة، نحو 65% من البرنامج الانتخابى الخاص بى ومدته ثلاث سنوات، ولكن من يعوق ذلك النظام الروتينى.


- تعانى المبانى والمنشآت داخل الكلية إلى تأكل ومهددة بانهيار؟
إننا نقوم الآن فى إجراءات قانونية بشأن منقصة على وجهة مبنى إدارة كلية هندسة بتكلفة 10 مليون جنيه، بالإضافة إلى تجديد شبكات المياه بتكلفة مليون جنيه.

بالإضافة إلى تجهيز معامل تطبيقات حاسب آلى 2 مليون جنيه، وأن المقاولون العرب يقومون الآن بترميم أحد المبانى، وأنه تم تجديد ثلاث معامل وإضافة معامل جديدة داخل الكلية.
وأننا نعمل الآن على تطوير المبانى المتهالكة داخل الكلية، فى أقل وقت ممكن، أعمال تطوير بمبنى المكتبات.

- ما رأيك فى اختيار المهندس إبراهيم محلب لوزير الرى من داخل كلية هندسة؟
أنا فخور باختيار المهندس إبراهيم محلب رئيسا للوزراء، للدكتور حسام الدين مغازى رئيس قسم الرى والهيدروليكا بكلية الهندسة، وانه يتمنى له النجاح فى مهمته الجديدة كوزير للرى، وأن إمكانيات الكلية بالكامل فى خدمة المجتمع المصرى.

- أخيراً.. ما هى أهم المشروعات التى تقوم بها الكلية؟
تم داخل مدرج "ك1" بتحويل مصابيح الإضاءة إلى مصابيح "الليد"، والتى توفر الطاقة الكهربائية، وأن تم إضافة تلك المصابيح فى أعمدة الإنارة داخل ساحات الكلية.
بالإضافة إلى أن الكلية تقدم مشروع بحثى عن القمامة بالتعاون مع دول البحر المتوسط، بالإضافة إلى مشروع أخر بشأن تدوير القمامة، ودراسة تحليلية بشأن مياه البحر.