فى خطوة جديدة نحو تثبيت أقدام الرئيس السورى بشار الأسد فى منصبه، وبعد نحو عدة أشهر من بدء الأمم المتحدة فى التخلص من الأسلحة الكيميائية التى تمتلكها دمشق، أعلنت البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية فى سوريا، انتهاء واحدة من أكثر المهام صعوبة وذلك فى إطار زمنى لم يسبق له مثيل، والتى جرت وسط تحديات وتهديدات أمنية كبيرة، بسبب المعارك التى تشهدها الدولة العربية.
وأعربت البعثة المشتركة، التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فى بيان صحفى، اليوم الاثنين، عن ترحيبها بإزالة نسبة 7.2 فى المائة المتبقية من مواد الأسلحة الكيميائية المعلن عنها، خارج سوريا.
ونقل البيان عن المنسقة الخاصة للبعثة، سيجريد كاج، قولها إنه بإزالة هذه النسبة المتبقية، والتى تم الإعلان عنها اليوم الاثنين "يكون مجموع مواد الأسلحة المعلن عنها المدمرة أو المنقولة خارج سوريا، قد بلغ نسبة 100 فى المائة."
وتابعت كاج: "وعليه تكون المهمّة فى إطار الجهود المبذولة للقضاء على برنامج سوريا للأسلحة الكيميائية، قد انتهت."
وأشادت البعثة المشتركة بما وصفته "التعاون البناء والالتزام الذى أبدته الحكومة السورية"، فقد أكدت أنها "تبقى مدركة تمامًا للمأساة الإنسانية التى ألمت بالشعب السورى"، وفق ما أورد البيان.
ومن جانبه، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث الآن عن مخرج للوضع القائم فى العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، تسعى لإيجاد حل للأزمات المتلاحقة فى بغداد ودمشق .
وشدد هريدى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على ضرورة وقف الدعم المادى الذى تقدمه العديد من الدول للتنظيمات الإرهابية فى سوريا، مشيرًا إلى ضرورة أن تتعامل الدول مع قادة تلك التنظيمات على أنها إرهابية ويحظر التعامل معها نهائيًا، مؤكدًا أن دول الخليج سيكون لها دور بارز فى إمكانية حل الأزمات الحالية بالعراق وسوريا .
وعلق السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، على بيان الأمم المتحدة بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية أن هذا الأمر كان بمثابة مشهد درامى من إخراج واشنطن، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية جون كيرى قد أعلن فى 9 سبتمبر الماضى أنه بإمكان السلطات السورية تفادى ضربةِ عسكرية أمريكية فى حال تسليم كل الأسلحة الكيميائية الموجودة لديها إلى المجتمع الدولى خلال أسبوع .
وأكد رخا فى تصريحات خاصة لــ "اليوم السابع" أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، قام بطرح مبادرة سميت بالمبادرة الروسية دعى من خلالها نظام الرئيس السورى بشار الأسد، للتخلى عن الأسلحة الكيميائية وهو ما قبله الرئيس الأسد، مؤكدًا أن روسيا التى طالما اتهمت بتمويل النظام السورى، نجحت فى لعب دور هام وسلمى فى القضية .
وأوضح أن العديد من الدول قد رفضت المشاركة فى عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية، بسبب التكلفة الباهظة لتلك المهمة، مؤكدًا قلق الولايات المتحدة من النظام الذى سيخلف الأسد، وذلك لعدم تأكدها من مدى سيطرة النظام القادم على سوريا، مشيرًا إلى تذبذب الدور الأمريكى ضد نظام الرئيس الأسد، فبعد القطيعة مع النظام طالبت واشنطن المعارضة بضرورة التعامل مع النظام الحاكم فى دمشق للوصول لحل توافقى .
وأشار إلى أن إعلان الأمم المتحدة التخلص من الأسلحة السورية بشكل كامل، يعد نصرًا لدولة إسرائيل التى لن تشعر بأى قلق من دمشق فى المستقبل، مؤكدًا أن إعلان المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة سيجريد كاج عن تعاون نظام الأسد مع البعثة يعد اعترافًا ضمنيًا بنية النظام السورى الحالى فى الحفاظ على وحدة البلاد أمام الجماعات الإرهابية.
يذكر أن سوريا قد دمّرت جميع معدات الإنتاج والمزج والتعبئة والذخائر المعلن عنها، بالإضافة إلى العديد من المبانى المرتبطة ببرنامجها للأسلحة الكيميائية المعلن عنه المنسقة الخاصة للبعثة، سيجريد كاج .
موضوعات متعلقة ..
2400 تونسى يقاتلون فى سوريا ضد قوات الأسد
أستراليا : إجراءات جديدة للتعامل مع المقاتلين بسوريا والعراق
عقب إعلان الأمم المتحدة نجاح تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.. سفراء يؤكدون: روسيا نجحت فى إيجاد حل سلمى للأزمة.. وحسين هريدى: واشنطن تبحث عن مخرج لأزمتى دمشق وبغداد
الإثنين، 23 يونيو 2014 09:41 م