مفاجأة.. جامعة سوهاج تحقق فى واقعة نقل معيد "70 صفحة" حرفيا من رسالة أجنبية دون الإشارة إلى المصدر.. قسم التاريخ ومجلس الكلية أقرا تشكيل الرسالة رغم رفض العضو المشارك.. ورئيس الجامعة يحذر من النشر

◄عضو التدريس المشارك: الجامعة أعلنت نيتها التحقيق فى الواقعة منذ 4 أشهر.. ولم تبدأ ذلك رسميا حتى الآن
◄أستاذة التاريخ المشرفة الرئيسية والمعيد يرفضان التعليق والرد على المستندات
◄ عميد الكلية يؤكد وجود خلافات بين المشرفين.. ورئيس الجامعة يعتبر النشر إهانة للكلية


إذا أردت أن تتعرف إلى أى مدى وصل حال تدهور البحث العلمى فى مصر، فما عليك إلا أن تتابع ما يحدث بكلية الآداب جامعة سوهاج فى قضية رسالة الماجستير "تشريعات سولا وأثرها على المجتمع الرومانى خلال القرن الأخير من الجمهورية الرومانية دراسة تحليلية مصدرية".

فلأول مرة رغم تشكيك عضو هيئة التدريس المشرف المشارك فى الرسالة، فى مضمون الرسالة وكشفه عن الباحث "ع. ش" نقل أكثر من 70 صفحة من رسالة أجنبية، إلا أن مجلس القسم والكلية قررا الضرب بتقريره عرض الحائط وتجاهله تجاهلا تاما، ووافقا على تشكيل لجنة لمناقشة الرسالة، ولولا قرار الجامعة بالتحقيق فى الواقعة لتحول الأمر إلى فضيحة علمية جديدة، وما زال تحقق فى الواقعة منذ 4 أشهر.

وينشر "اليوم السابع" 20 صفحة من رسالة الباحث المصرى، والرسالة الأجنبية المترجمة، والتى تبين وجود تطابق بالفعل فى النقل، من الصفحة 13 حتى الصفحة 41 فى رسالة الطالب والتى تتطابق مع الصفحات من 20 حتى الصفحة 50 فى الرسالة الأجنبية THE LIFE AND CAREER OF LUCIUS CORNELIUSHIS CONSULSHIP IN 88 CULLA THROUGH B.C BY PIERRE FRANCOIS CAGNIART، بالإضافة للتطابق من الصفحة 51 حتى الصفحة 97 فى رسالة الباحث المصرى مع الرسالة الأخرى من صفحة 73 حتى الصفحة 104.

ومن جانبه قال المشرف المشارك وائل حمدى جابر، المدرس بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة سوهاج لـ"اليوم السابع"، إنه تقدم بمذكرة إلى الجامعة وإلى المجلس الأعلى للجامعات يطالب فيها بالتحقيق فى الواقعة، لافتا إلى أن الطالب غير خطة البحث من تلقاء نفسه بما لا يتفق مع عنوان الرسالة.

وقال جابر "الطالب حصل على الموافقة على التشكيل من مجلس القسم دون النظر إلى عدم وجود تقرير صلاحية الرسالة الخاص بى، لأنها لم تعرض على من الأساس، ولكن بعد ذلك قمت باستلام رسالة عميد الكلية نتيجة طلب الدراسات العليا تقرير الصلاحية الخاص بى، واكتشفت أن الفصلين الأول والثانى مترجمين من رسالة فرنسية مترجمة إلى الإنجليزية، واكتشفت أن ما وجد من مخالفات فى الرسالة يضر ضررا بالغا بمقومات الأمانة العلمية وما يقتضيه البحث العلمى".

وأوضح جابر، أنه تقدم باعتذار مسبب إلى رئيس قسم التاريخ قال فيها إن الطالب قام بالنقل الحرفى من الرسالة الفرنسية والمترجمة إلى الإنجليزية سواء فى العناوين أو المتن أو المراجع أو المصادر"، وقال "مجلس القسم قبل الاعتذار و(الدراسات العليا) رفضت الاعتذار أى فعلت الكلية بالشىء ونقيضه فى الوقت ذاته".

وعند التواصل مع الدكتورة فادية أبو بكر أستاذ التاريخ اليونانى والرومانى بكلية الآداب المشرف الرئيسى على الرسالة التى وافقت عل الرسالة وقدمت تشكيلا مقترحا لمناقشتها، للرد على المستندات التى حصل عليها "اليوم السابع"، قالت "كويس إنكم اتصلتوا وإلا كنت هقاضيكم كلمونى بكرة"، وعندما تم التواصل معها مرة أخرى قالت "لا تعليق"، كما رفض المعيد الرد على المستندات قائلا "لا تعليق".

ومن جانبه، قال الدكتور كريم مصلح عميد كلية الآداب لليوم السابع، "أحلنا الأمر للتحقيق بعد تضارب وجهات نظر المشرفين، وكلام الدكتور وائل مغلوط حيث أنه ما زال مشرفا على الرسالة ولم تقبل استقالته، والخلافات بين المشرفين خلافات علمية فقط، والمشرف المشارك رأيه استشارى فقط ولكن كنا حريصين على ملاحظاته مثل رأى الأستاذ تماما لأنه لم يكتب تقريرا نهائيا".

ومن جانبه، قال الدكتور وائل حمدى جابر المدرس بقسم التاريخ بكلية الآداب، إنه للأسف رغم إعلان الجامعة إحالة الواقعة للتحقيق منذ 4 أشهر، إلا أنه لم يبدأ التحقيق حتى اليوم، مطالبا بسرعة الانتهاء التحقيق لكشف الحقائق أمام أعضاء التدريس.

وعلم "اليوم السابع" أن الدكتورة التى رفضت التعليق على المستندات تتهم الدكتور وائل حمدى بأنه يعمل على إعاقة الطالب ووضع العراقيل أمامه، غير أنه رد بأنه لا يوجد بينه وبين الباحث عداء شخصى وأن الفيصل بينهما هو الأمانة العلمية.

وكشفت المصادر أن "رئيس قسم التاريخ قال فى اجتماع المجلس إن تقرير المشرف الأقل درجة علمية غير مهم، وأن ما يقدم فقط تقرير المشرف الأعلى درجة علمية"، غير أنه بالرجوع للوائح فإن القانون ينص على ضرورة تقديم التقرير بغض النظر عن أهميته من عدمها وهوما يعنى وجود مخالفة إدارية.

ومن جانبه، حذر الدكتور نبيل نور الدين رئيس الجامعة، فى اتصال هاتفى، من النشر، وقال "لا مينفعش تنشر، أنت ليه عايز تسوأ سمعة الكلية، الموضوع حولناه للتحقيق واللى عطاك المعلومات غلطان، وهتشوف أنا هعمل إيه".

الرسالة الأجنبية