قال يونس سونر، مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال التركى اليسارى إن عودة السفير التركى لمصر مرتبط بعدم وجود حكومة رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، لافتا إلى أنه حتى وإن اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة فى مصر، فستضغط على أنقرة حتى لا ترسل سفيرا إلى القاهرة للاحتفاظ بورقة ضغط على الحكومة المصرية.
وأضاف سونر فى تصريحات لليوم السابع أنه حتى وإن أرسل حزب العدالة والتنمية سفيرا، لن يكون هذا بداية علاقات كاملة وناجحة بين الحكومتين نظرا لأن الروابط الإيديولوجية والتنظيمية بين الإخوان المسلمين والحزب الحاكم فى تركيا قوية للغاية بدرجة ستحول دون تحقيق ذلك، مشيرا إلى أن نجاح المشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة لن يشكل فارقا بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، الذى أغلب الظن سيستخدمه كنوع من أنواع الدعاية، لأنهم يرفعون شعار "مرسى أو لا أحد"، مشيرا إلى أنه لا يتوقع تغيرا فى الموقف الرسمى قريبا، "فحتى وأن اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة المصرية الجديدة، قد تعود العلاقات الدبلوماسية ببطء ولكن لن يتم الإعلان عنها".
وأضاف سونر فيما يتعلق بمستوى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، فلن يكون هناك تدهور أكثر من ذلك، خاصة بسبب مشكلات تركيا الاقتصادية، فى الوقت الذى لا يوجد فيه سفير لتركيا فى مصر وسوريا وإسرائيل، والعلاقات هشة مع إيران والعراق.
أما عن المشهد السياسى فى مصر، يرى سونر أن المنافسة فى الانتخابات المصرية تتم بين فصيلين مختلفين ولكن كلاهما ثورى، ويبدو أن هناك إجماعا على استبعاد القوى غير الديمقراطية من النظام السياسى، مثل جماعة الإخوان المسلمين، على حد قوله.
وأكد مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال التركى اليسارى أن حزبه يوافق على استبعاد ما أسماه بـ"حركات الرجعية والبدائية من السياسة، وطبيعة الإخوان الأساسية لتكون أداة أمريكية تزيد من منطقية ذلك"، موضحا أن مصر تحاول الآن لإعادة توحيد الصفوف على أساس ديمقراطى.
ومضى سونر يقول إن كلا من ثورتى 25 يناير و30 يونيو أديتا إلى وجود أمة مصرية أكثر استقلالا وأكثر ثقة بالنفس، ومصر على ما يبدو عازمة لأن تكون متعددة الأقطاب، وهذا أمر نرحب به، "لأن هذا الموقف سيعزز التحالفات الإقليمية ويمكنها من مواجهة التدخل الأجنبى وتقوية التعاون الإقليمى على أساس المصالح المشتركة والماضى الثورى، فذكرى أتاتورك وجمال عبد الناصر، هذان الثوريان العظيمان هى ما تساعد على إعادة إحياء الشعور بالوطنية على أسس الاستقلال والاقتصاد العام والتنوير.
وأكد أن حزبه يرى باختصار أن مصر بمشهدها السياسى تسير على طريق ثورى "نأمل أن ننضم إليه قريبا"، على حد تعبيره.
أما فيما يتعلق بالوضع فى تركيا، قال مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال إن أردوغان لم يعد لديه مفهوما واضحا، فهو أصبح ردا للفعل، مما أفقده السيطرة، مثلما حدث فى واقعة تعديه على المواطنين فى سوما، فهو يعتقد أن الجميع أعداءه، وهذا بات يصبح حقيقة يوما بعد يوم، "وهو لم يعد قادر على الحكم".
وأشار سونر إلى أن أردوغان قد يفوز فى الانتخابات مثلما حدث فى 30 مارس الماضى، ولكن هناك بعض الحقائق التى لا تتغير؛ مثل أن المعارضة ضده شرسة ولن تحاول التوصل إلى تسوية معه، كما أن السبب الحقيقى وراء عدم عودة الأتراك إلى ميدان تقسيم هو وجود الشرطة "المتعصبة" بصورة كبيرة هناك. بالإضافة إلى أن الوضع العام فى تركيا غير مستقر والدوائر الاقتصادية الهامة تدعم المعارضة.
وأوضح أنه حتى الغرب بات يدرك أن أردوغان غير قادر على أداء واجباته، فى الوقت الذى يتوقع فيه حدوث أزمة مالية كبيرة خلال عامين، بسبب تغير السياسة النقدية الأمريكية، وإذا تمكنت تركيا من تجاوزها، فستكون هذه لحظة خروج أردوغان.
وأعتبر سونر أن أيام أردوغان باتت معدودة، برغم فوزه فى الانتخابات المحلية، لأنه غير قادر على الحكم ويفقد دعم الرأى العام يوما بعد يوم، متوقعا أن تتم الإطاحة به خلال عامين.
وأضاف أن مشكلة أردوغان هى أن حزب العدالة والتنمية لديه لوائح داخلية تقضى بعدم حصول الفرد على منصب سياسى لأكثر من 3 فترات تشريعية، منها رئيس الحزب، لهذا يحتاج أردوغان، الذى أكد أن هذه اللائحة لن تتغير، لمنصب جديد، ومن هنا أراد أن يتم انتخابه رئيسا للدولة، ولكن حتى فى هذا المنصب، ينافسه عبد الله جول.
مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال التركى لـ"اليوم السابع": عودة سفير أنقرة للقاهرة مرتبط بعدم وجود أردوغان.. يونس سونر: رئيس الوزراء فقد السيطرة وأيامه فى الحكم معدودة
الأحد، 22 يونيو 2014 10:56 ص